دخلت وزارة الداخلية على خط ملف مثير يتعلق باتهام رجل سلطة بالناظور بالاعتداء على فاعل جمعوي بالمدينة، وأنجزت تقارير أولية في الموضوع تفيد أن الضحية تعرض للاحتجاز والضرب والسب بعبارات ذات حمولة عنصرية. ووفق مصادر «الصباح»، تعود وقائع القضية إلى الخميس الماضي، إذ انتابت قائد المقاطعة الحضرية الخامسة التابعة لباشوية الناظور نوبة هستيرية وشرع في تعنيف الفاعل الجمعوي الذي قصده للاستفسار حول مآل إنجاز وثيقة إدارية. ورغم أن الضحية لم يصدر عنه ما يثير غضب المسؤول المذكور، إلا انه أمعن في احتجازه داخل مكتبه أزيد من أربع ساعات ذاق خلالها صنوفا من الضرب والتهديد والقذف بكلام ناب، متوعدا إياه بأوخم العواقب والزج به في السجن. وحسب ما استقته «الصباح» من معطيات، أخذت القضية أبعادا مثيرة، إذ تستعد تنظيمات جمعوية وسياسية بالمدينة للتظاهر ضد سلوك القائد الذي اتهم ب «وصف أبناء المنطقة بأوصاف مشينة تمس بشعورهم الجماعي، مقابل تبجحه بأصوله وعلاقاته النافذة داخل الإدارة المركزية». وقال الفاعل الجمعوي، معنان أبركان، إنه عاش لحظات رهيبة داخل مكتب القائد، ولم يطلق سراحه إلا بعد ساعات من الاحتجاز، وبعد أن فشل رجل السلطة ومساعدوه في إجباره على التوقيع على إقرار مكتوب يقلب وقائع الحادث ويحوله من ضحية إلى معتد.سرد الضحية ل"الصباح" تفاصيل على درجة كبيرة من الخطورة، مؤكدا أنه فوجئ، إلى جانب الضرب الذي تعرض له، بإمعان القائد في استفزازه بعبارات تذكي التفرقة والعنصرية، والأدهى من ذلك أنه احتفظ به "رهينة" داخل مكتبه تحت حراسة أفراد من القوات المساعدة، وأخذ يتحرش به عبر هاتف أحد أعوان السلطة. وفي سياق متصل، توصل الوكيل العام لدى استئنافية الناظور وعامل الإقليم بوقائع القضية من المشتكي الذي وجه شكاية في الموضوع إلى وزير الداخلية ووزير العدل والحريات لإحاطتهما علما بهذا التجاوز ومطالبتهما بفتح تحقيق إداري وقضائي في حق القائد المذكور. يذكر أن الفضيحة الجديدة للقائد المذكور تأتي أسابيع قليلة بعد زيارة لجنة مركزية لتراب المقاطعة التي يشرف على تسيير شؤونها الإدارية، وهي المعروفة بتنامي البناء العشوائي، ومن المنتظر أن تسلط أبحاث مصالح الداخلية الضوء من جديد على الملف. وعلى صعيد آخر، شجبت فعاليات محلية الاعتداء الذي تعرض له الفاعل الجمعوي على يد "رجل سلطة يفترض فيه أن يكون قدوة في احترام القانون والقرب من مصالح المواطنين، بعد أن نسبت إليه الكثير من حوادث التعسف والشطط في استعمال السلطة". عبد الحكيم اسباعي/الصباح تعليق