في حدث غير مسبوق في العلاقات الدولية وقبل ساعات قليلة من رحلته إلى الجزائر، طلبت الدولة المضيفة من خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، إلغاء زيارته والسبب، بحسب مصادر إعلامية إسبانية نقلا عن مصدر دبلوماسي إسباني، أن "نظيره الجزائري لديه أجندة ممتلئة". فيما أشارت تقارير إسبانية إلى أن الأمر يعود لمعارضة العسكر الجزائري لهذه الزيارة. وقالت المصادر ذاتها إن الجانب الجزائري لم يصدر أي إعلان أو توضيح لحدود الساعة. ومن جهة أخرى، لم تعلن السلطات الجزائرية عن أي إعلان حول زيارة خوسيه مانويل الباريس. لذلك، ليس هناك سبب للحديث عن الإلغاء، حيث إن السلطات الجزائرية لا تعلن علناً أبداً عن زيارات لشخصيات أجنبية إلى الجزائر أو عن رحلات مسؤولين جزائريين إلى الخارج. وأشارت المصادر إلى أن الواقعة ليست الأولى، فقد ألغت الجزائر سابقا زيارة للرئيس تبون إلى باريس، التي كان من المقرر إجراؤها في 2 مايو 2013. وكانت الزيارة قد ألغيت قبل خمسة عشر يوما من موعدها، وذلك عقب اتصال هاتفي بين أحمد عطاف والوزيرة الفرنسية كاثرين كولونا. ومنذ ذلك الحين، لم يتم تحديد موعد لزيارة تبون إلى فرنسا، رغم أن الجانب الجزائري حاول عبثا إثارة الموضوع مع الجانب الفرنسي. اقرأ أيضا... * حليب ممزوج بالنفايات البشرية في الجزائر قبيل رمضان؟ * رد مفاجئ من الاتحاد الاوربي على احتجاجات فلاحيه على الصادرات... * رئيس حكومة فرنسا الشاب يغضب الجزائر بسبب المغرب؟ * أخبار سارة للمغاربة بخصوص أسعار المحروقات؟ وقالت المصادر إن التاريخ يعيد نفسه اليوم مع إسبانيا، ولكن بطريقة أكثر "غباءً"، حيث انتظروا حتى ثماني ساعات تقريبا قبل أن تقلع طائرة الوزير الإسباني من أجل "تأجيل" زيارة كانت مقررة منذ عدة أيام. وأشارت المصادر إلى أنه في الواقع لم يكن ذلك تأجيلًا، بل مجرد إلغاء. ولم يتم اقتراح أو الاتفاق على تاريخ بديل يبرر تسميته بالتأجيل، لتخالف لذلك الجزائر قواعد الدبلوماسية. وأوضحت صحيفة "Atalayer" الإسبانية، عن مصادر مقربة من وزارة الخارجية الجزائرية، أن السبب وراء الإلغاء هو البيان المشترك الذي يجب على الطرفين التوقيع عليه في نهاية اللقاء بين الوزيرين لإتمام تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث فشلت المباحثات بين مجلسي الوزراء الجزائري والإسباني في التوصل إلى موقف مشترك بشأن قضية الصحراء المغربية. ولا زال الدعم الإسباني لمقترح المغرب لحل قضية الصحراء يسمم علاقات الجزائر مع إسبانيا، وهي أصل الخلاف الدبلوماسي بين البلدين. وقالت الصحيفة إن مصادر أخرى تشير إلى أنه لدى عودته من المملكة العربية السعودية، بعد حضور معرض الدفاع العالمي في الرياض، "عارض الجنرال شنقريحة زيارة الوزير الإسباني"، بحجة أن الوفد "سيكون قريبا من وجهات النظر المغربية بشأن قضية الصحراء"، بحسب الجيش الجزائري. ونتيجة لذلك، عادت الخلافات بين البلدين إلى الظهور من جديد.