بعدما بدأ سكان حي أغرود ببنسركَاو في الشروع في بناء عدة منازل ووضع الحجرالأساس لأخرى منذ أسبوعين تقريبا حتى وصل العدد إلى 120 بناية عشوائية ،دون أن تتحرك السلطات لإيقاف هذا النزيف، بل اكتفت بمراقبة الوضع عن بعد،انتقلت عدوى البناء العشوائي إلى منطقة سفوح الجبال التي شهدت هي الأخرى تفريخ 300 بناية عشوائية تم بناؤها في الآونة الأخيرة. وفي ظل الصمت المطبق للسلطات تجاه هذه الظاهرة التي لا تساهم إلا في عملية تفريخ وتوالد بنايات عشوائية وأحياء شعبية ستحتاج مستقبلا إلى إعادة الهيكلة ما دام البناء لايكون بتجزئات مجهزة ومهيكلة وخاضع لتصميم ومراقبة..انتقلت العدوى إلى حي تيكوين وخاصة بالمناطق غيرالمهيكلة التي سبق للمجلس البلدي لأكَاديرأن طالب بهيكلة جميع الأحياء بالمدينة للحد من ظاهرة البناء العشوائي. وحسب مصادرنا، فقد شرع السكان بحي تيكوين في بناء منازل لهم بحي كوكاي( حي الأمل حاليا) حيث تم الشروع في بناء 12بقعة أرضية سبق أن اشتراها أصحابها لسنوات وحفظوها وظلوا ينتظرون الترخيص والمصادقة على تصميم التهيئة من قبل الوكالة الحضرية لأكَادير،بل إن بعضهم طال انتظاره لمدة 20 سنة من أجل الحصول على الترخيص لبناء مسكنه. والأدهى من كل هذا هو أن عملية البناء وقعت على طريق تربط بين الدشيرة وتيكوين بهذا الحي الشعبي الذي كان تابعا لجماعة الدشيرة قبل أن ينضاف إلى جماعة تيكوين (سابقا) ثم إلى الجماعة الحضرية لأكادير التي ورثت هذه المناطق غيرالمهيكلة بتيكوين مثلما ورثت مشكل سفوح الجبال ومشكل أغرود ببنسركَاو،بعد عملية ضم ثلاث جماعات إلى الجماعة الحضرية لأكَادير في سياق التقسيم الجديد الذي أحدث سنة2003 . كما شهد حي لاريب بتيكوين محاولات لإضافة طابق ثان دون الحصول على ترخيص مسبق من قسم التعميربالجماعة الحضرية، حيث سجلت في هذا الإطارسبع حالات بعد أن نبهتم البلدية لإيقاف الأشغال إلى إخراج تصميم التهيئة إلى حيزالوجود،غيرأن السكان أصروا على عملية البناء. لكن الغريب من كل هذا هو أن السلطات تتوصل حاليا بالمخالفات المسجلة بالمناطق غير المهيكلة إلى حد الآن،دون أن تتدخل لإرغام الوكالة الحضرية للإسراع في إنجاز تصاميم التهيئة لحل مشكل السكان،ومنع توالد ظاهرة البناء العشوائي بشتى الطرق كما فعلت بجماعة الدراركة وجماعة أورير،لأن المعضلة التي سيواجهها الجميع تشبه إلى حد ما بعض المشاكل المترتبة عن عملية هدم دورالصفيح التي مازالت مدينة أكَاديرتعاني من هذا المشكل إلى حد الآن رغم إقدامها على هدم حوالي 12ألف براكة. وبالتالي فما يقع حاليا بسفوح الجبال وبمنطقة أغرود المحاذية للقصرالملكي ببنسركَاو، وبحي كوكاي (الأمل) وحي لاريب بمنطقة تيكوين ستكون له نتائج وخيمة على النسيج العمراني ككل ما لم تتدخل السلطات لإيقاف هذا النزيف. ولهذا فبقاء الجميع صامت تجاه هذه الظاهرة سيساهم لا محالة في تناسل البناء العشوائي وتفريخ أحياء شعبية جديدة غيرمهيكلة ستؤدي عليها الدولة ضريبة كبيرة في المستقبل مثلما أدتها على دورالصفيح خاصة أن منازل سفوح الجبال توجد بمنطقة مهددة بالزلزال والفيضانات.