توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    لقاء بوزنيقة الأخير أثبت نجاحه.. الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    التوافق المغربي الموريتاني ضربة مُعلمَين في مسار الشراكة الإقليمية    من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    ألمانيا تفتح التحقيق مع "مسلم سابق"    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    الحوثيون يفضحون منظومة الدفاع الإسرائيلية ويقصفون تل أبيب    أميركا تلغي مكافأة اعتقال الجولاني    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    "فيفا" يعلن حصول "نتفليكس" على حقوق بث كأس العالم 2027 و2031 للسيدات        مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديبة المغربية/ أمنة برواضي في حوار "مع الناقد" (أسئلة الباحث العربي)الجزء الثاني الحلقة 26: مع الأديب مجدي شلبي (مصر)
نشر في أريفينو يوم 05 - 02 - 2024

الأديبة المغربية/ أمنة برواضي في حوار "مع الناقد" (أسئلة الباحث العربي)
الجزء الثاني الحلقة 26: مع الأديب مجدي شلبي (مصر).
السلام عليكم أستاذي الفاضل.
أولا، أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة على أسئلتي.
ليكن أول سؤال:
1- من هو مجدي شلبي؟
جواب:
(*) مجدي شلبي أديب مصري (عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
عضو أتيليه المنصورة للفنون والآداب
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
عضو اتحاد المدونين العرب
مؤسس وعضو نادي أدب منية النصر)، من مواليد مدينة منية النصر محافظة الدقهلية عام 1954م، تعددت المجالات الأدبية التي كتبت فيها (شعر قصة مقال نقد وأبحاث أدبية)، ابتكرت المقال المقامي والقصة الومضة وأنشأت الرابطة العربية للومضة القصصية عام 2013م لتشجيع الكتاب على تجريب الكتابة في هذا الفن الأدبي المبتكر، وأسست ناديا أدبيا في قصر ثقافة بلدي (منية النصر) عام 2019م، ثم تمكنت من الحصول على اعتماده الرسمي من الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة عام 2021م.
وفضلا عما ذكرته هنا، وما حوته سيرتي الذاتية؛ هناك جوانب إنسانية عرضتها في شهادتي التي نُشرت عام 2017 في كتاب مؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافي؛ بعنوان (نقوش على جدار الذاكرة)، وأسعى حاليا لإتمام تدوين مذكراتي بأريحية، تتيح للقارئ الاطلاع على الإجابة التفصيلية عن السؤال المطروح: من هو مجدي شلبي؟.
سؤال:
2 – صدر لكم حتى الآن 15 كتاباً في فنون أدبية مختلفة:
لهذا وجب التنبيه/ كلام والسلام/ كلمه في سرك/ الرقص على سلم الصحافة/ أسئلة ساذجة/ من مذكرات زوج مخلوع/ رباعيات مجدي شلبي/ كلام مربع/ زواج على صفيح ساخن/ حُمرة خجل/ أصل و100 صورة/ غروب/ المزلقان/ دموع وشموع/ شلبيات .
ولكم تحت الطبع 12 كتابا آخر:
شيزوفرينيا (ومضات قصصية)/ ثلاث مجموعات قصصية بعنوان: (حارة حرنكش) و(حبيبها) و(هي و المستحيل)/ عزف منفرد (شعر)/ أبيض وأسود (رباعيات)/ خطوط متقاطعة (رباعيات)/ مقاربات شعرية بين فحول الشعراء العرب (أبحاث أدبية)/ الآراء اللغوية في المختلف عليه من الألفاظ العربية (أبحاث أدبية)/ ببليوجرافيا القصة العربية (بحث أدبي)/ مختارات مجدي شلبي في الفنون الأدبية العشرة/ نقوش على جدار الذاكرة (سيرة ذاتية)...
