أوردت صحيفة مغربية أن مدير المخابرات الإسبانية ألبيرتو سايس سيزور المغرب قريبا لمعالجة ملف ضابط المخابرات الإسباني الذي طردته الرباط من قنصلية الناظور، في حين أكدت صحيفة ‘الباييس' أن تونس بدورها كانت قد طردت ضابطة في المخابرات الإسبانية منذ سنتين بسبب لقاءات مع المعارضة. . وكانت الرباط قد طلبت من مدريد الأربعاء الماضي ترحيل ضابط مخابرات كان معتمدا في قنصلية الناضور بشمال المغرب، دون أن تشرح أسباب طلبها. وكانت صحيفة ‘الباييس' أوردت الخبر دون أن تذكر السبب الحقيقي، غير أن الأسباب تبقى الآن ثانوية أمام التساؤل الذي يردده أكثر من مراقب مهتم بالعلاقات الثنائية بين البلدين وبروز احتمالات إقدام مدريد على طرد أحد أعضاء البعثة الاستخباراتية المغربية في اسبانيا. في هذا الصدد، يرى بيدرو كاناليس الخبير في العلاقات الثنائية أن طرد الضابط الاسباني شكل مفاجأة حقيقية في الأوساط الأمنية الإسبانية لأنه يحدث لأول مرة. وقال كاناليس ‘يوجد في المخابرات والجيش الإسباني جناح راديكالي تجاه المغرب يعتبر أنه لا يمكن التهاون في الرد على المغرب عندما يريد استفزاز اسبانيا'. وأضاف: ‘بدون شك، هذا الجناح يعتبر طرد الضابط بهذه الصورة إهانة لإسبانيا ويصر على رد فعل ما مثلا طرد ضابط مغربي'، مستدركا ‘لكن قرار الرد بالمثل يبقى في يد رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو. وأعتقد مثل الكثيرين أن سبتيرو لن يسمح بطرد مماثل لتجنب أزمة دبلوماسية مع الرباط لا سيما وأنه يقدم نفسه بمثابة السياسي الذي أصلح العلاقات من التوتر الذي مرت به إبان حكم رئيس الحكومة السابق (خوسي ماريا) أثنار'. من جهة أخرى، أوردت صحيفة ‘الصباح' اليومية المغربية الثلاثاء أن مدير المخابرات الإسبانية ألبرتو ساينس سيعقد اجتماعا مع نظيره المغربي ياسين المنصوري في الرباط يوم 21 اذار/مارس الجاري. ولم يرد تأكيد أو نفي لهذا الخبر، لكن في حالة صحته، فهذا يعني أن الرباطومدريد ترغبان في احتواء أي أزمة قد تترتب عن عملية الطرد. في سياق متصل، كشفت جريدة ‘الباييس' أن تونس بدورها كانت قد طردت ضابطة في الاستخبارات الإسبانية في أواخر سنة 2007 نتيجة العلاقات التي نسجتها مع الأوساط المعارضة، في حين تفيد مصادر أخرى أن الجزائر بدورها طلبت من مدريد ترحيل ضابط آخر سنة 2007 يعتقد أنه على خلفية تقرير اعتبر أن الجزائر توظف ورقة الغاز ضد اسبانيا بسبب موقفها ‘المتفهم' من مقترح المغرب المتمثل في الحكم الذاتي في الصحراء الغربية. وتعتبر منطقة المغرب العربي حيوية للغاية بالنسبة للأمن القومي الاسباني، ولهذا تركز المخابرات الاسبانية كثيرا على هذه المنطقة، ولا سيما المغرب، بحكم أن أغلب المشاكل الكبرى التي تعاني منها اسبانيا وهي المخدرات والهجرة السرية والتطرف الديني مصدرها هذه الدول ومهاجروها