[email protected] سؤالان رئيسان أود الإجابة عنهما من طرف عقلاء الحركة الامازيغية بكل جرأة ومسؤولية بعيدا عن العاطفة والذاتية. السؤال الأول: من نحن؟ السؤال الثاني:ماذا نريد أن نكون؟ اعتقد أن السؤال الأول قد أجاب عنه بعض المؤرخين وعلماء الأجناس anthropologie ، لكن بأجوبة متضاربة، أحيانا عن حسن نية أو لنقل بتلقائية وتجرد علمي محض، وأحيانا عن سوء نية أو تبعا لقناعات ايديولوجية أو عرقية أو …الخ لكن المحصلة ماهي؟؟ سواء كنا من أصل جرماني(الوندال) –كما تذهب بعض الدراسات – أو من أصل عربي كما تدعي دراسات أخرى، أو من عرق امازيغي فقط ، جنس متفرد أصيل لم يفد إلى عالم تامزغا من أي منطقة غير التي وجد فيها (شمال افريقيا والبحر الاحمر) كما تبين بعضٍٍ الاكتشافات الأركيولوجية، ثم ماهي القيمة المضافة المرجوة من الإجابة عن هذا السؤال؟ كنا جرمانا أو عربا او أفارقة… فنحن الآن مغاربة والآخرون جزائريون وأولئك طوارق ليبيون، وهؤلاء ماليون(من مالي) وهلم جرا. هذا الأمر يحيلنا إلى السؤال الثاني؟ بعد تحديد هويتنا العرقية –ان كانت ولابد- سنحدد موقعنا الآن كمغاربة، ماذا نريد أن نكون، اقصد تحديد الهويات الآنية: موقفنا بصراحة من الدين الإسلامي، ومن الملكية، ومن الوحدة الوطنية. وهذ التساؤلات مشروعة، بحيث تمزقت الرؤى، وتعددت التوجهات واختلفت النوايا…الخ هناك من امازيغ المغرب من يدعو إلى العودة الى المسيحية دين الأجداد-كما يدعون-، وهناك من يتمسك باللادينية، ومن يروم التطبيع مع الاسرائليين لأنهم اقرب إليهم من أعدائهم العرب حسب المطبعين. أما على المستوى الكتابة اللغوية، فبالرغم من تبني حروف تيفيناغ رسميا فما زالت فئة من امازيغ المغرب ترفض الاعتراف بها، وتفضل الكتابة بالحروف اللاتينية، في الوقت الذي يرغب فيه الكثيرون الكتابة باللغة العربية سيرا على نهج اللغة الفارسية التي تبنت الحرف العربي. على المستوى السياسي يطمح بعض متزعمي الحركة الامازيغية في كل الربوع المتواجدين فيها إلى الانفصال، وتأسيس كيانات مستقلة ، ومن ثم سنصبح أمام دويلات أو مماليك امازيغية متناثرة في القارة الافريقية. ما موقف الحركات الامازيغية الراديكالية من الملكية ون قضية الصحراء في المغرب مثلا؟ وهل بامكان أحد، أيا كان الجزم بنقائه العرقي؟؟ كيف يمكن في المغرب مثلا أن نميز بين أمازيغي أصيل أو عربي أصيل رغم هذه القرون من التزاوج والتعايش ابتداء من إدريس الأول العربي وكنزه الامازيغية؟ أقول هذا بعد أن دعا المحامي والناشط الامازيغي (الدغرني) ذات لقاء صحفي بعودة العرب إلى شبه الجزيرة العربية التي أتوا منها. ثم أخيرا هل يمكن الحديث عن أمازيغية واحدة ؟ بكل صراحة انا كأمازيغي ناطق بالريفية لا افهم بتاتا السوسية الا بمقدار ضئيل جدا. الأمر نفسه بالنسبة لباقي الالسن الامازيغية. على المستوى النظري نتحدث عن امازيغية واحدة ولكن عمليا الأمر غير يسير. وخير دليل على ذلك –حسب معاينتي – ان الصحفيين والتقنيين في القناة الامازيغية من الناطقين بالسوسية و تشلحيت والريفية يتواصلون باللغة العربية او الفرنسية. هذه دعوة صريحة للمكاشفة والإجابة الصريحة والعلمية للأسئلة العالقة.