هل لكم أن تحدثونا عن العراقيل والصعاب التي تواجه المبدع على طريق وصول إبداعه إلى القارئ؟ وكيف يواصل المبدع الكتابة في ظل كل هذه العراقيل؟
جواب:
(*) إن نشر الإبداع ليصبح في متناول الجميع؛ يمر بالعديد من العراقيل والمآزق، بداية من مشكلة الإبداع ذاته، حيث ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الغث والسمين بلا تفريق ولا تمييز، وأصبح السطو على أفكار المبدعين الحقيقيين، بل وسرقة نصوصهم ذاتها؛ يشكل ظاهرة تستوجب الوقوف حيالها، ووضع الحلول الناجعة لها.
ثم تأتي مشكلة النشر الورقي، والتي تمثل العقبة الكؤود أمام المبدع خصوصا إذا لم يكن من المشاهير حيث يتحمل تكلفة طباعة كتبه دون انتظار لأي حقوق لدى الناشر، فضلا عن ظاهرة العزوف عن القراءة، وتراجع المبيعات في معارض الكتب، إلى حد اكتفاء كثير من دور النشر بتنظيم (حفل توقيع) شكلي أشبه بسرادق محدود؛ يتلقى فيه المبدع واجب العزاء في إبداعه المسجى على أرفف المعرض!، ثم بعد انتهاء تلك (المراسم)؛ يحمل كتبه ليوزعها مجانا على الأصدقاء والأقارب، في مشهد يثير الشفقة عليه، وهو يتسول منهم الإعجاب، بعد أن عاد من معرض الكتاب بخفي حنين خالي الوفاض!.
سؤال:
3 – أستاذي الفاضل الكثير من الأقلام تناولت ما كتبتم بالدراسة والنقد نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: دكتور/ السيد نجم (مصر) أ/ حميد ركاطة (المغرب) أ/ قاسم مسعد عليوة (مصر) أ/ أبو إسماعيل أعبو (المغرب) أ/ محمود الديداموني (مصر) أ/ عبد الرحمن البجاوي (مصر) دكتور/ أحمد الصغير المراغي (مصر) دكتورة/ حورية البدري (مصر) أ / سعدون جبار البيضاني (العراق) دكتور/ موسى نجيب موسى (مصر) دكتورة/ هداية مرزق (الجزائر) أ / سيد طوفان (مصر) أ / نادية كيلاني (مصر) دكتور/ محمد هندي (مصر) أ/ محمود قنديل (مصر) أ / إبراهيم حمزة (مصر) أ / أمل جمال (مصر) أ / غاندي يوسف (سوريا) أ / فاتن شوقي (مصر) أ / محمد لفطيسي (المغرب) أ / فهمي إبراهيم (مصر) أ / صلاح الدين سر الختم (السودان)
سؤال: هل يمكن القول أن النقد أنصفكم؟ أم أن هناك أشياء لا يزال الأديب ينتظر أن يلتفت إليها النقد؟.
جواب:
(*) لا شك أن ما تكرم به الإخوة النقاد من عرض لرؤاهم فيما كتبت؛ كان أمرا مشجعا ومحفزا لمزيد من الإبداع، أما بشأن الفنون الأدبية التي ابتكرتها خصوصا القصة الومضة فمازال بعض النقاد يراوحون مكانهم بشأن علاقتها بالقصة القصيرة جدا، بل ويعتبرونهما فنا أدبيا واحدا!، دون أن يجهدوا أنفسهم بالبحث في آلاف النصوص التطبيقية والرؤى النقدية، التي عرضتها في موسوعة (كنوز القصة الومضة) بأقلام أعضاء رابطتنا العربية للومضة القصصية، التي توضح بجلاء استقلالية وتفرد وتميز القصة الومضة عن غيرها من الفنون الأدبية، وبخاصة القصة القصيرة جدا، وقد ساهم المبدعون منهم كتابا ونقادا في إرساء دعائم وليدنا الأدبي المبتكر، وإثبات ريادتنا فيه، وحرصنا على الزود عنه، والارتقاء به.
