إعتبر تقرير عسكري إسباني أن الحل بالنسبة لوضعية سبتة ومليلية يتمثل في تقوية التواجد العسكري بالمدينتين المغربيتين المحتلتين ، مضيفا أن سبتة ومليلية والجزر الجعفرية تمثل أكبر تحد لسلامة وأمن إسبانيا. التقرير الذي أعده المركز الأعلى للدراسات حول الدفاع الوطني بإسبانيا ، التابع للجيش الإسباني وأشرف على إنجازه أساتذة وعسكريون وخبراء في السياسة الخارجية ، دعا إلى تواجد قوة عسكرية إسبانية دائمة في المدينتين المغربيتين المحتلتين وذات طبيعة ردعية ، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة عسكرية داخل إسبانيا ذات قدرة على التحرك السريع. وأشارالتقرير ، الذي تزامن نشره مع الأزمة التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا بسبب الاعتداءات التي تعرض لها مغاربة بنقطة الحدود الوهمية مع مليلية المحتلة ، إلى أن أكبر تهديد للأمن الوطني الإسباني يتمثل في المطالب المغربية بشأن سبتة ومليلية والجزر المحتلة . وأضاف أنه إذا كان من غير المحتمل ترجمة هذه التهديدات على أرض الواقع ، وتعرض إسانيا إلى « اعتداء» من طرف المغرب، على المدى القريب والمتوسط، فإن الأزمات السابقة بين الطرفين مثل أزمة جزيرة ليلى، تؤكد أنه في المستقبل سيكون على إسبانيا أن تواجه هذه التهديدات لوحدها، أو بدعم مقيد من طرف شركائها وحلفائه. وأشار التقرير أيضا إلى أن هذه الوضعية خاصة بإسبانيا وحدها ، مقارنة مع حلفائها وشركائها الأوروبيين ، وأن أي تحليل للمخاطر التي تحدق بإسبانيا يجب أن يضع في الاعتبار هذا المعطى . وسبق لمصادر إعلامية إسبانية أن أشارت إلى أن المخابرات الإسبانية تتابع عن كثب تسليح الجيش المغربي ، واضعة نصب أعينها احتمال قيام مواجهة مسلحة بين البلدين مستقبلا ، اهتمام تقوى بشكل ملحوظ منذ إعلان المغرب عن بناء قاعدة بحرية بالقصر الصغير ، والتي اعتبرت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية أنها ستمكن المغرب من أن يصبح إحدى القوى المسيطرة على منافذ مضيق جبل طارق. غير أن المخابرات الاسبانية ، وحسب ذات المصادر، طمأنت الدوائر المسؤولة بأن الجيش الاسباني يظل أقوى من نظيره المغربي بالنظر إلى ما يتوفر عليه من معدات قتالية متطورة وخبرة عسكرية. وحسب المعلومات المتوفرة ، فإن الجيش الاسباني يصل تعداده إلى 132 ألف شخص ، من قوات برية، بحرية وجوية ، وهو أقل من نظيره المغربي الذي تؤكد المعطيات المتوفرة أن تعداده يصل إلى 250 ألف شخص ، غير أن إسبانيا التي كانت تطبق إلى حدود السنوات الأخيرة نظام التجنيد الاجباري ، تتوفر على احتياطي يمكن أن يصل إلى 6 ملايين شخص عند الضرورة القصوى . كما تتوفر قواتها الجوية، التي يبلغ تعداد أفرادها أزيد من27 ألف شخص، على 481 طائرة ، أهمها «أوروفايتر» الأوروبية وF18 الأمريكية. عزيز الساطوري