حاول مدمن على مخدر الهيروين الأسبوع الماضي تفجير قنينتي غاز لوضع حد لحياته، داخل منزل أسرته الواقع وسط حي سكني مأهول بالناظور. وبحسب معلومات حصلت عليها “الصباح” من مصدر مطلع، فقد تدخلت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز ازغنغان معززة بأفراد من الوقاية المدنية بصعوبة بالغة لإنقاذ الشخص المذكور الذي كان يعد لتفجير قنينتي الغاز بعد وضعهما وسط نيران ملتهبة، في محاولة منه للانتحار، وتخريب منزل أسرته بالكامل. وذكر المصدر ذاته، أن المعني بالأمر ( 25 سنة) والمعروف بإدمانه على مخدر الهيروين المنتشر في المنطقة بكثرة، أصيب بنوبة هستيرية حادة بسبب حاجته للمال، مما جعله يقدم على إضرام النار في أنحاء متفرقة من المنزل، كما عمل إلى جانب ذلك على إتلاف مختلف معداته وتجهيزاته، بينما ترك أفراد أسرته المكان هربا من بطشه، وتهديده المستمر لهم بالقتل. وأوضح المصدر ذاته، أن سكان الحي أصيبوا بالفزع والذهول بعد تلويح الشاب المذكور بالارتماء من إحدى النوافذ الخارجية للطابق الأول لمنزل أسرته، وقد بدا مصابا بجروح مختلفة ومنزوعا من ملابسه، قبل أن يلتحق بمرأب في الطابق السفلي، لتنفيذ محاولته الأخيرة بالانتحار بالطريقة السالفة الذكر، مشيرا أن هذا التصرف الجنوني جعل عناصر الدرك الملكي التي كانت ترابط على مقربة من مكان الحادث تكثف من محاولاتها لتهدئته وإقناعه بالتوقف عن إيذاء نفسه، قبل أن تتمكن من شل حركته، ليم نقله باتجاه المستشفى على متن سيارة تابعة للوقاية المدنية. وفي السياق متصل، أشارت مصادر “الصباح” إلى تحول مناطق مختلفة من تراب إقليمالناظور إلى أوكار لتجمع مروجي الهيروين، حيث انتعشت هذه التجارة بشكل غير مسبوق حتى صارت عمليات بيع هذه المادة خارج أي مراقبة أمنية، باستثناء اعتقال بضعة أشخاص بحوزتهم بضع جرعات، فيما يبقى الأباطرة الكبار في منأى عن المتابعة. وأوضحت المصادر ذاتها، أن خريطة تجارة واستهلاك الهيروين عادت للتوسع في المدة الأخيرة بعد تراجع حدة الدوريات الأمنية، وهو ما انعكس على تنامي أعداد المدمنين الذين يلجئون لاقتناء جرعاتهم من المخدر نحو نقاط بيع بعدد من الأحياء سيما الهامشية منها، بعد تراجع الحملات الأمنية الخاصة بمحاربة الظاهرة بشكل ملفت في المدة الأخيرة. وبحسب المعطيات نفسها، فان أحياء ببني أنصار وازغنغان وأخرى وسط مدينة الناظور تحولت إلى سوق مفتوحة لترويج الهيروين، الذي عاد ثمنه للانخفاض ليستقر في حدود 20 درهما، بعد أن ارتفع في وقت سابق إلى حدود 50 درهما، بينما صار الانتعاش القوي الذي تعرفه تجارة المخدرات القوية بشكل يثير مخاوف في صفوف العديد من الأسر على مستقبل أطفالها وبناتها، في الوقت الذي تسجل فيه بين الفينة والأخرى وفيات في صفوف المدمنين بسبب تناولهم لجرعات زائدة في مناطق متفرقة من الإقليم. وكانت “الصباح” قد أشارت في وقت سابق إلى الارتفاع المهول في عدد الإصابات بالسيدا بالناظور، وهي أرقام مخيفة جعلت مصالح وزارة الصحة تسارع إلى إمداد المستشفى الإقليمي بالمعدات والتجهيزات اللازمة لمواجهة الحالات الجديدة المصابة والتي تعرف تزايدا مطردا بشكل سنوي. وتربط تقارير حقوقية محلية بين ارتفاع عدد الإصابات بالسيدا في السنوات الأخيرة وشيوع استهلاك المخدرات لاسيما الصلبة منها، خاصة “الهيروين” الذي يوصف بأنه “سم اسود” يأتي على أرواح مدمنيه نتيجة تناولهم لجرعات زائدة منه، كما أن مخاطر انتشار مرض السيدا بين صفوف المدمنين نتيجة استعمال حقن ملوثة تبدو مؤكدة، خصوصا بين أوساط الشباب من الفئات الفقيرة الذين يمكنهم الحصول على جرعتهم اليومية بطرق سهلة، حيث ينتشر باعته بشكل علني أحيانا.