كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لرحيل معتوب الوناس ديباجة: نتذكر اليوم ونذكر كل أحرار العالم بالذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الفنان والمناضل الأمازيغي: معتوب الوناس. شهيدنا الذي قال لا للمساومة على قضيتي وشعبي وطني. الشهيد المقدام الذي لا يعرف الخوف طريقا إلى قلبه. معتوبنا.. لن ننسى كلماتك القوية… وسنرددها لأبنائنا… فنذكر على سبيل المثال لا الحصر ما أشار إليه في النشيد الوطني الجزائري "فاشهدوا" ب "سوغورو" الخداع الخداع الخداع.. وفي أخرى يقول: أيها الذاهب "لآيت يني" انتظر لأسألك عن "الدركي" العروبي الذي ضربني بالرصاص وأسقط جثتي أرضا… في إشارة لما يعانيه إيمازيغن، وعاناه الشهيد حقيقة في إحدى محاولات إغتياله سبقت على يد الدركي العروبي… ثم يعود ويقول: "عاش العربي الحرايمي في جبال جرجرة… عاش العربي الحرايمي في جبال جرجرة…" وبعدها يقول: "بحق دمائي التي سالت باطلا وزوجتي التي كادت تترمل لن أتنازل عما حدث لي مهما حدث،… العار.. لا.. لن أنحني لهم ذلا" !. معتوبنا.. لن ننسى يوم مقتلك ذلك اليوم المشؤوم… قتل معتوب لوناس في 25 يونيو 1998 قبل عشر سنوات بيد الغدر والإرهاب العروبي بتالات بونان بمقربة من مدينة تيزي وزو مربض أسود جرجرة الأشاوس، كان إيمانه بالقضية الأمازيغية أكثر من ضغوط الأوغاد… كان يردد مقولة: "صوتي ينتشر حتى يخترق كل الحواجز". معتوب لوناس… أمة في رجل، دفع الكثير وكان مثالا للعطاء.. سيبقى صوتك معتوبنا بيننا ومعنا يخترق كل الحواجز.. سنبقى نردد أغانيك وستبقى رمزا للنضال.. وبكل فخر واعتزاز نضيف إلى قائمة شهدائنا الأبرار، شهداء الحركة الأمازيغية العالمية، الأسد الأمازيغي يوغرطا القرن العشرين: معتوب لوناس. مزيدا من النضال والكفاح لكي تهنئ تامازغا حرة أبية، المجد والخلود لشهدائنا، شهداء القضية الأمازيغية. جمعية أمزيان برنامج الأمسية الفنية إحياء ذكرى رحيل معتوب الوناس تقديم: عابد العنكوري الموسيقى: فرقة إين أمازيغ ، سفيان العبدلاوي، حسن تيبرنينت ، إحذرين مارتشيكا ، فرقة ريف ستار الشعر: عبيد حميش ، مريم مريمي ، حكيمة الطاهري ، جواد شهباري ، بيلال وعلاس ، عبد الغني بوحميدي ، المكي الموساوي الفكاهة: احمد كاتروط ، صلاح الدين القدوري، معرض على الهامش: سيقام معرض على هامش الأمسية الفنية يظم بعض الكتب والإصدارات الأمازيغية من دواوين شعرية وكتب تاريخية وعلمية وثقافية بالإضافة إلى الأشرطة الموسيقية من (كاسيت، سيدي…) وأفلام أمازيغية وبعض الحلي وأدوات تذكارية وغيرها… السيرة الذاتية لمعتوب الوناس من هو معتوب لوناس؟ معتوب لوناس هو ذلك المناضل، رمز التمرد على الظلم، ذلك المناضل الشجاع ابن آيت توريرت موسى الواقعة على بعد 20 كيلومتر عن تيزي وزو.. معتوب ابن الأسرة الصغيرة ابن ادا عمر و نانا علجية و أخ لالا مليكة و زوج لالا نادية.. وهو الابن البار لعائلته الكبيرة، كبر وطنه تامازغا من ايكانارين الى سيوا، ومن تيزي وزو إلى تمبكتو.. أحبته أسرته الكبيرة حبا تبادله معها ودافع عنها ودفع روحه فداء و وفاء لها. حياته وغناؤه: معتوب لوناس يعتبر من أشهر المغنيين و الموسيقيين في شمال إفريقيا بسبب لونه الغنائي وصوته المتميز وأيضا بسبب مواقفه السياسية المعارضة للدولة وسياسة التعريب القسري، ولمساندته القضية الأمازيغية الجزائرية وفكرة اللامركزية. تعلم معتوب لوناس الغناء بشكل ذاتي وهاجر لفترة إلى فرنسا ثم عاد إلى الجزائر. وأصدر العديد من الألبومات الغنائية الأمازيغية الناجحة آخرها ألبوم أمازيغي بعنوان: "رسالة إلى…" والذي صدر بعد إغتياله. معتوب لوناس كان يجهر بأفكاره حول العلمانية والحرية والديمقراطية والأمازيغية، مما أدى إلى إزدياد سخط النظام الجزائري والجماعات الإسلامية والأحزاب العروبية عليه، فتم إغتياله من طرف مسلحين حين كان خارج مدينته وهو يقود السيارة. وتسبب إغتياله في قيام مظاهرات احتجاج كبرى في المناطق الأمازيغية الجزائرية أدت إلى مواجهات بين آلاف قوات الأمن وعشرات الآلاف من الأمازيغ الغاضبين الذين اتهموا الحكومة الجزائرية بقتل مغنيهم المحبوب. وتم تنظيم جنازة مهيبة له حضرها عشرات الآلاف من الجزائريين. وتصدر خبر إغتيال معتوب لوناس الأخبار في وسائل الإعلام المستقلة في الجزائر و المغرب ومعظم وسائل الإعلام الفرنسية. سيرته الذاتية: كتب معتوب لوناس سيرة ذاتية مفصلة عن حياته استعرض فيها عالم طفولته وقريته وظروف الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والفترة التي تلت استقلال الجزائر والتي تميزت بانقلاب العناصر العروبية ضد الأمازيغ الذين أشعلوا الثورة الجزائرية وساهموا بأكبر الجهد والجهاد ضد الفرنسيين. واستعرض لوناس القمع الذي تعرضت له الهوية الجزائرية من طرف النظام العروبي الحاكم، وتمسكه بأمازيغيته، ويروي معتوب لوناس أيضا فترة خدمته بالجيش الجزائري بالتفصيل ويبين صورا من الحرب بين النظامين المغربي والجزائري. وأدلى معتوب في سيرته بما رآه من طرد الجيش الجزائري لآلاف المهاجرين المغاربة القدماء وسلب أموالهم وشحنهم على شاحنات عسكرية قبل إفراغهم على الحدود المغربية. كما يبين معتوب لوناس آراءه في القضية الأمازيغية وأسباب إخفاق الأمازيغ في الحصول على حقوقهم. ويعطي صورة حية عن المجتمع الجزائري تحت الاستبداد.