يتعرض المواطن الناظوري في حياته اليومية لمجموعة من المشاكل والمصاعب، وبالخصوص في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ،عبر دخول المياه إلى منزله أثناء تساقط الأمطار ، وغرق المدينة بالوحل بعد توقفها بسبب شبه انعدام للبنية التحتية ، إلى قطع الطريق على أطفاله من أجل الذهاب إلى المدرسة، مرورا بفاتورة مصلحة الماء الصالح للشرب الخيالية التي أضيفت إلى الغلاء الصاروخي للمواد الأساسية ، إضافة إلى غرامة تأخر تسديد فاتورة الكهرباء رغم عدم توصله بها ، توقفا بقطع الكهرباء على مجموعة من الأحياء وبعد عودتها بقوة فاقت المعتاد، أدت إلى تلف مجموعة من الأجهزة الكهربائية المهمة، واللائحة طويلة للمشاكل التي يعيشها المواطن الناظوري، ويجب ألا ننسى كل شعرة شيب تنمو في رأسه كلما قادته الظروف إلى إحدى مكاتب الإدارة من أجل غرض ما. لكن رغم كل ما ذكرته سابقا، فالمواطن الناظوري متشبثا بمبدأ واحد وهو الصبر، الذي يرجى منه الحسنات لأن الله سبحانه وتعالى وصانا بالصبر ، ولذلك يجب أن نقف وقفة إجلال وإكرام للمواطن الناظوري لأنه تعدى جميع مستويات الصبر، وأن يسجل على المغرب أن ساكنة إحدى المناطق حطمت الرقم القياسي في الصبر... فالصبر ميزة رائعة، ولكن أن يستغل الآخر صبرنا ويستعمله قنطرة للمرور فوقها فهذا خطأ،، لأن الصبر على الأشياء التي لا يمكن لنا تغيرها مسألة عادية ويجب أن نتقبلها ، ولكن أن نصبر على أشياء تفرض علينا ونحن نستطيع تغيرها فذلك جبن وليس صبرا، مثلا إذا لم أتسلم فاتورة الكهرباء فليس من حق أحد مطالبتي بغرامة عدم تسديدها، إذا أتلفت أجهزة المنزل بسبب خطأ للشركة المسؤولة فمن حقي المطالبة بتعويض ، إذا المياه دخلت إلى منزلي لأن البنية التحتية شبه منعدمة فمن حقي الاحتجاج ومحاسبة المسؤولين، وإذا فقدت أمتعتي فلا حق لأحد أن يعوضني بكيلو من العدس أو اللوبية ، وإذا كانت أسعار المواد الغذائية وفاتورة الماء والكهرباء فوق طاقتي فمن حقي الاحتجاج والمطالبة بمراعاة الحالة المعيشية للمواطنين. فإلى متى سنترك الجدران تضيق من حولنا ونحن صامتون بدافع الصبر ، والضمير يؤنبنا على صمتنا وتخاذلنا، ألم يحن الوقت لنقول كفى ونطالب بأبسط حقوقنا، أليس من حقنا أن نعيش يوما دون الخوف من الغد، فكفانا صبرا يا أبناء الناظور لأنه أصبح قاتل أحلامنا، وأصبحنا لا نرغب في المستقبل لأن دمائنا تعودت الصبر.