تتجه المحكمة الوطنية الإسبانية إلى الفصل في الطلب الذي سبق وأن تقدمت به السلطات المغربية لتسليمها مواطنين من أصول مغربية متهمان بالانتماء إلى جماعة إسلامية متطرفة والتورط المباشر في جريمتي قتل داخل التراب الوطني. ووفق مصادر «الصباح»، رفضت المحكمة العليا الإسبانية الأربعاء الماضي، طلب ترحيل نبيل محمد شعيب المتهم الأول في القضية، في انتظار البت في حالة المتهم الثاني، رشيد عبد الله محمد، وكلاهما حاملين للجنسية الإسبانية، حيث اعتقلا أواخر شهر يونيو الماضي بمليلية، بناء على مذكرة دولية صادرة عن الوكيل العام باستئنافية الناظور، على ضوء التحقيقات بشأن ملابسات مقتل المسميين قيد حياتهما، سلام محند محمد (21 سنة) ، ورشيد شعيب محمد (20 سنة) في يوليوز 2008. وأنكر المتهمان أمام المحكمة بمدريد الأفعال المنسوبة إليهما، وأطلق سراحهما بعد ذلك بمبرر عدم كفاية الأدلة التي قدمتها السلطات المغربية في مواجهتهما، فيما حفظ مؤقتا ملف الاتهام الموجه إليهما بالانتماء إلى جماعة متشددة واستقطاب وتجنيد المرشحين للقتال في مناطق الصراع. وكانت الأبحاث الأمنية التي أجرتها الضابطة القضائية بخصوص جريمتي القتل، توصلت إلى أن الضحيتين من أصول مغربية والمتحدرين من مليلية تعرضا لاعتداء بالضرب والجرح وعثر على جثتيهما بعد مدة في وضعية تحلل بغابة «اعلاليين» بضواحي جماعة بني شيكر بإقليم الناظور. وواجه محققو الدرك الملكي صعوبات لفك عناصر الجريمة وتحديد هوية الضالعين في اقترافها، وإثر ذلك تقدمت أسرتا الضحيتين لدى السلطات المغربية باتهامات ضد نبيل محمد شعيب ورشيد عبد الله محمد، والتمستا في شكاية في هذا الشأن موجهة إلى وزارة العدل ووزارة الداخلية تحريك المتابعة في حقهما بناء على مجموعة من المعطيات والقرائن التي تدينهما. واعتبرت مصادر مقربة من الأسرتين في تصريحات سابقة ل»الصباح»، أن الجناة (لا يعرف عددهم) بعد اختطافهم للضحيتين وإخضاعهما للتعذيب والقتل بواسطة سلاح ناري، حاولوا إخفاء معالم جريمتهم، بالتخلص من الجثتين عبر طمرهما، غير أنهم غادروا المكان خوفا من افتضاح أمرهم. وبحسب وثائق القضية، فقد وجهت الأسرتان الاتهام إلى عضوي جماعة الهجرة والتكفيرالتي تنشط بين مليلية وضواحيها خارج الحدود بالوقوف وراء تصفية سلام وصديقه رشيد، مبررة ذلك بوجود دوافع انتقامية بين الطرفين، إذ أعلن سلام ترك الجماعة وارتبط بفتاة أقنعها كذلك بالانسحاب من القطاع النسائي للتنظيم المتطرف ذاته، فيما ذهب رشيد ضحية لهذا النزاع بحكم تواجده يوم الحادث برفقة صديقه. ووفق الرواية التي تلقتها المصالح الأمنية المغربية، فإن سلام اقترن بالمسماة فاطمة محند عبد القادر بعد نجاحه في إقناعها بالانفصال عن الجماعة وخططا معا للسفر إلى مدينة برشلونة لإتمام إجراءات زواجهما، وتؤكد فاطمة من جهتها أنها تلقت أكثر من تهديد على هاتفها المحمول من قبل زعيم الجماعة لترك خطيبها بدعوى خيانته لمبادئ الجماعة، وهو إلحاح كان مغلفا بدوافع عاطفية، على حد تصريحاتها لدى الضابطة القضائية بالناظور ومصالح الأمن بمليلية. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) العنوان من اقتراح اريفينو