كلام بدون بحر و روي قافية شعر ، وتصنيع وترصيع وتصريع . المثقفون الواعون ، والمواطنون الصالحون ، منهم من رحل فاستراح ، ومنهم أحياء يتألمون ويندبون، يموتون وهم واقفون كالأشجار، لأنهم مهمشون ومحاربون في هذه المدينة ، أرفض أن أضيف إليها ياء المتكلم ، أخجل من وصف أزقتها شوارعها حدائقها ، والتحدث عن بعض مقاهيها التي غدت علبا ، وحانات ومحطات ليلا ، للدعارة والفساد … والشيشة والخمرة والحشيشة …… والمسؤولن غافلون راقدون … والمنتخبون جامدون متفرجون … متعجرفون بالمناصب والكراسي …. والمدينة تعيش في المآسي …. إنهم من الذين يقولون: بعدي الطوفان …. بالأمس قالوا: نحن الأبطال والشجعان …. سنكون في مراكز القرار …. لتحقيق الازدهار والاستقرار … سننقذ المدينة من الطغيان … هيهات وشتان ثم أيهان …. اليوم عاجزون ،يهربون ويندسون …. لا يستطيعون مقابلة السكان …. لأنهم تركوا المدينة غارقة ، في الأوحال والأزبال …. والفساد والانحلال … مواعيد عرقوب ، أقوال وأقوال بلا أفعال ، طبيعتها قتلت واغتصبت …. أرضها نهبت … بعد الفوز والنجاح ، تركوها سفينة بدون دفة وربان ، تلعب بها الأمواج والتيارات ، بلا منقذ لها وللشباب الموعود ؛ غزته مخدرات ومسكرات ، منخور الجسم ،غائب العقل ،فاقد القدرات ، يتيه في الشوارع ليل نهار ، من مقهى إلى مقهى ، باحثا عن الأمل المنشود ، والفردوس المفقود ، بل عن الشيشة والتنفيحة ….. تركوها طفلة يتيمة حائرة ، بلا رعاية وحنان واطمئنان . أرفض أن انتسب إليها ، أو أن أسميها مدينة ، لأنها مدينة اللامدينة، أو أن أعيش فيها متألما ليتمها . مدينة السيبة والسيابة والهلوسة ، والبرطلة والدعارة … والتيه والعجرفة …. مدينة بدون فن وإبداع … أين المقاهي الأدبية للحوار، وبيت الشعر لإلقاء الأشعار ، أين الإقامة الأدبية للفن والآداب ، أين الملاعب الرياضية ، وأين ثم أين ….. وهذه الضيعة ، إلى أين ….؟؟؟؟ في صمتنا عناء وشقاء ، وفي كتابتنا تطهير وشفاء ، وفي تغيير المنكر بروء و دواء ، في غياب الاحتجاج داء وبلاء . قرية بلا نظام وقيم ، قرية بلا قانون السير، قرية غاب فيها التسيير ، قرية تسير بقانون الغاب ، لا تشبه قرية النمل ، ولا مملكة النحل ، ولا تشبه نظافة القط ، قرية الأزمات … أزمة الإنسان ،وهو يمشي في الشوارع ، وهو جالس في الحدائق والمقاهي ، ينام في العراء والخلاء ، وهناك من يسكن في المقاهي ، من الصباح إلى منتصف الليل ، باحثا عن حامل النارجيلة ، ولا يبحث عن جابربن حبة . أزمة الحيوان؛ بلا لجام و رسغ ، ولا طوق وكمام ، يفعل ما يشاء وما يريد . قرية غائبة مغيبة عمدا ، بدون كرامة وحرية ، بعض مواطنيها يهانون ، بل يسوطون؛ من طرف السواطين الإسبان في الحدود الوهمية ، ما جدوى التصويت ، إذا تعرض المواطن للتسويط؟؟ وفي المعبر الحدودي ؛ ازدحام واكتظاظ … ابتزازواستفزاز ….. نعم قرية غائبة مغيبة عمدا ، انغمسوا في الملذات واللعب ، تركوها في اللغابة واللغب . كثر الموعوثون والرعناء ، نما عدد الأوغاد والسفهاء ، قرية ينعم فيها الجهلاء الحالمون ، ويشقى فيها العقلاء المتأملون ، قرية لا تفرق بين شروق الشمس وغروبها ، لا تفرق بين اليد اليمنى واليد اليسرى ، ولا تعي الاسم الناقص ، و المقصور، والممدود، والصحيح ،وشبه الصحيح، لكنها تعرف الهواهي والنفور . في هذه القرية الغائبة ؛إغماء مستمر كلمتنا الكلوم …. فتفاقمت ندوب موجعة ، وربت جروح غير مندملة ، نسير كالعميان بدون موجه ومرشد ومؤطر ، نرجع القهقرى ومصيرنا الهاوية ، إنها ضيعة ضائعة ، أضاعوها وضيعوها ، تضوع منها رائحة نتنى ، بدون رب وناطور ، ضيعة مهملة ، لا غرس ولا تشذيب ، لا زرع ولاتهذيب ، العيش فيها مضيوح ، حديقتها تبدو نهرا ناضبا ، "كما نضبت مياه وجوهنا " تعبره البغال والكلاب، والبشر والحمير ، تعمره الرتيلاوات والحشرات ، على ضفتيه ؛الدعارة والفسق والعهر، وفي السرى …. محطات … ومحطات …. في الدعلج ، يتدعلج بعض الشباب ، من أجل بيع وشراء، في سوق سوداء ، للسموم والمحرمات ….؟؟ في وسطه تمر سيارات… وسيارات ، بسرعة جنونية ، غير قانونية ، تئن المحركات ، وتصرخ العجلات ، فتزعج ، وتخيف ما في العمارات ، لا تأبه بها الدوريات …. هل رأيتم حديقة ، ينام فيها الإنسان والحيوان ، حديقة تنبت علبا ،وقوارير زجاجية وبلاستيكية ، وروث وسرجين الحيوان ، وخرء وعذارات الإنسان ، وفحم النراجيل ، وزفت وقار القمام ؟؟؟؟. وهل رأيتم الأرصفة بدورها ، تنبت حقنا ،وعلبا ، وأعقاب لفافات السجائر، وما يشبهها …. وفحم النارجلية بجانب الدور والدكاكين ،وو….؟؟؟ كل هذا وغيره ،يدور في الشارع الكبير، وفي الحديقة المهملة ، وفي عقر الضيعة اليتيمة . غاب كل شيء في هذه القرية ، لا تستطيع الاحتجاج ، ليتم الانفراج ، في كرشها عجينة ساخنة ، وفي جيبها غنيمة باردة ، إنها قرية الانتظار، في كل زمان ومكان ، تعيش في الابتسار والاعتسار ، هذا قدرها ،وقدرنا لسوء الاختيار، تعبنا من الوجوم والانتظار …… الفوضى والاستبداد في تفاقم واستمرار… فوضى قاتلة عمياء ، استبداد فيه طغيان واستعلاء واستكبار، واستعباد وانفراد واستفراد، ميز، ومحسوبية ،وزبونية في اطراد ، في غياب الجهر بالحق والاحتجاج، كل شيء في هذه القرية مباح ومستباح . في هذه الضيعة اندثرت الأخلاق الفاضلة ، وتلاشت روح المواطنة والمدنية ، الشر بز الخير ، حتى غدونا في الضيعة الجاهلة ، الماحلة ،القاحلة ، أكثر وجوما ونفاقا ، وأقل انتاجا ،وإبداعا، واحتجاجا ،وحجاجا ، أصبح وجودنا عدما ، ورمادا هابا ، وزادنا التفرق والتأبب ،ضعفا وانقساما ، والثرع جفاء ، وثنيا ،ونأيا ،وإتلافا ، حتى حسبنا أوغادا وأغرارا . أراهم اليوم يستعدون لمختلف للدخولات ، ولا يفكرون في كيفية الخروجات .؟؟؟ ألهتنا التيارات والفتاوي …. وانغمسنا في الملذات …. والسموم والمحرمات ….. والسهرات والدردشات ….. حتى تركنا الضيعة ضائعة تائهة ، تضوع منها رائحة الفسق والفساد ، ونحن جميعا ؛غافلون متفرجون ، كأننا جثث هامدة ، وأجسام بلا ألباب وقلوب…. ضيعة مضيعة العلم ؛ علم الأخلاق والجمال ، والحق والخير . الشر حاضر ، والخير غائب ، غاب العدل ،فجم الظلم ، غاب النظام ، فكثرت الفوضى ، وتفاقمت السيبة ،سلوكا وفكرا ولباسا . تعددت الطواعين ، فربا الإجرام ، ونحن لا نحرك ساكنا ،ولا نغير منكرا . هكذا يريد أصحاب القرار ،والحل والعقد، والأخذ والرد ، والأمر والنهي ، وأهل قانون الغاب إلى أن …. أضاعوا وضيعوا هذه الضيعة ، تركوها مضيوحة ضائعة بدون ضيعة (1) 1 الحرفة