زارت “أريفينو” دار التكافل بالناظور للوقوف على معاناة هؤلاء النزلاء، الذين يرفضون حتى الآن فكرة أن دورهم في العطاء قد توقف، وأصبحوا متخلى عنهم من أقرب المقربين، وأنت تجتاز باب هذه الدار، ينتابك شعور غريب، غربة هؤلاء النزلاء القاطنين بها. مكان خال من الدفء بالرغم من حرارة الشمس ،التي ترخي سدولها على هذا المبنى، الذي قدر له أن يؤوي عجزة الناظور والنواحي. وعن أسباب وجود هؤلاء النزلاء بهذه الدار، يقول سعيد مدير دار التكافل بالناظور، إن هؤلاء “وجدوا أنفسهم إما عاجزين عن الاستمرار في الحياة ببيوتهم نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة، ،أو أنهم أتوا طواعية من تلقاء أنفسهم، كما هو الشأن بالنسبة للبعض، وهناك من يوجد في الدار نتيجة عقوق الأبناء، بالرغم من كونهم ميسورين، وفي الغالب يكون هؤلاء الابناء مشغولين أو غادروا البلاد”.. يقول رجل في نهاية عقده السادس.. «إن هذا الابن هو الذكر الوحيد ربيته ودللته حتى لا ينقصه شيئ ورثته كل ممتلكاتي فلما تزوج خطط هو وزوجته لبيع منزلي ورموا بي في دار العجزة بدعوى أنه لايستطيع تحملي ..فحتى عندما أتبول يقول لزوجته بأن نهايتي ستكون في دار العجزة. .» تقول سيدة في عقدها الخامس “… قد عانيت الكثير من أجل أن يحتلوا أرقى المناصب تتحدث عن ابناءها وبالتالي كانت النتيجة الجحود ونكران الجميل والمعروف الذي أسديته لهم…” هناك حكايات عديدة ومريرة وما خفي كان أعظم ،فإذاكان الأجدر مثلا أن يلقى الآباء والأمهات كل بر لقاء ما قدموه في تربيتهم من جهد وتضحية، فإنه من غير المتوقع أن يكون جزاؤهم الكفران والجحود ونكران الجميل والإلقاء بهم في دور العجزة ومن غير المقبول أن يرى المجتمع هذه الخروقات الاجتماعية والأسرية ثم يصمت لا أظن أن جريمة العقوق التي يرتكبها معظم الأبناء تنبئ إلا عن عقليات أنانية غير مبررة ممن لا تتوقع منهم تجاه من هم أولى بكل رعاية وتقدير