سؤال:
4 – كيف يمكن تصنيف المشهد الثقافي في مصر مقارنة بباقي الدول العربية الأخرى؟
جواب:
(*) يرتبط المشهد الثقافي في مصر شأنه شأن المشهد الثقافي في أي قطر من أقطار العالم بما يكتسبه المواطن من معارف وعقائد وقيم ومثل وعادات ومهارات مكتسبة إما بالتعلم المقصود، أو العرضي من خلال التفاعل مع أفراد المجتمع.
ونظرا لتشابه المجتمعات العربية في تلك الأمور الاجتماعية والمعارفية والعقائدية؛ لا نجد اختلافا كبيرا بين الدول العربية وبعضها في هذا الشأن.
ويمكن توصيف المشهد الثقافي العام بأنه منعوت بالتحزب والانقسام بين المتشبثين بالماضي والتعلق بالتراث، وبين الساعين للتحرر والانطلاق نحو المستقبل، ومن هنا تصل الضغوط المتحكمة في توليد الخلاف في الرؤى والأفكار والمواقف والقناعات إلى حد الصراع المحتدم بين القديم والحديث!، ومن ثم أضحينا في حاجة ماسة الآن أكثر من أي وقت آخر لتفعيل فكرة التكامل الثقافي بين الماضي والحاضر، بين الأصالة والمعاصرة، ولا شك أن ما قمت به وقام به غيري أيضا من مزاوجات بين أجناس أدبية تراثية وأجناس أدبية حداثية؛ هو لبنة من لبنات ذلك البناء التكاملي المنشود، الذي يعتبر بمثابة حائط صد في مواجهة التطرف الفكري الحاصل في المشهد الثقافي العربي بشكل عام.
سؤال:
5 – كيف يرى الأديب مجدي شلبي تأثير العولمة على الثقافة عموما وعلى الأدب العربي خصوصا؟
جواب:
(*) إذا كان البعض يرى في العولة خطرا داهما على هويتنا العربية، بزعم فرضها الهيمنة على العقول وسعيها لفرض ثقافة أحادية؛ فإنني أرى أن العولمة في الأساس هي فكرة تكاملية لا ينبغي تحديها ومقاومتها، بل يجب علينا الاستفادة منها، سعيا وراء مواكبة التطور الذي وصل إليه العالم الغربي، والتبادل المعرفي من خلال التكنولوجيا الحديثة، وما تتيحه للمثقفين عموما، والأدباء والنقاد على وجه الخصوص، من وصول إبداعاتهم إلى العالم، واطلاع النقاد على المدارس النقدية المختلفة للاستفادة منها، والبناء عليها، وكفانا انكفاء على أنفسنا وتمحورا حول الذات، وانزواء عن العالم (وكأنه بعبع مخيف)، فالتطور حادث حتما شئنا أم أبينا وهو سنة من سنن الحياة التي سنها الله جل في علاه.
سؤال:
6 ما هي الرهانات التي يراهن عليها النقد العربي في ظل الحداثة؟
جواب:
(*) إن أهم الرهانات التي يجب أن يراهن عليها النقد العربي المعاصر؛ التمييز بين الحداثة المزيفة التي تسعى للتغيير من أجل التغيير فقط، وبين الحداثة الرائدة الساعية للتطور، وألا يتم النظر للأدب الحديث على أنه خير كله لكونه كسر التابوه التقليدي القديم فقط، كما لا ينبغي تقديس الأدب التقليدي واعتبار الحداثة بالنسبة له شيطان رجيم، يجب رجمه والاستعاذة منه!.
إن حداثة الإبداع، يجب أن يواكبها حداثة النقد؛ فقد قيل أن (النقد) "كلام في الأدب، مصوغ بلغة الأدب". وليس بلغة المستعلي عليه، والرافض له، والمستعيذ منه.
