تتواصل أنشطة جلالة الملك محمد السادس بإقليم الحسيمة، حيث عرف اليوم الثلاثاء 22 يوليوز تدشين مشاريع مختلفة بثارا يوسف. إذ تم وضع الحجر الأساس لبناء مركز اجتماعي وتربوي لفائدة المرأة القروية وتدشين مشاريع تتمثل في تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب والكهربة... اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء بدوار تلا يوسف بالجماعة القروية إزمورن باقليمالحسيمة، وأعطى انطلاقة عدد من المشاريع التنموية التي يستفيد منها سكان المنطقة وتهم برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتعميم التزود بالماء الصالح للشرب والكهربة القروية. وهكذا ، اطلع جلالة الملك على مشروع بناء وتجهيز مركزين اجتماعيين لفائدة المرأة القروية بجماعة إزمورن، واللذين يسعيان إلى تأطيرها وتحسين وضعيتها الاقتصادية والاجتماعية وتأهيلها وتمكينها من معارف واسعة في مجال الأنشطة الحرفية والتقنيات الحديثة، وتحسين القدرات التربوية والتعليمية لديها. وسيتم إنجاز المركزين بدواري تاموجوت وتفنسة بغلاف مالي إجمالي يبلغ مليون و820 ألف درهم، وسيوفران للمستفيدات تكوينا في مجال الأنشطة المدرة للدخل والأنشطة الحرفية والأعمال اليدوية، وكذا الاستقبال والاستماع والتوجيه بالنسبة للنساء في وضعية صعبة، بالإضافة إلى التوعية الصحية وتتبع صحة الأم والطفل وتقديم دروس في مجال محاربة الأمية. ويساهم في تمويل أشغال إنجاز المشروعين، والذين تستفيد منهما 240 امرأة كل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة القروية لإزمورن والمندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني والنيابة الإقليمية للتعاون الوطني والجمعيات المحلية. كما اطلع جلالة الملك بنفس المناسبة على وضعية إنجاز برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحسيمة برسم سنوات 2005 و2006 و2007 ، والذي تضمن إنجاز 167 مشروعا بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 72 مليون و700 ألف درهم. إذ ساهمت المبادرة في تمويل هذه المشاريع، التي تم إنجاز 154 منها ويستفيد منها 94 ألف نسمة، بمبلغ يصل إلى 56 مليون و343 ألف درهم. وتتمثل الأهداف الاستراتيجية لهذه المشاريع في تحسين وضعية الولوج للخدمات والتجهيزات الأساسية، ومحاربة الانحراف الاجتماعي وخاصة وسط الأطفال والشباب ومواكبة وتأهيل الفئات الاجتماعية في وضعية صعبة، والتكفل بالأشخاص في وضعية الهشاشة القصوى. وهمت المشاريع المنجزة والمبرمجة في هذا الإطار قطاعات التربية والتعليم (4 ر5 مليون درهم) والصحة (9 ر3 ملايين درهم) وفك العزلة عن الدواوير والتجمعات السكنية القروية وتأهيلها (13 مليون درهم) وتكوين وتأهيل المرأة (5 ر10 ملايين درهم) ودعم الأنشطة المدرة للدخل في القطاعات الفلاحية (9 ر9 مليون درهم) والصيد البحري (800 ألف درهم) ودعم وتثبيت الباعة المتجولين (700 ألف درهم)، إلى جانب بناء مراكز جديدة للإيواء (12 مليون درهم) وبناء وتجهيز ملاعب رياضية وقاعة مغطاة (5 ر16 مليون درهم). إثر ذلك، اطلع صاحب الجلالة على مجموعة من منتوجات الصناعة التقليدية المحلية، التي تم عرضها في رواق خاص بهذه المناسبة. وضم هذا الرواق مختلف المنتوجات التي أبدعتها يد المرأة القروية المنخرطة في التعاونيات والجمعيات المستفيدة من مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحسيمة. وبنفس المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج تزويد ثلاثة دواوير تابعة لجماعة إزمورن بالماء الصالح للشرب (إدسولين،تالا يوسف، تيفرت). وقد رصد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب اعتمادات بقيمة ثمانية ملايين درهم لإنجاز هذا البرنامج الذي تستفيد منه600 نسمة عبر نظام الإيصالات الفردية. وتتضمن الأشغال مد قناة للجر على طول (2 ر2 كلم)، وقناة أخرى للتوزي(8 ر29 كلم) ومحطة للرفع وخزانات بسعة150 متر مكعب. وينتظر أن يتم الشروع في استغلال المشروع، الذي تستمر الأشغال به خمسة أشهر، في شتنبر المقبل. وتندرج هذه المشاريع في إطار برنامج شمولي يشرف عليه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بهدف تقوية وتعميم ربط سكان العالم القروي بالماء الشروب، والمساهمة في تحسين ظروف عيشهم، والرفع من مستوى مؤشرات التنمية البشرية بالمنطقة.. كما اطلع جلالة الملك على حصيلة برنامج الكهربة القروية بجماعة إزمورن والذي رصد له غلاف مالي بقيمة 11 مليون درهم، تمت تعبئتها من طرف المستفيدين (16 بالمائة) والجماعة المعنية (12 بالمائة) والمكتب الوطني للكهرباء (72 بالمائة). وقد مكن هذا البرنامج، حتى متم يونيو الماضي، من ربط ثمانية دواوير تقطنها 887 أسرة (4600 نسمة) بالشبكة الكهربائية. وفي إطار توسيع نسبة الربط بالكهرباء عبر تقنية الربط بالألواح الشمسية، تمت برمجة عدد من المشاريع على مستوى الجماعة، تستفيد منها مجموعة أخرى من الدواوير. ولتحقيق هذه الغايات، أشرف المكتب الوطني للكهرباء على وضع تجهيزات ومنشآت تتمثل أساسا في