حمل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثالثة و الثلاثين الخضراء بشرى إطلاق مسار جهوي متقدم و متدرج يشمل كل مناطق المملكة و في مقدمتها جهة الصحراء المغربية, مؤكدا جلالته أن التضامن الوطني يشكل حجر الزاوية في إقامة نظام فعال لإدارة لا ممركزة بغية إحداث قطيعة حقيقية مع المركزية المتحجرة, نظام يعتمد مقاربة ترابية ويقوم على نقل صلاحيات مركزية للمصالح الخارجية وانتظامها في أقطاب تقنية جهوية. هذا المشروع الكبير احدث نقلة نوعية تمخض عن فتح صفحة جديدة على درب أوراش الإصلاح الكبرى لتنطلق المسيرة التنموية بإحداث 13 إقليما و عمالة من بينها إقليم الدريوش الدي يعتبر قطبا تنمويا واعدا بكل المقاييس. ذلك أن هذا الاقليم الجديد اتخد مدينة الدريوش منطلقا له, سيعرف في الاعوام القليلة المقبلة نموا متسارعا في في كل الميادين وعلى جميع الاصعدة بالنظر الى الموقع الاستراتيجي الذي تحتله هذه المدينة الفتية ,باعتبارها مصبا لكل الشرايين الطرقية الرابطة بينها وبين كل من الكبداني ,ابن الطيب, تمسمان, ميضار, عين الزهراء, تافرسيت, أزلاف وقاسيطة وهدا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الاختيار الذي ححظي به إقليم الدريوش كان اختيارا حكيما جسدته مجموعة من الاعتبارات توزعت بين الاقتصادي والاجتماعي و السوسيو ثقافي و السياسي. فعلى مستوى الاعتبار الاقتصادي يزخر اقليم الدريوش بمساحات مهمة قابلة للاستثمار الفلاحي مثل سهل كرواو الدي يمتد من مديبة الدريوش إلى جماعة عين الزهراء و سهل لهبارة يمتد هو الاخر إلى حدود دار الكبداني ببني سعيد، أما السهل الرابع فيتضمن المنطقة الرابطة بين ابن الطيب والدريوش. وأكيد ان تفعيل الانشطة الفلاحية بالاقليم عبر توفير قنوات الري وبناء السدود سيكون بالغ الاثر على حياة الساكنة بالاضافة الى المراكز الفلاحية التي يتوجب توفيرها قصد التأهيل . أما على المستوى الديموغرافي فإن الثروة البشرية التي يتوفر عليها اقليم الدريوش تفوق 230 ألف نسمة. و بطبيعة الحال فإن هذه الثروة ستساهم في توفير اليد العاملة .الامر الذي سيرفع من معدلات النمو بالاقليم من خلال خلق مناصب متعددة للشغل و بالخصوص في مجال الانشطة الفلاحية و على الصعيد السوسيو ثقافي تتمتع مدينة الدريوش و قبيلة امطالسة على وجه العموم بتنوع ثقافي يكاد يكون منفردا بالمنطقة ذلك أن سكان الدريوش الذين ينحذر معضمهم من القبيلة المشار إليها أعلاه يتصفون بالتسامح و كرم الضيافة و قبول الاخر.وهذه القيم الاصيلة جعلت من الدريوش قبلة لكل المواطنين الوافدين من جميع مناطق المملكة حيث يتعايش الكل في بوثقة وطنية يعززها التساكن و التضامن و الانسجام أما على الصعيد السياسي فقد عرفت مدينة الدريوش في السنوات القليلة الماضية حراكا سياسيا ملموسا تجسد في ظهور مجتمع مدني متقدم تؤازره الجمعيات و النقابات و الاحزاب السياسية و قد أفرز هذا الوضع بزوغ العديد من الطاقات الحية مما يبشر بمستقبل زاهر بالمنطقة، إلا أن الاوضاع بهذه المدينة تحتاج إلى مزيد من العناية والرعاية, كما تحتاج ايضا إلى مزيد من التوجه نحو تفعيل المفهوم الجديد للسلطة بغية الحد من الفساد والتلاعب بالمال العام اللذين مازالت مدينة الدريوش تعاني من تداععيتهما. إن إقليم الدريوش جدير بأن يصبح قطبا تنمويا جديدا نظرا لموقعه المتميز و ثرواته المتنوعة وموارده البشرية المتأهبة للنهوض لذلك شمله الاختيار المنبثق عن الاقتراحات الهادفة إلى تعزيز اللا تمركز بغية إعطائه دفعة قوية تراعى فيها إعادة تنظيم الإدارة المحلية لجعلها أكثر تناسقا وفعالية وتقوية التأطير عن قرب.