الحرارة تمنع الكثير من أهل وجدة من مغادرة منازلهم في أول أيام رمضان أجبرت موجة الحرارة، التي تعيش على إيقاعها مدينة وجدة، خلال هذه الأيام من شهر رمضان الأبرك، مجموعة من الوجديين (أجبرتهم) على البقاء في منازلهم احتماء من حرارة الشمس الحارقة، التي اقترب فيها المحرار أول أمس السبت من 42 درجة بل إن أهل وجدة كانوا متيقنين من أن مدينة الألفية بلغت فيها الحرارة 45 درجة، مستندين في ذلك إلى ما سجل في المؤشرات المثبتة قرب البنوك وبعض المؤسسات. أما الذين لم تسعفهم ظروفهم في البقاء بالبيوت فإنهم اهتدوا إلى استعمال رشاشات مياه بلاستيكية من الحجم الصغير عل المياه الباردة تخفف عنهم وطء الحرارة، الكل في وجدة يبحث عن الرطوبة وأجواء الانتعاش علها تخفف من معاناته. واستفاد الباعة من هذا الوضع، إذ انتعشت تجارة الرشاشات البلاستيكية في مختلف الأحياء الشعبية وشوارع المدينة ، بسبب الإقبال المتزايد عليها. وعاينت "الوجدية" عددا من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة يضعون على رؤوسهم وبمحيط أعناقهم "فوطات" ومناديل مبللة بالمياه الباردة، في محاولة منهم تخفيف قساوة الجو وحرارة الطقس التي تبدو مضاعفة في "التاكسيات". وتحولت بعض النافورات، خصوصا الموجودة منها في "بحر" وجدة، إلى مسابح عمومية، بدون مقابل، بالنسبة إلى الشباب الهارب من روتين العطلة الصيفية التي ألزم بقضائها في المدينة مع العائلة، وهروبا أيضا من لفحات شمس وجدة الحارقة.. إنهم اضطروا إلى الاستحمام فيها ومن بينهم من آثروا الاستحمام ملابسهم لعدم تحملهم للحرارة المفرطة وقوة أشعة الشمس، في المقابل أصبحت أغلب الشابات ملثمات، إذ اضطررن إلى حماية وجوههن مخافة احتراق بشرتهن. شوارع مدينة وجدة في أول أيام شهر رمضان شبه خالية من المارة ومستعملي الطريق، خصوصا بعد الظهر، حيث ترتفع درجة الحرارة بشكل لا يطاق. صحيح أن الوجديات والوجديين تكيفوا مع حرارة الطقس في عاصمة الشرق، لكن تزامنها مع شهر الصيام دفعهم إلى تغيير الكثير من العادات، لأن قدرة تحملهم صارت أضعف مما هي عليه، ما جعل البعض يردد عبارة "الصهد والصيام، راه لله غالب". وتشهد الفضاءات الخضراء على قلتها التي تشكل المتنفس الحقيقي للمدينة وفضاء للاستراحة والترويح عن النفس والاستمتاع بالنسمات العليلة، (تشهد) إقبالا كثيفا منقطع النظير من طرف زائريها بعد الإفطار وأداء المصلين صلاة العشاء والتراويح، لأنها وكما أشرنا في مرة سابقة أصبحت ملاذا ووجهة مفضلة للوجديين الباحثين عن الهواء"البارد" والخضرة المنعشة، بعد معاناة يوم كامل مع الحرارة والعطش.