يعيش حي "أولاد لحسن" بمدينة الناظور منذ أيام ، وتحديدا في محيط صيدلية أولاد لحسن، على وقع فوضى غريبة في البناء، لم تعرفها المنطقة منذ أزيد من عقد من الزمن، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة بخصوص حيثيات التسيب الغريب والعجيب والمريب الذي تعيشه المنطقة. إذ يجد المواطن صعوبة بالغة في فهم ما يجري بالمدينة هذه الأيام، فما معنى أن تبادر السلطة إلى هدم منازل بنيت بدون رخص بمناطق نائية ناقصة التجهيز؟!!!!! كما فعلت في حي"إيكوناف" منذ أشهر، مع ما رافق ذلك من جو مشحون، كاد أن تتطور فيه الأمور إلى ما لا يحمد عقباها، وتكتفي بالمقابل بالتفرج على مسلسل البناء العشوائي الذي يعرفه حي أولاد لحسن الذي يقع وسط الناظور. هذا و تجدر إلى أن الحي يشهد هذه الأيام بناء ثالث منزل في غضون شهر واحد، وهي كلها منازل متجاورة، وهو ما ينذر بوقوع كارثة على مستوى تصميم الحي، إذ تتم عملية البناء بشكل سريع دون مراعاة تصميم التهيئة الخاص بالحي(الأمتار القانونية الخاصة بالشوارع، وبناء بقعة أرضية هي في أصلها جزء من الشارع)، كل هذا يتم دون تبادر السلطات المختصة إلى إيقاف الفوضى وإعمال القانون. هذا وقد أفاد بعض المتضررين أن بعضا من ممثلي السلطة قد التحقوا بمكان الورش بعد توصلهم بشكايات المواطنين، لكنهم اكتفوا بتنسيق الخطة الكفيلة بتسريع عملية البناء، وهو ما يظهر من خلال عملية التمويه التي بدأها صاحب الورش، عندما شرع في حفر شبكة الماء أو التطهير السائل لمنزل مجاور، في الوقت الذي يتابع فيه العمال أشغالهم دون أن تتحرك السلطة لإيقاف مسلسل العبث. وإذا كان من درس يستفاد مما يجري بهذا الحي، فهو وجود أطراف معروفة تسعى إلى تسفيه الخطاب السياسي الذي تأسس بعد الحراك الشعبي الذي شهده المغرب، والقصد من وراء ذلك إبراز الخطاب الحكومي الإصلاحي بمظهر الخطاب المثالي الحالم ، الذي تكذبه مجريات المعيش اليومي. وهكذا يقتنع المغاربة جميعا أن الحكومة الجديدة لا تختلف في شيء عن نظيراتها السابقات، وهو ما سيكون من نتائجه على الأمد القصير والمتوسط تنفير المواطنين، ولاسيما الشباب منهم، من الفعل السياسي، أما نتائجه الإستراتيجية فهي بكل تأكيد إطالة عمر مختلف أشكال الفساد بهذا البلد .