دقت مكونات تربوية ونقابية ناقوس الخطر إزاء حوادث السطو والسرقة التي استهدفت المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة التعليم بإقليم الناظور في المدة الأخيرة، معتبرة إياها ظاهرة تهدد استقرار مكونات المنظومة المدرسية بالمنطقة. ومن جهتها، حصرت نيابة التعليم عدد المؤسسات التي طالتها عمليات سرقة في 35 مؤسسة موزعة على عدد من الجماعات، من بينها 24 حالة سجلت بمؤسسات تقع في المدار الحضري، إذ تعرضت مرافق بها للتخريب والسرقة، بالإضافة إلى إتلاف مجموعة من الوثائق والمستندات الإدارية واقتحام مقرات الإدارة والعبث بمحتوياتها. وفق مصادر «الصباح» فإن الخسائر التي خلفتها هذه السرقات، أدت إلى تعطيل عمل بعض المؤسسات، واضطر بعض المديرين إلى القيام بإصلاحات عاجلة لترميم بعض الجدران والأبواب التي تم كسرها من قبل مجهولين خلفوا وراءهم عبارات ورسومات تخدش الحياء وتهين أطر العملية التربوية. وأكد مديرو بعض المدارس التي تعرضت للسرقة في المدة الأخيرة، أن اللصوص كسروا أقفال أبواب الأقسام ومكاتب الإدارة واستولوا على تجهيزات ومعدات ديداكتيكية، كما بعثروا في أغلب الحالات محتويات خزانات الأقسام، وكتبوا عبارات مشينة على الجدران أو سبورة الفصل. وأضافت المصادر ذاتها، في تصريحات متطابقة ل «الصباح»، أن تكرار مثل هذه الحوادث وتوسع أنشطة اللصوص أثار مخاوف جدية لدى الأطر التربوية وأولياء التلاميذ، إذ اُستهدفت خلال المواسم الدراسية الماضية عدة مؤسسات تعليمية من قبل غرباء كسروا زجاج النوافذ وهاجموا مساكن وظيفية وسرقوا جميع الأدوات والأمتعة المهمة. وخلال الموسم الحالي، تعرضت مدارس، المختار السوسي برأس الماء، والعقاد بالعروي، وكل من الميناء ببني انصار، وأحمد بلفريج، ببني بويفرور، ومدرسة العمران بسلوان، بالإضافة إلى ثانوية فرخانة ببني انصار ومدرستي الحي المدني بالعروي وأولاد بوطيب1 بالناظور، إلى عمليات سرقة. وخلفت هذه السرقات حرمان التلاميذ ومدرسيهم من وسائل للتدريس وتعرضت ملفات وأدوات تعليمية داخل مكاتب المديرين للنهب والإتلاف، وقام المهاجمون في إحدى المؤسسات برش مسحوق قارورة الإطفاء في محاولة منهم لمحو آثار قد تقود محققي الشرطة العلمية إلى تشخيص هوياتهم عن طريق رفع البصمات من مسرح الحادث. وإزاء هذا الوضع، نبهت جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي بالناظور ونقابة المديرين التابعة للجامعة الحرة للتعليم إلى ما أسمته خطورة استفحال ظاهرة السرقات والاعتداءات التي تتعرض لها المؤسسة التعليمية، ما يعد مصدر قلق دائم لمكونات العملية التربوية، فضلا عن تأثيراتها الوخيمة على مصالح التلاميذ وظروف تعليمهم. ومن جهته، حمل تقرير رسمي، تتوفر «الصباح» على نسخة منه، مسؤولية توفير الحماية للمؤسسات التعليمية لعامل الإقليم والسلطات الأمنية والترابية، ودعا الأجهزة الأمنية إلى تعميق التحريات في موضوع السرقات من أجل إلقاء القبض على المتورطين وإحالتهم على العدالة في أقرب وقت. ولا تتوفر نيابة التعليم، بحسب مصادر نقابية على حجم الخسائر الدقيقة المسجلة في المدة الأخيرة، كما لم تفض التحريات الأمنية إلى أي نتيجة تذكر، ويتخوف مديرو وأساتذة من أن يستمر نزيف عمليات السطو ليشمل مؤسسات أخرى خصوصا وأن جلها لا يتوفر على حارس ليلي، مما يجعلها باستمرار مستباحة من قبل الغرباء، بالإضافة إلى افتقارها إلى الأمن في محيطها، ما يتسبب في حصول اعتداءات وتحرشات تستهدف أطر التدريس والتلاميذ معا. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)