سؤال:
7 – ماهي علاقة القاص والأديب مجدي شلبي بوطنه العربي والمصري على وجه الخصوص وبقضاياه على اختلافها وتشعبها؟
جواب:
(*) بديهي أن علاقة الإنسان بوطنه تبدأ منذ الولادة، وهي علاقة بنوة ممتدة من الأسرة، إلى الوطن الأم، وغني عن القول أن لا أحد في الدنيا يكره أمه؛ فحبه لها كحبه للوطن؛ فتلك فِطْرة في داخل الإنسان، يصدق فيها بيت الحكمة:
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة * وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرام.
ولأن الحديث عن علاقتي بالوطن جاء في سنوات متأخرة من عمري؛ أعود بالذاكرة إلى الوراء أكثر من نصف قرن؛ فأذكر شغفي الكبير في مرحلة الصبا بالتواصل مع أصدقاء كثر في دول عربية من خلال المراسلة البريدية، والمدهش أن أكثر أصدقاء المراسلة وقتها كانوا من المغرب الشقيق، وأبرز الأسماء التي مازالت عالقة في الذهن: الرامي لحسن وعلال اكريول وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم.
ثم في مرحلة تالية من العمر انتقلت إلى العلاقة الصحفية؛ حيث تعرفت على عديد من كبار الكتاب الصحفيين المصريين والعرب، من خلال ما كان يُنشر لي في الصحف المصرية والعربية، وتوجت تلك المرحلة بما كتبه بعض هؤلاء الكتاب مشيدين بأسلوبي في الكتابة الصحفية.
ومن الصحافة إلى الأدب، حيث امتدت مسيرتي الإبداعية فيه لأكثر من عشرين عاما، أنتجت خلالها عشرات الكتب، والتي تناولها بالنقد والتحليل بعض كبار الكتاب والنقاد المصريين والعرب، ولكون الإبداع الأدبي يأتي انعكاسا لواقع المجتمع؛ فقد جاءت كتاباتي معبرة عن قضاياه الاجتماعية المختلفة والمتشعبة. ثم انطلقت نحو ابتكارات أدبية: (المقال المقامي) ثم (القصة الومضة)؛ فأنشأت (الرابطة العربية للومضة القصصية) عام 2013م؛ تلك الرابطة التي كان لها الفضل الأكبر في علاقاتي بكبار الكتاب والنقاد المصريين والعرب، وهي علاقة كان لها الدور الكبير في إرساء دعائم منجزي الابتكاري، وانتشاره.
سؤال:
8 – كيف تقيمون حضور المرأة المصرية والعربية في المشهد الثقافي المصري والعربي؟
جواب:
(*) المشهد الثقافي مشهد إنساني عام، لا أرى أن يتم تقسيمه إلى مشهد ذكوري ومشهد نسائي، أو مشهد مصري ومشهد عربي؛ فالمرأة العربية تثبت وجودها جنبا إلى جنب مع الرجل، فإذا ما أخذنا مثالا لها في مجال الأدب؛ وجدنا الأديبة الكويتية أ/ شمسه العنزي التي لم تكتف بإبداعاتها الأدبية، بل أنشأت (واحة للأدب)، نظمت من خلالها مسابقات فصلية في مجالات القصة القصيرة والقصيرة جدا، واستقدمت كبار النقاد للتحكيم فيها، ومنحت الفائزين الجوائز وشهادات التقدير، وأصدرت على نفقتها سلسلة كتب (الفائزون) التي تضم النصوص الفائزة والرؤى النقدية، بهدف تشجيع الكتاب العرب، وحثهم على مزيد من الإبداع والتميز، وقد شرفت بالعمل منسقا عاما لهذه المسابقات.
ولتوضيح عمومية المشهد الثقافي والأدبي دون تخصيص؛ أشير إلى ماقدمه الأديب المصري أ/ صلاح هلال، الذي لم يكتف أيضا بإبداعاته الأدبية، بل ينظم مسابقة سنوية في القصة القصيرة تحمل اسمه، ويستقدم كبار النقاد للتحكيم فيها، ويمنح الفائزين جوائز مادية وشهادات تقدير ويطبع على نفقته الخاصة مجلة سنوية بعنوان (المبدعون)، ينشر فيها النصوص الفائزة، وقد شرفت بالعمل منسقا عاما لهذه المسابقة الأدبية خلال سنوات ماضية.
