من البديهي أن يكثر الحديث بأشكاله المتنوعة والغريبة عن شهر رمضان , هذا الشهر الكريم المتعبد فيه , شهر واحد في السنة يضرب له ألف حساب من طرف المواطن الضعيف الذي يعيش على اليومي , لن نتحدث هذه المرة عن تبعات هذا الشهر العظيم من مأكل ومشرب , فقط حديثنا سيتناول الظواهر البشرية وذلك مع تزامن رمضان هذه السنة مع الحرارة المفرطة التي تعرفها مناطق الرشيدية , لقد أصبح عاديا وأنت مارا في الشارع أن تلتقط أذنيك حديثا رسميا تتناقله أفواه العباد عن شيئين مهمين أولهما الحرارة ولهيبها الخانق وثانيهما كيفية التأقلم أو إن صح التعبير ماهي الطريقة التي ستسهل الصيام في ظروف تتسم بوضعية لم يعتدها المجتمع منذ زمن بعيد حرارة مفرطة يوم طويل يصل إلى خمسة عشر ساعة من الصوم دون أن تتدوق طعم الماء أو الأكل , فالحديث المتداول وطرق التعبير عنه تجعلك تعيش مسرحية كوميدية مطولة , فالعباد يصبحون في هذا الشهر أطباء ومحللون إجتماعيون وفرق كلامية تفلسف الأموروفق منظور مضبوط فهناك من يقول أن الثمر والماء ضروري ليمر اليوم دون عطش , فريق اخر يرى أن الحليب والتمر له مفعول سحري , وهناك من يرى أن ( الطاجين ) هو الوسيلة الأنجع ليكون ليومك معنى ويمر بسرعة. لكن القول الأعم والمتداول والذي يرجحه المواطن في هذه الظروف العصيبة هو النوم طيلة اليوم ,أولا لتسرعه وثانيا لكي لايتذكر المواطن لهفته على الماء البارد . من المؤسف أن نسمع مثل هذه الأمور في شهر يتميز بالعبادة والتقرب إلى الله والإحساس بالفقير الذي لايجد قوت يومه , إن الله يوم شرع هذا الشهر يعرف أهميته والفوائد التي تعود بالنفع والخير على الأمة الإسلامية لكن الإنسان أصبح همه الوحيد هو الأكل والشرب طيلة السنة وعندما يصل الصيام يصبح ناقما على الوضع وساخطا على من حوله . رمضان شهر يجب أن نستغله للعبادة والتقرب أكثر لله والتفكر في الخلق وعدم الإنصياع لملذات الدنيا , فرغم الحرارة المفرطة فإن الله رؤوف بعباده وهو الوحيد الذي يعرف مصلحة العباد أكثر من العباد . سعيد بديار