أوضحت مصادر مطلعة، انه تم تنقيل ثلاثة عناصر أمنية إلى مناطق مختلفة على المستوى الوطني، فقد علم أن رئيس مفوضية الشرطة قد يتم تنقيله إلى منطقة «جرداة»، إلا أن مصادر أمنية قالت أن هذا الأخير تقدم بطلب انتقال إلى منطقة «تازة». وأثارت التنقيلات التي عرفتها مفوضية الأمن بزايو، العديد من ردود الفعل لدى المحتجين، إذ أصروا على التصعيد من أشكالهم الاحتجاجية إلى حين إخضاع العناصر الأمنية المتهمة بالفساد إلى المتابعة القضائية. وفي هذا الإطار، يعمل أعضاء الحركة الاحتجاجية على جمع شهادات مواطنين تعرضوا للابتزاز، والسرقة، والتحرش الجنسي، من طرف عناصر أمنية بزايو، على أساس الإدلاء بها لوالي الأمن، ومتابعتهم أمام القضاء وفق التهم المنسوبة إليهم. وتعرف مدينة زايو احتجاجات يومية تنطلق من ساحة الشهيد «عبد الكريم الرتبي» (شهيد انتفاضة سنة 1984) في اتجاه مفوضية الأمن، وسط ترديد شعارات منددة بالفساد، وذلك في جو يطبعه الانضباط والتحلي بروح المسؤولية. ويشارك في هذه المسيرات الاحتجاجية المئات من المواطنين الذين يتقاطرون على مفوضية الأمن من أماكن مختلفة من المنطقة، بدعوى المساهمة في اجتثاث الفساد الأمني، ورد الاعتبار لبعض النساء اللواتي تعرضن إلى مضايقات جنسية داخل بيوتهن من طرف عناصر الأمن. وتأتي هذه الاحتجاجات ضد بعض عناصر الشرطة، في الوقت الذي تأكد فيه لدى المحتجين أن عناصر أمنية قد ذاع صيتها على مستوى الإقليم، بممارستها عمليات ابتزاز في حق المواطنين، وتعاطيها للمخدرات «الكوكايين»، وتزوير المحاضر، واستعمال الشطط في السلطة. ويرى متتبعون للشأن المحلي أن الاحتجاجات التي تعرفها مدينة زايو من شانها أن تعصف بالعديد من رجال الأمن، كون أن هناك جمعيات حقوقية سبق لها وان أصدرت بيانات تنديدية بهذا الخصوص، تشير إلى «الخروقات والتجاوزات» الصادرة عن رئيس مفوضية الأمن، وتثبت التهم الموجهة إليهم، وذلك اعتمادا على دعاوي قضائية رفعت ضد عناصر أمنية لدى المحكمة الابتدائية، ومحكمة الاستئناف بالناظور. ومن جهته، قام صاحب محل تجاري مخصص لبيع الدجاج بوسط المدينةبزايو، بداية الأسبوع الفارط على وضع أسماء عناصر أمنية رفقة المبالغ المالية التي يدين بها لهم على باب محله التجاري، يطالبهم بتسديدها أو فضحهم، إلا أن تدخلات بعض المواطنين الذين تكلفوا بتسديد المبالغ المالية التي كانت بذمتهم جعلته يزيل أسمائهم من باب المحل التجاري. وحصلنا على شكايات لمواطنين يؤكدون تعرضهم إلى اعتداءات من قبل عناصر أمنية، وفي هذا الإطار يقول (ع.ع) انه قد تعرض ابنه إلى هجوم عنيف قاده رجل امن يدعي (س.م) الذي أشبعه سبا وشتما قائلا له «الله انعل دين ربك أولد العاهرة». وأورد المصدر في الشكاية الموجهة لدى الوكيل العام للملك لدى استئنافية الناظور المؤرخة بتاريخ 23/07/2009، والمسجلة تحت رقم 09.75 اق، انه كان يتواجد بمكان الحادث رفقة حشد من المواطنين الذين تقاطروا إلى مكان الواقعة بعدما سمعوا صراخ الشرطي، وانه تملك أعصابه رغم إصابته بداء السكري وتعاطيه للأقراص الطبية. وأشار المصدر ذاته، إلى ان رجل الأمن المذكور، تطاول على شرف الأسرة وكرامتها، وقام بإخبار رئيس مفوضية الشرطة عبر الجهاز اللاسلكي بمعلومات مغلوطة، أثناء علمه انه يعمل على تحرير شكاية ضده في النازلة لتقديمها إلى رئيس مفوضية الأمن بزايو . وأكد المصدر ذاته، انه لدى وصول دورية الأمن الوطني إلى عين المكان نزل منها شرطي يدعي (ه.ك) الذي ثارت ثائرته، وصرخ في وجه الجميع قائلا «سيرو من هنا يا لحمير فين هو اللي باغي يشكي من البوليس نديو امو فين يعرف شكون هما البوليس» ليتوجه نحو الوكالة العمومية التي كان يتواجد بها الضحية، إذ قام بإخراجه من داخلها موجها له لكمات متتالية على ظهره إلى أن اركبه سيارة الأمن. وعلى امتداد المسافة الفاصلة بين مكان الواقعة ومفوضية الأمن تعرض الضحية للسب والشتم والضرب تحت الحزام، والتهديد، وانه لدى وصوله إلى مقر الشرطة وجد رئيسها في انتظاره لينهال عليه بالضرب في اتجاه البطن، موجها له صفعات على مستوى الوجه بعد أن اسمعه كلما نابيا ذكر منه «غادي نرجع ليك الدبر ديالك قد هاكدا راسما دائرة كبيرة بيده». ويذكر أن المركز المغربي لحقوق الإنسان بزايو كان قد اصدر بيانا شديد اللهجة بهذا الخصوص جاء فيه» يرصد المركز بقلق متزايد واستياء عميق تنامي وتيرة الخروقات والتجاوزات الصادرة عن رئيس مفوضية الشرطة بزايو وبعض رجال الأمن، إذ ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مواطنو مدينة زايو لمثل هذه التعسفات، والتي باتت السبب في خيبة الأمل التي انتهى إليها الرأي العام المحلي جراء إحداث مفوضية للشرطة بالمدينة. وتجدر الإشارة إلى أن المحتجين يتعرضون إلى تهديدات ومضايقات من طرف عناصر أمنية، تهددهم بالزج بهم داخل السجون في حالة ما إن استمروا في أشكالهم الاحتجاجية ضد رجال الشرطة، وكان احد أعضاء الحركة الاحتجاجية قد تعرض إلى اعتداء بالسلاح الأبيض من طرف شخص مجهول تسبب له في عاهة مستديمة على مستوى الفخذ الأيسر.