عثر يوم أول أمس الأربعاء بالناظور، على جثة شخص لقي مصرعه داخل غرفة منزل مهجور في أحد أحياء المدينة، نتيجة تناوله جرعة زائدة من الهيروين. وتشير المعطيات التي حصلت عليها “الصباح” من مصدر مطلع، أن الهالك شاب في الثلاثينات من العمر، كان معروفا وسط الحي بتردده منذ سنوات على المنزل المذكور الذي تحول إلى وكر يستقطب العشرات من المدمنين والمنحرفين بشكل يومي، خارج أي رقابة أمنية.وفي السياق ذاته أشارت مصادر “الصباح” إلى تحول مناطق مختلفة من تراب إقليمالناظور إلى أوكار لتجمع مروجي الهيروين، إذ انتعشت هذه التجارة بشكل فير مسبوق حتى صارت عمليات بيع هذه المادة خارج أي مراقبة أمنية، باستثناء اعتقال بضعة أشخاص بحوزتهم بضع جرعات، فيما يبقى الأباطرة الكبار في منأى عن المتابعة. وأوضحت المصادر نفسها، أن خريطة تجارة واستهلاك الهيروين كادت إلى التوسع في المدة الأخيرة بعد تراجع عدد الدوريات الأمنية، ما انعكس على تنامي أعداد المدمنين الذين يلجوون إلى اقتناء جرعاتهم من المخدر نحو نقاط بيع بعض من الأحياء، سيما الهامشية منها، بعد تراجع الحملات الأمنية الخاصة بمحاربة الظاهرة بشكل لافت في المدة الأخيرة. وحسب المعطيات نفسها، فان أحياء ببني أنصار وازغنفان وأخرى وسط مدينة الناظور تحولت إلى سوق مفتوحة لترويج الهيروين، الذي عاد ثمنه إلى الانخفاض ليستقر في حدود 20 درهما، بعدما ارتفع في وقت سابق إلى حدود 50 درهما، بينما صار الانتعاش القوي الذي تعرفه تجارة المخدرات القوية يثير مخاوف في صفوف العديد من الأسر على مستقبل أطفالها وبناتها، في الوقت الذي يستمر مخدر الهيروين في حصد المزيد من الضحايا. وكانت “الصباح” أشارت، في وقت سابق، إلى الارتفاع المهول في عدد الإصابات بالسيدا بالناظور،وهي أرقام مخيفة جعلت مصالح وزارة الصحة تسارع إلى إمداد المستشفى الإقليمي بالمعدات والتجهيزات اللازمة لمواجهة الحالات الجديدة المصابة والتي تعرف تزايدا مطردا بشكل سنوي. وتربط تقارير حقوقية محلية بين ارتفاع عدد الإصابات بالسيدا في السنوات الأخيرة، وشيوع استهلاك المخدرات سيما الصلبة منها، خاصة ”الهيروين” الذي يوصف بأنه “سم اسود” يأتي على أرواح مدمنيه نتيجة تناولهم لجرعات زائدة منه، كما أن مخاطر انتشار مرض السيدا بين صفوف المدمنين نتيجة استعمال حقن ملوثة تبدو مؤكدة، خصوصا بين أوساط الشباب من الفئات الفقيرة الذين يمكنهم الحصول على جرعتهم اليومية بطرق سهلة، حيث ينتشر باعته بشكل علني أحيانا.