لقد أشرت لموذجين إيجابيين يؤكدان حقيقة أن "النجاح لا يكون بما تحققه لنفسك فقط؛ بل ما تحققه للآخرين أيضا". حرصا مني على النظر (لاثنين في المليون) من كوب المشهد الثقافي والأدبي، الملآن حقدا وغيرة، وأنانية واستعلاء!.
سؤال:
9 – أستاذي الكريم نظرا لاهتمامكم الكبير بالإبداع والمبدعين، علمنا أنكم أنشأتم عددا من المواقع الالكترونية تحت عنوان (موقع لكل أديب)؛ ألا تحدثنا عن هذا المشروع الأدبي الرائد؟
جواب:
(*) لقد أنشأت عام 2006م أكثر من 30 موقعا لعشرات الأدباء ضمن مشروع طموح (موقع لكل أديب)، نشرت من خلال كل موقع التعريف بالأديب ونماذج من إبداعاته، وكانت هذه المواقع هي النافذة الوحيدة الالكترونية التي يطل هؤلاء الأدباء من خلالها على العالم، قبل أن يبدأ استخدام الفيسبوك العربي في مصر بدايات 2008م، ولكون موقع التواصل الاجتماعي أكثر قدرة على الانتشار وسرعة في التفاعل؛ توقف مشروعي الأدبي، الذي يضاف إلى تاريخ مسيرة العطاء التي أفخر بها وأعتز.
سؤال:
10 – لقد تم تكريمكم بالعديد من الشهادات التقديرية نذكر منها:
شهادة تقدير من مكتبة مبارك بالمنصورة
شهادة تقدير من مهرجان شعر العامية بأشمون منوفية
شهادة تقدير من منتدى عاطف الجندي الأدبي
شهادة تقدير من مؤسسة عبد القادر الحسيني الثقافية
شهادة تقدير من مؤسسة الشاعرة دلال كمال راضي الثقافية
شهادة تقدير من كلية التربية النوعية بمنية النصر
شهادة تقدير من مركز شباب الرياض المطور
شهادة تقدير من مسابقة صلاح هلال في القصة القصيرة
درع تكريم من نادي الأدب المركزي بشبين الكوم منوفية
شهادة تقدير من إقليم شرق الدلتا الثقافي
درع الهيئة العامة لقصور الثقافة لعام 2017
.....
حدثنا عن وقع التكريمات على المبدع وهل تكون حافزا للمزيد من العطاء وهل تعتبر كافية لتتويج المسيرة الإبداعية والنقدية للأديب؟
جواب:
(*) هناك ثمة علاقة بين (ضرورة) التكريم وبين (ضرره) على الإبداع والمبدعين؛ فإذا مُنح التكريم كيفما اتفق لكل من هب ودب من باب المجاملة فهو تبديد لقيمة التكريم وإهدار لقيمة الأدب، وضار بمصداقية المانح والممنوح له؛ لكونه يدخل من باب الغش، الذي يقدح ولا يمدح، يخزي ولا يكرم، يهين ولا يعظم!.
أما إذا جاء التكريم المستحق بهدف دعم المبدع وتشجيعه وحثه على مزيد من العطاء، وجعله في حالة حرص دائم لتقديم أفضل ما لديه؛ فبها ونعمت، وهو بهذا تكريم يصب في النهاية في مصلحة الأدب.
وأرى أنه في هذه الحالة لا يكفي التتويج المعنوى والتكريم بشهادات تقدير ورقية، أو (دروع) نحاسية لا تقي المبدع من ضائقة وبائقة الاحتياج المادي لمواجهة أعباء الحياة!؛ لهذا يجب أن يعنى المانحون بهذا الجانب الإنساني للأدباء، وأن يستبدلوا أوراق البنكنوت بأوراق تلك الشهادات، والدروع الفلوسية بالدروع النحاسية (النحسية)!.
