محتجون إسبان ينددون بالحادث وجهات تحاول تحريف وقائعه لأغراض سياسية في تطور جديد لحادث مقتل "مهربين" إسبانيين برصاص البحرية الملكية، نظمت فعاليات جمعوية بمليلية مسيرة احتجاجية السبت الماضي، وصفت من خلالها مقتلهما ب"الاعتداء الوحشي". يأتي ذلك بعد طلب تقدمت به الديبلوماسية الإسبانية، للحصول على توضيحات حول هذا الحادث من السلطات المغربية. وطالب المحتجون، في غالبيتهم من الشباب، بكشف نتائج التحقيق وتحديد المسؤوليات، وحظيت السلطات الإسبانية بنصيب وافر من الشعارات الغاضبة بدعوى التزامها الصمت تجاه مقتل كل من (محمد أمين محمد) و(عبد السلام أحمد علي). ومما يثير الريبة حول هذه التحركات، بحسب مصادر مطلعة، وقوف بعض الجهات خلف حملة تستهدف تحريف وقائع هذا الحادث، لأغراض سياسية ضيقة، أو للتغطية على تورط أشخاص مفترضين في الزج بالقتيلين في تهريب المخدرات مقابل حصولهما على مبالغ مالية مغرية. ورفضت مصادر مقربة الخوض في سيرة أسرة أحد القتيلين ولا مصدر ثرواتها، مشددة على أن البحث يجب أن يقتصر على توضيح ملابسات «الاعتداء» ومحاسبة «المتورطين» في إطلاق النار، في حين كان يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى لإيقاف الشخصين على متن القارب دون استهدافهما مباشرة. وبمقابل المنحى الجديد للقضية، رجحت مصادر مطلعة ل «الصباح» الرواية الأصلية التي خرجت إلى العلن، والتي ذهبت إلى أن الشابين كانا يحاولان نقل كمية من المخدرات انطلاقا من سواحل الناظور نحو مليلية، غير أن وحدة المراقبة رصدت القارب الذي كانا على متنه، وقامت بمطاردته، لتعمد عناصر البحرية الملكية إلى إطلاق عيارات تحذيرية قبل توجيه رصاصات مباشرة نحو المشتبه فيهما. ومن جهتها، أبدت الحكومة المحلية بمليلية الكثير من الحذر في تعليقاتها على هذا الحادث، إذ في مقابل رغبتها في كسب ود فئة عريضة من المسلمين المصوتين لفائدة الحزب الشعبي بزعامة خوصي امبروضا، لم يبرز ما يشير إلى دواع أخرى لوجود الشابين في عرض البحر، أو أسباب رفضهما الامتثال لأوامر بالتوقف الموجهة لهما من قبل دورية البحرية الملكية. وقالت مصادر مطلعة، إن الجميع لا يود الخوض في التفاصيل، بسبب الإحراج الذي قد تتسبب فيه بعض الحقائق حول الحادث، خصوصا أن تدخلات سابقة للحرس المدني وعناصر المراقبة المغربية كشفت ارتباط مهربين مغاربة وإسبان بتفاصيل عدة عمليات لتهريب المخدرات باستعمال قوارب سريعة أو يخوت ترفيهية ترسو بميناء مليلية. وكانت فرقة للمراقبة قد اضطرت إلى إطلاق النار في اتجاه الهالكين اللذين كانا على متن قارب سريع في عرض البحر بعدما لم يمتثلا لأوامر بالتوقف والاستسلام، ووقع الحادث في الساعات الأولى من الصباح بعد اعتراض الزورق المتجه نحو سواحل «رأس ورك»، على مستوى المنطقة المعروفة ب«بونتا نيكري». عبد الحكيم اسباعي (الناظور)