نور الدين البوخاري.. الريفي غير المحظوظ . عيسى الكامحي زادت شعبية نور الدين البوخاري أكثر عندما أقصي من لائحة الأسود، التي اعتمدها محمد فاخر في دورة مصر لكأس أمم إفريقيا، حينها لم يتردد في إعلان اعتزاله دوليا، وامتنع عن تلبية الدعوة، وكأنه لم ينس مرارة الإقصاء، في الوقت الذي شعر فيه أنه جدير بحمل القميص الوطني، قبل أن يتم ثنيه عن قراره، ليعود إلى أحضان الأسود في مباريات رسمية وإعدادية، بل كان أحد نجوم مباراة المالاوي عندما أهدى كرتين فوق طبق من ذهب إلى الشماخ وبوصوفة، اللذين أحرزا هدفين متتاليين للأسود. . ورغم أن البوخاري لا يتقن لا العربية ولا الفرنسية، إذ غالبا ما يتحدث بالإنجليزية أو الريفية، لكن ذلك لم يمنع من اندماجه مع الأسود، بما أن لغة كرة القدم وحدت بينه وبين باقي زملائه، كما توحد بين جميع شعوب العالم. أكد البوخاري أن حضوره إلى المغرب يترجم اعتزازه بمغربيته ويجسد رغبته في الدفاع عن القميص الوطني، عكس ما تداول أخيرا . فهو يعبر عن أمله في أن يكون ضمن اللاعبين الذين سيحظون بشرف تمثيل المغرب في كأس إفريقيا بغانا ونهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، مؤمنا أن بلوغ هذا المبتغى يقتضي أولا وأخيرا إحراز المزيد من الأهداف تلو الأخرى سواء مع سبارتا روتردام، أو مع المنتخب الوطني، حتى يحافظ على طراوته ولمعانه، فهو يدرك أن حضوره الجيد في البطولة الهولندية هو ما سيفتح له الباب على مصراعيه للانضمام إلى لائحة هنري ميشيل، إذ قال في أحد تصريحاته السابقة “علي أن أثبت جدارتي هدافا وصانع ألعاب مع فريقي، وبعدها يبقى الحكم للمدرب، الذي يملك صلاحية المناداة علي من عدمها”. ظل البوخاري يردد أن تألقه مع فريقه ومع الأسود سيوطد العلاقة أكثر بينه وبين الجمهور المغربي الذي استحسن أداءه لاعبا وموزعا ذكيا ومهاريا، وتعاطف معه أكثر عندما حرم من مرافقة الأسود إلى مصر قبل عامين. رأى البوخاري النور يوم 30 يونيو 1980 بمدينة روتردام الهولندية. ورغم انتمائه إلى أسرة مغربية محافظة تتحدر من منطقة الريف، إلا أن ذلك لم يمنعه من تفجير مواهبه الكروية في سن مبكرة. التحق بفريق ” • نابتوس، أحد فرق الهواة، ولم يكن عمره يتجاوز بالكاد ثماني سنوات. ولم تمر سوى أعوام قليلة حتى صار لاعبا موهوبا في سبارتا روتردام، وهو التألق نفسه الذي قاده إلى الانضمام إلى أجاكس أمستردام، ومنه إلى نانت الفرنسي، الذي قضى معه موسما فاشلا، ليعود من جديد إلى هولندا حيث انضم إلى أزيد ألكمار، قبل أن يحط الرحال بالفريق الذي ترعرع في صفوفه. فضل البوخاري الارتماء في أحضان المنتخب الوطني بدل حمل ألوان غير بلده الأصلي، فانضم إلى تشكيلة الأسود على عهد البرتغالي كويلو، وخاض أولى المباريات الدولية ضد منتخب زامبيا، قبل انضمامه إلى التشكيلة النهائية التي شاركت في دورة مالي، بل اعتمد عليه المدرب أساسيا في جميع مباريات الدور الأول، ليواصل حضوره، لكن في فترات متقطعة عندما أشرف كل من الزاكي بادو و محمد فاخر على تداريب المنتخب الوطني. يملك البوخاري البالغ من نورالدين البوخاري العمر 27 عاما مهارات فنية عالية وسرعة في تنفيذ العمليات والقدرة على الاختراق، إلى جانب براعته في خلق فرص التهديف، وهو ما يجعل أي مدرب يمني النفس في أن يضم لاعبا بالمواصفات ذاتها. الصباح 14/10/2007