نفاق، ظلم، إهمال، تهميش، تقصير، خداع، مكر، سرقة أموال الشعب، شفارة... لا ندري ما قد نسمي مسؤولي هذا الإقليم الحزين الميؤوووس؟؟؟ كثيرة هي التحذيرات التي وجهتها جهات عدة ومن بينها العبد الضعيف كاتب هذه السطور، حول خطورة الإهمال والتقصير المتعمدين لدائرتي الريف والدريوش بجماعاته ال 22... ...في سبيل التنمية والاستفادة من مشاريع البنية التحتية إن هي فعلا مشاريع بنية تحتية “ما عرفنا تحتية ولا فوقية” بعدما عرى الله الفساد والمفسدين بأمطار الخير الأخيرة، فلم نعد نثق حتى في مشاريع مستقبلية إن هي فعلا برمجت لهذه المنطقة. فنحن معشر المغاربة أصبحنا لا نثق في شيء سوى الكوارث الطبيعية، فأثنائها فقط نعلم أن منطقة ما قد طالها الإهمال والتهميش كما كان الحال مع زلزال الحسيمة، أثنائها فقط أحس الجميع أن هناك منطقة مهمشة تسمى الحسيمة وجب إغاثتها إنقاذا لصورة البلد أمام العالم آنذاك وتفاديا لغضب من الملك على لا مبالاة المسؤولين. وبعدها أيضا علمنا أن هناك منطقة تسمى “أنفكو” منعزلة تمام العزلة عن العالم وكاد البرد يأتي على أرواح البشر والحشر والشجر، فلولا الملك لما أنقذ سكانها ولبقي العامل الجبان يحلب في أبنائها ويتلذذ برؤية أجسامهم النحيفة تتلف كالخرفان. وها هي الآن منطقة “دائرة الريف والدريوش” تعيد تاريخ “مسؤولية اللامسؤولين” وتربطنا بما كان الجميع يحذر منه، منطقة تزيد ساكنتها عن 600.000 نسمة بدون أدنى شروط حياة القرن 21 من طرق ومسالك وقناطر وبنيات تحتية من قنوات الصرف الصحي التي تنعدم تماما في أي من جماعات الدائرتين، فيما تضحك عمالة الإقليم على قرانا وجماعاتنا بتبليط الأزقة الرئيسية لميضار والدروش وبن الطيب و تدعي تخصيصها لمليارات من اجل ذلك و”كأننا سالينا كووولشي خصنا غير الزليج”، فحقا لا نعلم في أي مستوى يمكننا تصنيف البنية “ما تحت التحتية” بهذه الجهة التي لا يربطها بالوطن غير الإيمان بشعار : الله الوطن الملك. فهل تعود هذه التجهيزات للعصر القروسطوي أو البزنطي أو الهولاكووي (نسبة إلى زمن هولاكو) هذا الأخير الذي كان “يربي” من لا تربية له من ذوي “الفهامات” في ذلك الزمان. عندما يقوم الملك بزيارة لأحد المناطق، نفرح ونحس أن فعلا زمن العزلة والتهميش يمكن أن نعتبره قد ولى في عهد الملك الذي أحبه الجميع”باستثناء المتخاذلون أمثال هؤلاء اللامسؤولين”. لكن عندما نعلم أن المشاريع التي يقف الملك شخصيا على تدشينها، يتم خداع الملك فيها باستقدام “آليات وأجهزة شبحة”، لا تكاد “تسخن” مكانها حتى تحول من مكانها إلى الفترينات للبيع أو إلى أماكنها العادية بعد تأديتها لدورها السينمائي والأمثلة كثيرة كما وقع بالبيضاء مع أجهزة الحاسوب”الشبحة”، وكما وقع ويقع حاليا بالمستشفى الحسني بالناظور مع ما يسمى”السكانير” المشؤوم، كان معطوبا لمدة تزيد عن السنة، وعند الإعلان عن الزيارة الملكية لم ننتظر سوى ساعات حتى استقدم تقني ربما من تحت الأرض ل”علاج” السكانير الخاسر. أما المرضى الفقراء فلا احد يبالي إن هم في حاجة لمثل هذه الآلة المشؤومة أم لا. ولن نمر مرور الكرام دون ذكر التخاذل الذي لحق الزيارة الملكية الاخير للحسيمة، حين برمج تدشين الملك لمدرسة المهندسين الجديدة، تم تزفيت الطريق المؤدية للمدرسة والواقعة بقرية “بوكيدار” انطلاقا من الحسيمة، فعند مرورنا باتجاه الناظور عبر الطريق الوطنية رقم2 أثناء الاشغال والتي تم الانتهاء بها في زمن وجب تسجيله في كتاب “غينيس” للأرقام القياسية، اكتشفنا مدى الوطنية التي يتميز بها هؤلاء، فقد تم تزفيت ممر الملك ولم يضف ولو متر واحد من المدرسة في اتجاه الناظور. “إيوا هادي هي المواطنة ولا بلاش” فهل سنرى حقا لجانا لتقصي الحقائق وبيان حقيقة ما وقع ويقع بالريف، استبعد أن تكون هذه اللجنة نزيهة بما يكفي لنقل الحقائق، أم أننا في حاجة للجن أخرى تسمى: لجنة تتبع اللجنة المكلفة بتتبع لجنة لجان تقصي الحقائق بفيضانات الريف. الجميع سيتفق مع الفكرة : أبناء الريف سيسعدون جميعا بقيام الملك شخصيا بزيارة المنطقة المنكوبة، وما ذلك عليه بعزيز. وتخوفنا يبقى هو : إمكانية هؤلاء الجبناء من مسؤولي الإقليم في فبركة أفلام ومسلسلات مدبلجة عن ما وقع ويقع، لتكون وجهة الزيارة الملكية في اتجاهات يفبركها مسبقا هؤلاء اللامسؤولين لمناطق سلمت من “شر” الفيضانات، أم أن الملك سيفرحنا بمفاجأة كما كان الشأن لفضيحة عامل خنيفرة بمنطقة “انفكو”، حينما كانوا يهيؤون محطة للمروحية الملكية، بينما يتفا جئ الجميع بقدوم الملك عبر الطريق بسيارته، فكانت المفاجأة السعيدة للساكنة والكارثة للمسؤولين الجبناء. نتمنى زيارة خير وسعادة من ملك كل المغاربة لدائرتي الريف والدريوش المنكوبتين. صحت المقولة : “مسؤولونا كيخافو، مكايحشمو” [email protected]