خلق شبكة للجهد المتوسط بطول20 كلم وأخرى للجهد المنخفض بطول65 كلم علاوة على إحداث عشر محولات من الجهد المتوسط إلى المنخفض. ويذكر أن نسبة تعميم الربط بشبكة الكهرباء بالجماعة القروية إزمورن انتقلت من 22 بالمائة سنة1996 إلى93 بالمائة في متم يونيو الماضي، ومن المنتظر أن تبلغ نسبة مائة بالمائة مع الانتهاء من تطبيق برنامج الكهربة القروية الشمولي. ومنذ 1996 خصص المكتب الوطني للكهرباء 641 مليون درهم لتقوية منشآته على مستوى اقليمالحسيمة، وهو ما مكن من ربط 661 دوارا بالشبكة الكهربائية (أزيد من264 ألف نسمة)، كما نفذ المكتب برنامجا لتمكين الأسر المتضررة من الزلزال من الربط بالشبكة الكهربائية، بلغت كلفته ستة ملايين درهم واستفادت منذ14 جماعة قروية. إثر ذلك قام جلالة الملك بتدشين مركز صحي أنجزته وزارة الصحة بغلاف مالي بلغ مليون ومائة ألف درهم.وبعد قص الشريط الرمزي وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذه البنية التحتية الاستشفائية التي تتكون من بهو للاستقبال وقاعة للاستشارات الطبية وأخرى لصحة الأم والطفل وجناح للعلاجات شبه الطبية وصيدلية، ومرافق إدارية. وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت لجلالته التحية، قبل أن تتقدم للسلام على جلالته السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة والسادة محمد امهيدية والي جهة تازةالحسيمة تاونات و يونس معمر المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء وعلى الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمنتخبون وأعضاء اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشخصيات أخرى. كما أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز اجتماعي وتربوي لفائدة المرأة القروية، واطلع على عدد من المشاريع الرامية إلى تحقيق التنمية القروية المندمجة، والتي ستنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة سكان هذه الجماعة. حيث قدمت لجلالته، بهذه المناسبة، شروحات حول المركز الاجتماعي والتربوي بتلا يوسف والذي يسعى إلى أن يشكل فضاء للتنشيط الثقافي لفائدة شباب وفتيات الدوار وباقي الجماعات المجاورة، وأن يساهم في تأطيرهم من أجل إدماج اجتماعي أفضل. وتبلغ الكلفة المؤقتة لإنجاز المركز، نحو مليون درهم، بتمويل كامل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وسيتم بناء هذا المركز على مساحة تبلغ1200 مترا مربعا من بينها280 مترا مربعا مغطاة، وسيضم قاعة متعددة الاستعمالات تسع لثمانين مقعدا، ومحترفا للتكوين وخزانة وقاعة متعددة الوسائط ومرافق صحية. كما ستتولى مؤسسة محمد الخامس للتضامن، إحداث مركز للتكوين والتأهيل لفائدة المرأة بإدسولين (الجماعة القروية إزمورن). وسيوفر هذا المركز خدمات متعددة تشمل التكوين في مجال الخياطة والفصالة ومحاربة الأمية في صفوف النساء والتعليم الأولى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات، إلى جانب عمليات التأطير والتوعية والتحسيس في المجالين القانوني والصحي. وسيتوفر مركز التكوين الذي تبلغ التكلفة المؤقتة لإنجازه نحو سبعمائة ألف درهم بتمويل كامل من مؤسسة محمد الخامس على ورشة للخياطة والفصالة وحضانة وقاعة لمحاربة الأمية ومرافق إدارية وصحية. من جهة أخرى، وضعت مؤسسة محمد الخامس مجموعة من المشاريع الرامية إلى تحقيق التنمية القروية المندمجة لفائدة أسر دواوير بوسكور وإتسولين وتلايوسف بغلاف مالي يصل إلى مليون درهم. وتسعى المؤسسة من خلال تطوير أنشطة الرعي التي ستستفيد منها أسر دواري بوسكور وإتسولين ولاسيما النساء والشباب المنتمي إلى شرائح اجتماعية فقيرة، إلى ضمان تمكين المستفيدين من موارد دائمة تساعدهم على الاندماج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية على الوجه الأكمل. ويهم المشروع، الذي يتم إنجازه بشراكة مع الجمعيات والتعاونيات المحلية والمديرية الإقليمية للفلاحة، شراء وتوزيع مواشي قادرة على التلاؤم مع الخصوصيات الزراعية والطبيعية للمنطقة (الماعز، الأرانب، العجول، النحل...)، وشراء معدات لتربيتها ولاسيما تلك الخاصة بتربية النحل والأرانب، وشراء مستلزمات الطب البيطري، وشراء أعلاف طيلة فترة انطلاق المشروع، وتوفير الدعم لفائدة المستفيدين في المجالين التقني والتسيير. ومن جهته يسعى مشروع تطوير الأشجار والأغراس المثمرة، إلى المساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفلاحين الصغار بدوار تلا يوسف وإتسولين وبوسكور. ويهم هذا المشروع شراء وتوزيع الأغراس والشتلات التي تتلائم والطبيعة الزراعية للجماعات المستفيدة (الزيتون، اللوز، الخروب، التين)، وتنظيم العمل في إطار تعاوني إلى جانب توفير الدعم التقني والإداري للمستفيدين. وكان قد تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله السيدة زليخة نصري مستشارة جلالة الملك عضو المجلس الإداري لمؤسسة محمد الخامس للتضامن وعدد من أعضاء المجلس الإداري للمؤسسة، وعدد من أعضاء لجنة الدعم الدائمة للمؤسسة.