أحالت الشرطة القضائية بولاية الأمن الإقليميبفاس على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف، شخصا يبلغ من العمر 34 سنة، متابع بهتك عرض ثمانية أطفال قاصرين من فاس ونواحي مكناسوسيدي قاسم، تم التغرير بهم من أجل العمل بنواحي الناظور على أساس تهجيرهم إلى إسبانيا لاحقا. وحسب مصادر مطلعة فقد عمل المتهم خلال شهري يوليوز وغشت الأخير على اللقاء بمجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشر و14 سنة، كل واحد منهم على انفراد، واستطاع أن يوهمهم بإمكانية تشغيلهم في أوراش للبناء والفلاحة بنواحي الناظور في أفق مساعدتهم على الهجرة إلى الضفة الأخرى، وقد استطاع أن يقنع العديد منهم بمرافقته، من دون أن يقوم هؤلاء بإخبار أسرهم بالأمر، وهو ما دفع الكثير من آباء وأمهات الأطفال المختفين بحي بنسودة بفاس ومنطقة سبع عيون بنواحي مكناس ومدينة سيدي قاسم يتقدمون بشكايات مستعجلة حول اختفاء فلذات أكبادهم في ظروف غامضة. وخلال الاختلاء بهم في رحلة السفر باتجاه الناظور، دأب المتهم على هتك عرض الأطفال القاصرين، كل واحد منهم بشكل انفرادي، تحت الإكراه واستعمال العنف والتهديد بالسلاح الأبيض، حيث بلغ عدد الضحايا بحسب اعترافات الجاني نفسه، ثمانية أطفال. وتفيد التحريات التي أجريت في الموضوع، أنه بناء على الشكايات الواردة على الشرطة القضائية والسلطات المحلية، تم تكثيف البحث على الجاني بتنسيق مع أفراد الدرك الملكي ومصالح الشرطة في مدن أخرى، ومن ضمن هذه الشكايات واحدة من أم أحد الأطفال المغرر بهم والذي فر من قبضة المتهم، ورد فيها أن هذا الأخير سعى إلى التغرير بالطفل الناجي من حي بنسودة، بعد أن استعمل أسلوبه المعتاد في استقطاب الأطفال الراغبين في مرافقته للعمل في الناظور. وبعد الاستماع إلى هذا الطفل، تبينت الخيوط الأولى للتحقيق الذي أفضى قبل بضعة أيام إلى اعتقال الجاني المنتمي إلى دوار عين عرمة بنواحي مدينة مكناس، بعد أن داهمته عناصر من الشرطة القضائية بفاس بتنسيق مع أعوان السلطة المحلية بأحد دواوير إقليمالناظور، قبل أن تتم إحالته على التحقيق بولاية الأمن الإقليميبفاس. واعترف المتهم ذو السوابق القضائية في هتك عرض قاصرين والسرقة الموصوفة، وقضى من أجل ذلك سابقا عقوبة بالسجن، أنه أوقع بثمانية أطفال قاصرين، خمسة منهم من حي بنسودة وإثنان من منطقة سبع عيون وواحد من مدينة سيدي قاسم، عن طريق التغرير بهم، حيث كان يوهمهم بالعمل في أوراش البناء، بينما عمل في الواقع على تسليمهم لبعض مربي الماشية بنواحي الناظور لاحتراف الرعي معهم، مقابل صفقة مالية متفق عليها مسبقا بين هؤلاء والمتهم. وقد صرح بعض الأطفال الذين تم إرجاعهم لذويهم في محاضر الضابطة القضائية، بما عانوا من قسوة وعنف تحت سطوة الجاني، والكيفية التي تم بها التغرير بهم وتسليمهم لمربي الماشية من أجل استغلالهم في الرعي. وبعد التحقيق مع المتهم وجهت له تهم تتعلق بهتك عرض قاصرين بالعنف والتهديد باستعمال السلاح الأبيض والتغرير بهم، في حين تم فتح تحقيق مع اثنين من مربي الماشية بنواحي الناظور، عن طريق الاستماع إليهم في شأن إخفاء أطفال قاصرين من أجل تشغيلهم وعدم إبلاع السلطات المختصة. محمد الزوهري