فى شوارع بدت شبه خالية ومقاه و"كافيتريات" أغلقت أبوابها ، قضى سكان مدينة الناظور أول أيام الصيام فى الشهر الكريم الذي قد يختلف نسبياً عن العام الماضى. مشهد غلب عليه السكون والهدوء خلال الساعات الأولى من إشراقة شمس أول أيام الشهر الكريم، تسير بمفردك فى شوارع المدينة وكأنك تحاول إعادة اكتشافها مجدداً، ولا يستطيع أي زائر أن يتوقع أن هذا الكورنيش الذي ظل مصدراً للإزعاج والصوت الصاخب والحيوية هو نفسه الذي غلبه الخمول والسكون . أريفينو رصدت أول أيام رمضان في بعض الشوارع بالناظور والتى أعطت المؤشرات إيذانا بتسمية اليوم بأربعاء النوم ، بفعل درجة الحرارة المفرطة والتي جعلت المواطنين يلازمون بيوتهم.. الحركة في الناظور بدت شبه مشلولة في شوارع خالية كما تؤكد الصور أن غالبية المواطنين غصوا في النوم إلى ما بعد الظهر، عدا بعض التجار ممن فضلوا تهيئة محلاتهم لأولى أيام الشهر الكريم ..ويعزى ذلك إلى ارتفاع في درجات الحرارة خاصة وشهر رمضان يتوسط فصل الصيف إذ أصبح عاديا وأنت مارا في الشارع أن تلتقط أذنيك حديثا تتناقله أفواه الناس عن شيئين لا ثالث لهما، ويتعلق الأمر بالحرارة ولهيبها الخانق وثانيهما كيفية التأقلم أو إن صح التعبير ماهي الطريقة التي ستسهل الصيام في ظروف تتسم بوضعية حرارة مفرطة في يوم طويل من الصوم دون أن تتدوق طعم الماء أو الأكل، فالحديث المتداول وطرق التعبير عنه تجعلك تعيش مسرحية كوميدية مطولة فالمواطنين يصبحون في هذا الشهر أطباء ومحللون اجتماعيون وفرق كلامية تفلسف، الأمور وفق منظور مضبوط فهناك من يقول أن الثمر والماء ضروري ليمراليوم دون عطش، فريق اخر يرى أن الحليب والتمر له مفعول سحري، وهناك من يرى أن ( الطاجين) هو الوسيلة الأنجع ليكون ليومك معنى ويمر بسرعة، لكن القول الأعم والمتداول والذي يرجحه المواطن في هذه الظروف العصيبة هو النوم طيلة اليوم، أولا لتسريعه وثانيا لكي لايتذكر المواطن لهفته على الماء البارد وهذا ما قد يكون فعله الناظوريين في يوم يمكن أن يوصف بأربعاء النوم . عموما الكل يبحث عن الرطوبة وأجواء الانتعاش علها تخفف من معاناته، هروبا من لفحات شمس الناظور، إذ ستجبرهم الحرارة الشديدة على البقاء داخل منازلهم .