لم تعد إشنيوان تنتظر شيئا من الممثلين (الرسميين)؛ أي المرشحين كأفراد، على عاتقهم مسؤولية أخلاقية لتمثيل دواويرهم أحسن تمثيل و فرض أفكارهم و قناعاتهم بشكل أو بآخر في تسيير الجماعة القروية ببودينار و البحث عن نصيبهم من ميزانيتها الممولة من أموال الشعب، و لا حتى من المجلس الجماعي كمؤسسة لتدبير الشأن المحلي في جميع المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و التعليمية و البيئية … إن ما تحقق بإشنيوان (إجطي) لحد الساعة من مشاريع قطاعية على قلتها لم تكن من إنجاز مرشح فلان و لا رئيس علان … ، و إنما من إنجاز القطاعات الوصية حسب المعايير اللازمة و المعطيات و البيانات الإحصائيةالكافية التي تستلزم التدخلتارة، و ضغطا من الشارع الاحتجاجي الذي يزلزل المسؤولين لأنه يزيل الغبار على الملفات العالقة و يعجل من الفعل و العمل و يفضح المتورطين في الفساد و الاستبداد تارة أخرى. إن المتتبع للشأن المحلي ببودينار – كما باقي الجماعات بالبلد- يعي جيدا أن رئيس الجماعة له هاجس واحد و هو ضمان الأغلبية، لتمرير ما يريد و مكافأة المرشح الذي يسانده براتبمحترم يعرف كيف يصرفه من ميزانية الجماعة بكل أشكال التدليس و المراوغة في الحساب الإداري، و بمشاريع تافهة يستفيد منها دواره لكسب المزيد من التأييد و القبول من ناخبيهو تهميش الدواوير الأخرى خاصة إذا كان ممثلها عنيدا له … فكما يعلم الجميع إشنيوان لم تستفد من هذه الجماعة شيئا سواء في هذه الولاية أو الولايات السابقة. رئيس الجماعة القروية ببودينار يريد قتل و إعدام إشنيوان بمساعدة من المرشحين و لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا، هذا ليس كلاما يطلق هكذا على عواهنه، و إنما حقيقة ثابتة. إذا أردت أن تقتل أو تعدم شخصا شيئا فشيئا ما عليك إلا أن تسجنه أو تقطع عنه الماء و حينما يأبى الموت تفرض عليه غرامات مالية و تمنع عنه الضوء … هذا ما فعله هؤلاء (المسؤولين)، سجنوا ساكنة إشنيوان و حاصروهابسرقة طريقها و تحويله إلى دوار الرئيس (طريق وزارة التجهيز)… و قاموا بإخفاء و اندثار مشروع تزويد إشنيوان بالماء الصالح للشرب (ماء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية)، و بجانب ذلك طبقوا رخصة البناء بالمدشر و رموه في أحضان الظلام بإزالة الإنارة العمومية بتواطؤ مع السلطة. هذه هي أمنيات هؤلاء، أن يموت كل إشن حر، لكن و بما أن ساكنة إشنيوان لها تاريخ كبير في الدفاع عن حقوقها مع الأجيال السابقة، واصل الأحفاد المسيرة فحملوا المشعل لإنارة دروب الظلام و خرجوا للاحتجاج في أكبر حراك عرفه إقليم الدريوش. أدرك الإنسان البسيط أن خمسين سنة من السياسة و الانتخابات لا تجدي نفعا، و أن المراسلات الإدارية المنافقة من أجل التدخل العاجل لا تحل المشاكل … بقي حل واحد هو الاحتجاج و الانتفاضة في وجه المخربين والمفسدين … ثار الناس بهذا المدشر البعيد و المعزول … لوح في الأفق بلافتاته، صاح و صرخ بشعاراته من قلعة إجطي الصامدة … أنذاك أدرك العالم أن ثمة مدشر يعاني الويلات من العزلة و التهميش. أراد المسؤولون أن يخمدوا النار، نار الاحتجاج … فلم يفلحوا … و استمر النضال … و بدأت إشنيوان ترى ثمارا بدأت تخرج و تنضج. في المستقبل القريب ستقطف إشنيوان إعدادية مستقلة فثانوية تأهيلية، حسب مصادر عليمة، كما استفادت بالمدرسة الجماعاتية في غفلة من صيادي الفرص الذين ندموا كثيرا على (استطانها) بقراهم، و الطريق الذي سيربط إجطي بالساحلي في السوق الصفقات العمومية للتباري من طرف الشركات، أما الطريق سيدي ادريس بودينار المحول فهو في يد القضاء مع يقظة شعبية … هذه المشاريع لم يأت بها السيد المرشح فلانٌ و لا رئيس الجماعة علانٌ، و إن دغدغوا مشاعر البسطاء نفاقا و احتيالا فلم يعد يصدقهم أحد…بل ساهم فيها ذلك المواطن البسيط الذي خرج مع إخوته احتجاجا على الأوضاع المزرية، و لازال السكان بإجطي مستعدون في أية لحظة للاحتجاج و الانتفاضة متى رأوا حقوقهم تغتصب و متى توفرت شروط النضال و الاحتجاج … إشنيوان لا يساندها لا رئيس جماعة و لا قائد قبيلة… لا يمثلها مرشح و لا مقدم و لا رئيس …. مستقبل إشنيوان هم أبناؤها الأبرار بدعاء أمهاتهم و دعم أبائهم و الاتكال و الاستعانةبالله لصنع التغيير و الارتقاء إلى الأفضل، شاء من شاء و أبى من أبى. تعليق