بني انصار اغتلت واستغلت ، إلى أن أصابها الغليل والقحل والمحل ، فاعتلت بعلة الوجم والوجل والخجل منذ زمن سحيق عتيق ، لا تستطيع أن ترفع رأسك وعقيرتك ،وتجهر بالحق لتغير المنكر، وتحارب الفساد بأشكاله وألوانه ومضراته الصحية والاجتماعية والاقتصادية ….غابت ثقافة الاحتجاج السلمية السليمة الواعية التي يؤطرها المثقفون والسياسيون والنقابيون الواعون ،تفاديا للضرر، وحفاظا على ممتلكات الدولة والمؤسسات والمواطنين القاطنين ،فهي السلطة الخامسة كما قلت في مقالات سابقة ،لذا يجب احترام هذه الثقافة التي هي عبارة عن نقد للمسؤولين الذين يتولون أمور الساكنة ، ويقومون باستغلال النفوذ والسلطة لترسيخ ثقافة متناقضة تتمثل في الاستبداد والشطط والتغاضي عما هو محرم وغير مباح ، فتكثر المفاسد والخروج عن إطار القانون والأخلاق والأعراف والتقاليد والعادات الحميدة ، ويظهر الانحلال في الخلق والسلوك ،وتظهر نقطا سوداء في بعض الأماكن ،فتنمو السيبة ويربو التعاطي للمحرمات الفتاكة التي قد تجر إلى السرقة والاعتداء والإجرام ،فيزداد تفكك الأسر والطلاق ثم يتعرض الأبناء للتشرد والاغتصاب ، والحرمان من الرعاية والحنان والتربية والتعليم والتعلم . المواطن المؤمن الملتزم الغيور، لا يرضى لبلدته أن تعيش في الفوضى ،وفي وضعية مزرية ،بدون حرية وكرامة ،وعيش رغيد ،وسلامة وأمن واطمئنان ووئام ،فلولا الوئام لهلك الأنام . على المسؤولين وهم يقومون بمهامهم كل في إطار اختصاصاته ، تطبيق القانون لتحطيم الأنانية النرجسية المريضة الفارغة ، ولتحقيق النظام في سيرنا وجلوسنا وركوبنا وفي الإدارة وغيرها من الأمور الذي به يصل الإنسان إلى مراتب الإنسانية العليا ، وليعم الانسجام والاحترام، ولنكتسب بالتجربة والممارسة ثقافة التمدن والمواطنة ،لأننا نرجع إلى الوراء بالسلوكات الجديدة المنبوذة ……ااا إذا استظهر منذ أن أسس أول مجلس قروي إلى يومنا هذا ،يلاحظ أن بني انصار لم تستغل استغلالا حسنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا ورياضيا وسياحيا … ولم تستثمر مواردها الطبيعية والبشرية ،فتشكيلة التسيير لا تتغير ولا تتبدل ،ومن عجائب الأمور يفوز بالرئاسة منذ ظهور أول مجلس رجل لا يفقه القانون … فأنا بصفتي كاتب هذا المقال لا أصلح للرئاسة ،لأنني لا أفقه في القانون علي أن أترك المجال للمتخصص ، وللرجل المناسب في المكان المناسب ، فشباب هذه البلدة معظمهم من حاملي الشهادات العليا، ولهم اختصاصات في الدراسات القانونية حسب الشعب والمسالك ،وهناك أساتذة جامعيون يدرسون القانون …. لا أحد يفكر في مستقبل بني انصار ، ولا ينظر إلى فضاءاتها ،وما يدور فيها ،في الشوارع والحدائق والأزقة والدروب والعطاف والأرصفة والقرن ، وما يشاهد ويعاين من مناظر ومشاهد لا تبشر بالخير،وما هي حاجياتها وما ينبغي أن يكون ، ولا يكون ، ولن يكون ،وما هو حلال ، وما هو مكروه وما هو حرام ….إنها تسير وهي غير واثقة من نفسها ، بعلة عدفة من العادرين ،ولا تضع نصب عينيها "سر عنك "، ولكنها تتخبط خبط عشواء ،وتقدم رجلا وتؤخر أخرى وما بالدار ناخر….. بني انصار استغلت استغلالا بشعا ،أين الميزانية التي كانت تستخلص من بوقانا منذ بداية الستينيات إلى 2005م ؟،وما خفي أعظم ..وأين وأين وإلى أين ..؟.ومتى ستكون هذه البلدة مدينة مدنية متمدنة واعية مثقفة …؟؟أظن إلى أن يرد الضب …..اااا وهناك استفهامات أخرى …. ولا أجوبة لها .ولا إجابة عنها ..ااا بني انصار أخناها الوهن والمرض والخؤور والفتور ، جسمها منهوك وعظامها نخرة ،أصابتها حمى المتنبي ،أمعاؤها يسكن فيها المغص والإمساك ،لذلك تعيش في مخاض مستمر ، عروقها أصابها الكورسترول ، أخلاقها فسدت لأنها في حالة الإغماء ،لا تعي بما يجري ويدور فيها ،لذلك تحتاج إلى العناية المركزة والإنعاش لتستفيق من جديد ،و لتسير في طريق صحيح منتج مثمر . إنها مريضة فعلا … نتيجة لاستغلال والنسيان والإهمال عمدا …..ألم تقرأوا فضيحة "غاسي" ومأساة "قاليط" ومقتل الشاب سمير الدرقاوي في عقر المدينة وبالشارع الرئيسي كتابة وصورا و"فيديويا "،وغيرها من المآسي التي يعانيها السكان من جراء سلوكات مزعجة صادرة عن المتهورين ،ليل نهار، ولا رادع لهم ،؟ وما زالت بعض المقاهي على عادتها…..فلا رأي لمن لا يطاع ……آن الأوان للمسؤولين والمنتخبين والمثقفين والجمعيات بأنواعها ، والآباء والسكان طرا وجمع وبصع ،لإعادة النظر في الأمراض الكثيرة المتنوعة المتفشية المستشرية التي حلت بهذه البلدة التي تزداد اشريراء وزغرا وزخيفا …..فلكل داء دواء ،ولكن الداء الذي يتسبب فيه الإنسان ليس له دواء ولا تلاؤم والتئام … بسبب العجرفة والتعنت والتيه .وو….ااا