بعد أسبوع من الهدوء الحذر الذي تزامن مع إمتحانات الدورة الخريفية، عاد التوتر ليسود من جديد في محيط جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، على إثر الإصطدامات المتقطعة التي تشهدها الجامعة منذ منتصف يناير الماضي، بين طلبة "فصيل الطلبة القاعديين و الكراس و معظمهم ينحدرون من مدن الريف" وطلبة النهج الديمقراطي القاعدي (البرنامج المرحلي). وعاشت الأحياء المجاورة للحرم الجامعي بوجدة، نهاية الأسبوع، ليلة ساخنة، بعد أن شنّ طلبة البرنامج المرحلي، في وقت متأخر من الليل، هجومات متفرقة على منازل يقطنها الطلبة القاعديين، بكل من حي بلمرح، القدس، الأندلس، في محاولة لإقتحامها، مُستعملين الأسلحة البيضاء وغاز "الكريموجين"، و آلات حديدية وُظّفت لتكسير أبواب المنازل. هذا وشوهدت مجموعات مسلحة وملثمة تجوب شوارع الأحياء المذكورة، مما خلق حالة من الرعب في صفوف القاطنين، حيث تقاطرت نداءات للتدخل على ولاية أمن وجدة، خاصة من طرف سكان حي الأندس الذي شهد مواجهة عنيفة، بين طلبة التنظيمين المذكورين، بعد أن حاولت عناصر "البرنامج المرحلي" إقتحام أحد المنازل، الشي الذي رد عليه طلبة "الكراس" بوابل من الحجارة والقنينات الزجاجية بعد أن تموقعوا وفق أسطح المنازل، وإستمر التراشق بين الطرفين إلى ما بعد الثالثة ليلاً، مما تسبب في إصابات، وتكسير واجهات بعض السيارات، وذلك أمام مرأئ العناصر الأمنية التي ظلت تراقب الوضع عن كثب دون أن تُفعّل أي تدخل. وفي سياق الموضوع، عاين مجموعة من الطلبة، منذ إندلاع هذه المواجهة، سيارات عادية وأخرى للأجرة تقل عناصر ملثمة تجوب شوارع الأحياء القريبة من الجامعة، مما يُوحي أن هذه المواجهة إتخذت منحى غير مسبوق وأشكال خطيرة تفتح الوضع على جميع الإحتمالات. تعليق