عنوان الندوة : “جمعية إحوذريان نآيث انصار للثقافة والتنمية تنظم ندوة تحت عنوان: “الأمازيغية الإنسان والمجال في ظل سياسة التعريب” الزمان: اليوم والتاريخ والساعة: السبت: 15/12/2012م، الساعة: الثالثة بعد الزوال المكان: قاعة مركز التأهيل المهني البحري بآيث انصار المشاركون: السادة: رشيد راخا // ذ. محمد بودهان مسير الندوة: أحمد يشو في البداية بعد الوقوف دقيقة صمت على روح البطل الأمازيغي المتوفي “أنطونيو كوبيلو” زعيم الحركة الثورية لجزر الكناري، تناول السيد أحمد يشو كلمة قصيرة شاكرا الحاضرين والسيدين المشاركين في الندوة معرجا بصورة مقتضبة مختزلة عن نشطاهما في ميدان البحث والصحافة، لأن السيد بودهان كان سابقا أستاذا للفلسفة ثم مفتشا، وله مقالات في مختلف الصحف تتناول القضايا الفلسفية والتربوية والأمازيغية وله جريدة “ثويزة” المشهورة، ورشيد راخا الرئيس المنتدب المكلف بالعلاقات الخارجية لدى التجمع العالمي الامازيغي، ويزاول نشاطه الصحفي بصفته هيئة تحرير لجريدة العالم الامازيغي ومديرتها المسؤولة زوجته أمينة الحاج حماد أكدورت ابن الشيخ. في البداية أخذ الكلمة رشيد راخا تناول فيها الجانب التاريخي منذ الفنيقين والرومان والموحدين والمرينيين… وظهور بعض الآثار للإنسان في المغارات والكهوف، وما اكتشف من عظام من خلال الحفريات والدراسات الانطربولوجيا والاركولوجيا، وما عثر عليه في مغارة “الحمام “بتافوغالت وسيدي عبد الرحمان، تعود البقايا إلى ثمانين ألف سنة و”إيفري نعمار” أخيرا بناحية “أفسو” يرجع إلى خمس عشرة ألف سنة وما وجد أيضا بناحية الخميسات من آلات حديدية صنعها إنسان ذلك العصر، ومنذ العهد الحجري كان الإنسان في كوركو، كما أن أول مدينة فنيقية هي مزوجة حسب تعبيره، وانتقل إلى تسمية الريف عزا الاسم إلى تمسمان “أي تمس الماء” أو تحاذي الماء”، وتحدث عن غساسة وتعرضها للزلازل ثم معركة إغزار أنووشن، وصناعة الأسلحة الكيماوية في “غاسي”، هذا العرض كان مدعما بصور عرضت على شاشة حائطية. وجاء دور الأستاذ محمد بودهان الذي تحدث عن التعريب، ويرى بدايته في 1912م وطابعه سياسي، ثم أورد أنواع التعريب، من تعريب عرقي وعمودي وأفقي وهوياتي ولغوي وإيديولوجي، مع إشارة إلى مغزى هذه الأنواع وما ترمي إليه، ثم أورد بعض الآراء في التعريب لعلال الفاسي والمفكر محمد عابد الجابري وغيرهما، وموقفهما السلبي من الأمازيغية.. وتناول بعض الكلمات التي يرى أن جزيرة ليلى اسم عربي، وليلى ترمز إلى الحب والغزل في القصائد الشعرية العربية القديمة، وألح على إطلاق أسماء أمازيغية على الأشخاص والأعلام، ويتساءل كيف لحجر أن يحمل اسم امرأة؟ وأطاليون أن يقال لها تلاوين… بعد العرضين فتح باب النقاش لطرح أسئلة من طرف بعض الأساتذة والشباب والحاضرين ، وكان النقاش غنيا ومفيدا، وفي الأخير أعطيت الكلمة للأستاذ محمد الشامي باعتباره من القدماء المهتمين بالأمازيغية والباحثين فيها، والذي أشار إلى القانون التنظيمي الذي هو قيد الدرس. انطباعات حول الندوة: أولا: ندوة ناجحة من حيث التواصل والحوار والاحتكاك والنقاش والتعرف والتعارف والاستطلاع، وإن كان حب الاستطلاع أم البلاء، بواسطة خيط ذهبي من شعاع أشعة الشمس الصباح الفاغر، انقشع النفور، وغاب النشوز، وتفسخت العقد اللسانية، وانفسحت الصدور، وغاب الوجل والوجوم، وذهب الشرز، قضينا وقتا ممتعا نافعا مجديا، وكنت دائما من الداعين إلى عقد لقاءات وندوات مع السادة الأساتذة الباحثين والجامعيين في مدينتنا، وغيرهم من الأطر في جميع التخصصات لتحطيم جدار السكوت الذي لا يمكن اختراقه وتجاوزه، ودحر القهر والاستبداد المطبقين منذ عقود، بسببهما لا يمكن البوح والقول والجهر بالحق، وتغيير المنكر المتفشي المستشري، بمثل هذه الندوات ستنباج الأمور، وسينبلج الصبح، وسينقشع الظلم والجهل، وبتكرار اللقاءات ستتكسر الأنانية الضالة، المفضية إلى الضلالة العمياء، والجهالة الجهلاء، وسنحترم من طرف الساكنة، وسيحسب لنا ألف حساب، من لدن الأعداء والأحباب، لأننا جميعا شيبة وشبابا سنرفع من قيمة مدينتنا الصامتة، وسنضعها على سكة متينة قوية،لا تزعزعها الرياح الهوجاء، ولا الأفكار الانتهازية الرعناء، باللقاءات سنحقق مدينة مدنية ديمقراطية واعية مثقفة محترمة نفسها والغير، محاربة الفساد والمفسدين، والبرطلة والمبرطلين، قادرين على تسييرها في ظل الدستور الجديد مع المحاسبة والمراقبة والمعاقبة. ثانيا: يجدر بي الوقوف عند ما ورد في الندوة التي أثراها النقاش الذي كان مجديا مفيدا، فقد استفدنا جميعا قدر المستطاع وحسب الاستيعاب والاحتواء للمعلومات. مزوجة أول مدينة فينيقية، ومزوجة تجمع قبائل عظمى، فهل كانت من المدن العظمى عند الفنيقيين؟، فكان لهم روسادير المرفأ الحجري الطبيعي العالي، وقد نزلوا بها خطأ كحادثة سير ملاحية لأنهم اتجهوا إلى إسبانيا للبحث عن الأرانب وأطلقوا على اسبانيا أسفاينس أي أرض الأرانب، ومزوجة عند الباحثين تعني أرض العيون وعند العامة القبائل الممزوجة، وحول تسمية الريف يقول رشيد راخا اسم عربي والصحيح عنده تمسمان أي منطقة تمس أو تحاذي الماء..؟؟ وقد ذكرت بعض المراجع حول تسمية الريف “إن العرب الذين نزلوا بالإقليم سألوا زعيمهم أين يستعمرون فقال لهم: ريفوا هنا أي ارعوا غنمكم ريفا” والريف كانت تسمى مملكة النكور نسبة إلى العاصمة نكور أي الحسيمة حاليا، وكذلك التسمية التي عبر عنها المؤرخون والبكري “بصحراء جارت” هو ما يعرف حاليا بنفس التسمية أي الريف حاليا وهو يشمل إقليمي الناظوروالحسيمة وأجزاء من إقليمي وجدة وتازة، وفي أيام الاستعمار فكان يسمى الناظور بمقاطعة كرط وكانت الحسيمة تسمى بمقاطعة الريف. وراف ريفا في منجد اللغة: أتى الريف، والماشية رعت الريف، والريف أرض فيها زرع وخصب، ومنه ريف مصر المشهور، ما قارب الماء من الأرض، السعة في المأكل والمشارب، مكان ريف: مخصب، والريف بمعنى الشاطئ لقربه من الماء. و”ريفيكتيو” و”ريفيسيو” باللاتينية تعني الاستراحة والاستقرار والله أعلم…؟؟ (المنجد اللاتيني الاسباني الابتمولوجي سنة 1926). وذكر إغزار انوشن، وأين إغزر أنتوشنت؟، وأين إغزار أن نينيو؟ وأين وقعت معركة إغزار أن ووشن؟.. هي معركة “بارانكو ديل لوبو” جرف أو مهواة ترجمة وليس إغزار، القدماء يعرفون مكان هذه المعركة والمؤرخون لا يعرفون مكان الواقعة، من خلال السؤال الذي وجهته شخصيا إلى المشاركين في الندوة العلمية الوطنية التي نظمت ببني أنصار يوم 9و10 دجنبر 2009م بقاعة الحفلات “أهمار” ولا أين مكان معركة سيدي ورياش؟ إننا لا نبحث ميدانيا، نعتمد على المراجع الأجنبية التي تشوه الحقائق، وكثيرا ما يحلو لنا التشدق بالأعلام الأجنبية، نقصد الأجانب لمناقشة أعلامنا وتاريخنا فهذا يعتبر هروبا لا أدري أإلى الأمام أم إلى الوراء؟، ووردت كلمة مورو وفيها يرى بعض الباحثين أنها جاءت من اسم جبل المور باليمن. ومن خلال الحديث عن التعريب أورد صديقنا الأستاذ الكريم محمد بودهان تعريب جزيرة ليلى و”ليلى” اسم عربي وليس بأمازيغي اتفق معه، ولكن بعض المراجع تذكرها ببريخيل أو تورا، كما أشار إلى أطلايون وهو يفضل تلاوين وهذا ما ذهب ودعا إليه أستاذنا حسن الفكيكي، وبالنسبة إلى تاويمة/ثنجمرث ومليلية/مليلة وأشار بدوره إلى تصحيح هذه الأعلام التي تحمل أسماء أجنبية، وحول أطلايون آراء مختلفة ما زال بالنا لم يطمئن بعد: أ/ تلاوين نسبة إلى ثارا: العين ب/ تل العيون باعتبار مزوجة أرض العيون، والتل من الأرض: قطعة أرفع قليلا مما حولها والكلمة المركبة عربية. ج/ تمشارط وفيها سيدي على تمشارت هل من الشرط لا أدري، وقد أطلق على مدرسة ابتدائية بالناظور اسم سيدي علي تمكارت. في منجد الحمراء إسباني عربي/عربي إسباني الناشر رامون سوبينا 1974م ص 67َ أطلايا: تعني برج المراقبة، وأطلايون بزيادة أون في الإسبانية إشارة إلى الكبر أو العظمة، وفي حديثي كاستشارة مع الدكتور الأستاذ الباحث إسماعيل العثماني أشار إلى أن طلايون بدون”أ” مكان جغرافي باسبانيا موجود بمورسيا معناه الطلعة أو مكان مرتفع، ونشكره جزيل الشكر على هذا التوضيح وله رأيه الخاص في هذا الشأن من خلال بحثه والوقوف ميدانيا على عين المكان، وكيف انتقل هذا الاسم إلى بني انصار وطريقة النطق به. ثالثا: بداية الكلمة في عنوان الندوة الأمازيغية مع الأسف لم يشر إليها أحد بالتفصيل، هذه القضية أسالت الكثير من المداد، وأثارت مناقشات في العقود السالفة، هل هي لهجة أم لغة؟ إلى أن تم الاعتراف بها كلغة رسمية، إلا أن النقاش احتدم أكثر، واشتد الصراع، وكثرت الردود والنقد على صفحات الجرائد وغيرها، حينما أرادوا صياغة القواعد ونوع الخط الذي سيختار للكتابة، هل الخط العربي أم تيفيناغ أم اللاتيني..؟؟، ونتيجة هذا ظهرت نظريات وآراء مختلفة من نمطية ومعيارية إلى الحديث أخيرا عن ما صرح به الأستاذ محمد الشامي الباحث في الامازيغية: إننا في طور وضع القانون التنظيمي للمسألة الأمازيغية…؟؟؟ وقد أشار الأستاذ الطاهر الحموتي إلى الأمازيغية بإشارة تلميحية بقوله لتفادي الصراعات “إن الأمازيغية رضعناها منذ ولادتنا، ونعومة أظفارنا، فهي تجري في عروق كل أمازيغي”. رابعا: إن الذي يهمنا قبل تصحيح الأعلام، هو تصحيح عقولنا ونفوسنا من الأسقام النفسية، والإحن والأحقاد والتسامي والتباهي، أدعو جميع الباحثين ببني انصار إلى الجلوس كما جلسنا اليوم للبحث عن مكان لعقد ندوات ومحاضرات للاستفادة والاستزادة للفهم والإدراك، كما فعلنا اليوم، لا يهم إن أصبنا أو أخطأنا، لأننا من الخطأ نتعلم، إن تاريخ منطقتنا ضاع الكثير منه لضياع الرواة من جهة، وانعدام الكتابة من جهة أخرى، وما نستقيه من المصادر الأجنبية تشوبه الشكوك لغياب الحقائق التاريخية وتعرضها للتزييف والتحريف والانتحال، والرسالة الجامعية التي قام بها الأستاذ حسن الفكيكي، “قلعية ومشكل الوجود الأسباني بمليلة 14971859م” يعتبر مجهودا جبارا من ناحية التحري الميداني والوقوف بالمكان واستفسار أهل المنطقة القدماء. إن التاريخ هو اليوم يومنا هذا الذي مر وهو الغد والمستقبل لأن الزمان يمر والمكان يبقى، علينا أن نشرع في التوثيق، والمحافظة على الأرشيف والربائد والتدوين بالكتابة والتصوير بالآلة للمحافظة على التراث، لأن بني انصار تتغير بنيانا وعمرانا، أما أن تقول مر من هنا قوم، وجاء قوم دون معرفة الحقائق والحجج فهذا ليس بتاريخ، إننا صراحة لا نعرف تاريخ أشخاص ولا أماكن قبيلتنا أو ما يحيط بنا… ومن ألآن فصاعدا أن نعمل على تصحيح أسماء بعض الأماكن: قاليتا / ريستنغا / بوقانا / باصو / بوصادا / باريو تشينو/ غاسي / قسيتا / قسيتا سيغوندا /قاستيو /بوساذا / إغزر نينو / ميامي / إطلايون /… ثم العمل عل إيجاد مكان لحفظ ما كتب عن المنطقة وتراثها، وذلك على يد الباحثين المحليين المهتمين: أمثال رشيد راخا، إسماعيل العثماني، حسن بنعقية وغيرهم، كما نرجو منهم تنظيم لقاءات أو محاضرات في فصل الربيع وفي الصيف أو في المناسبات حسب الإمكانيات والوقت مع الاحترامات والشكر مسبقا. وختاما لا بد من توجيه الشكر إلى السيد مدير مركز التأهيل المهني البحري بآيث انصار وطاقمه الإداري، الذي يساهم في تشجيع الثقافة والبحث العلمي إلى جانب مهمته ودوره في تربية وتكوين الطلبة التابعين للمركز، ولا بد من توجيه الشكر إلى رئيس جمعية إحوذرين والشباب العاملين على تنظيم هذه الندوة القيمة التي حج إليها بعض الحاضرين من الناظور والنواحي فلهم الشكر جميعا، فمزيدا من مثل هذه اللقاءات، ولا للنفور والهروب، وضياع الوقت الثمين في الترهات، ولا بد من الشكر الجزيل للمواقع الإلكترونية طرا فالثقافة ملك للجميع، وليس لها حدود سياسية ولا جغرافية وهي التي توحدنا، وللصحافيين المصورين الذين لهم الفضل في المحافظة على الثقافة والتاريخ للمدينة بواسطة الصور لأن الصور هي حجج دامغة وتاريخ مستقبلا.