سؤال:
11 – أستاذي الفاضل ما هو المشروع الإبداعي أو النقدي الذي يشغل بالكم؟ لكم الكلمة.
جواب:
(*) هو ليس مشروعا أدبيا واحدا؛ بل هو عدة مشاريع: فبعد ابتكاري لفني (المقال المقامي) و(القصة الومضة):
1 عمدت لعقد حوارات افتراضية بين فحول الشعراء العرب من عصور مختلفة، من خلال مقاربات شعرية بينهم حول موضوعات محددة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه (سوق عكاظ افتراضي)، وقد أنجزت أكثر من مئة مقاربة شعرية، استضفت فيها (افتراضيا) 322 شاعرا من تسعة عصور مختلفة، وأسعى حاليا لإجراء المزيد من تلك المقاربات الشعرية.
2 مشروع بحثي خاص باللغة العربية، حيث عمدت للقيام بالكشف عن معاني الألفاظ المختلف عليها، من خلال عرض نتائج أبحاثي في تلك الألفاظ المتشابهة، وبيان الفارق بينها، وقد أنجزت أكثر من سبعين بحثا لغويا فيها، وأسعى لإجراء المزيد بإذن الله.
3 مشروع (ببليوجرافيا رواد القصة العربية): وأسعى من خلاله لحصر وتوثيق أسماء الرواد الأوائل في كتابة القصة العربية على مستوى وطننا العربي الكبير، وعناوين إصدارات كل منهم، وقد أنجزت بعض ما أهدف إليه، وأسعى حاليا لاستكمال هذا المشروع الوثائقي المهم.
سؤال:
12 – قد يكون هناك سؤال أو أكثر تودون الخوض فيه والإجابة عنه، ولكنني لم أتطرق له، أرجو أن تضعوا السؤال وتتفضلوا بالإجابة عنه؟
جواب:
(*) أرى أن هناك سؤالا مهما يتعلق بالنقد أعرضه هنا:
سؤال:
13 — إذا كان (النقد الأدبي) معناه: الكشف عن مواطن الجمال أو القبح، من خلال الأساليب المتَّبعة لفحص الأعمال الأدبية، طبقا لرؤية الناقد وفكره؛ فماذا يعنى (نقد النقد) وما أهميته؟
جواب:
(*) قبل الولوج لمفهوم (نقد النقد) من خلال البعد الإبستيمولوجي بما يعنيه المصطلح الفلسفي هنا، من بحث في نِطاقِ النقد، ومدى ارتباطه بِمختلف المفاهيم المعرفية كالحقيقة والاعتقاد والتبرير، باتباع رؤية نقدية للنقد ذاته؛ وجب توضيح معنى (نقد النقد) بذكر بعض مرادفاته: (قول على قول)، ومن ثم إذا كان (النقد) يعتمد آلية تفكيك النص؛ ف(نقد النقد) يعتمد آلية تفكيك (النقد) ذاته، من خلال البحث في أدواته، والقراءة فيه، والتعقيب عليه، وهو ما يحد من السلطة الوحيدة المسيطرة للنقد، ويجعل هناك سلطة أخرى تفنده وتعمل على التحليل له، والتنظير فيه، ومراجعة مصطلحاته، وبنيته التفسيرية، وأدواته الإجرائية...
وهكذا يصبح النقد نفسه موضوعا للتفكير وتنمية الوعي، وإثراء الحياة الأدبية بفن يعمل على تطوير البعد النقدي، ومحاولة إبعاده عما يشوبه في أحيان كثيرة من مآخذ وسلبيات، أضحت تمثل ظاهرة، وجب الإسراع لمواجهتها من خلال (نقد النقد) دون إبطاء أو تسويف.
شكرا لكم أستاذي الفاضل، وفقكم الله في مسيرتكم الابداعية والابتكارية.
(*) الشكر موصول لكم على هذه الاستضافة الكريمة، متمنيا لكم دوام التوفيق والتقدم والارتقاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.