أعادت التساقطات المطرية التي شهدتها مناطق مختلفة من البلاد الليلة الماضية وصباح اليوم الجمعة فتح باب الأمل أمام الفلاحين المغاربة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الزراعي المتأثر بالجفاف وندرة التساقطات. وظهر أن التساقطات المسجلة خلال ال24 ساعة الأخيرة، التي بلغت 20 مليمترا بإفران، و18 بسيدي سليمان، و17 بفاس، و13 بشفشاون، و12 بسطات، و11 بكل من مكناس والعرائش والحسيمة، و10 مليمترات بتطوان، فضلا عن كميات أقل بعدد من المدن الأخرى، شملت مناطق مختلفة بالبلاد، ما سيكون له انعكاس إيجابي على الفلاحة. وقال عبد السلام بنشقرة، الفلاح بمنطقة حوض اللوكوس، إن التساقطات التي شهدتها المنطقة "مهمة وضرورية لزراعات مثل الحبوب والفصة والخرطال الذي يستعمله الفلاحون لرعي الماشية"، مؤكدا أن "الأمور ستتغير نحو الأفضل في الأيام القليلة المقبلة"، وذلك بعدما كانت آثار الجفاف بدأت تظهر على بعض الزراعات. وأضاف بنشقرة أن "الوضع سيتحسن وستنتعش مختلف الزراعات، خاصة الحبوب والشمندر السكري"، معبرا عن أمله في تسجيل المزيد من التساقطات في الأيام والأسابيع المقبلة. وشدد المتحدث ذاته على أن "تربة الترس السوداء التي تغلب على أراضي المنطقة لا تحتاج إلى الكثير من التساقطات، عكس باقي المناطق"، مؤكدا أنه "في حال استمرت التساقطات بكميات متوسطة وفي أوقات متفرقة سيكون الموسم جيداً"، حسب تعبيره. وفي تعليقه على الموضوع سجل عبدو بلبصير، المدير الجهوي للاستشارة الفلاحية بجهة فاس-مكناس، أن "المغرب شهد أخيرا شحا كبيرا في التساقطات المطرية، ما أدى إلى التخوف على مآل الموسم الفلاحي"، معتبرا أن "التساقطات التي عرفتها المملكة، وعلى نطاق واسع بأغلب أنحاء البلاد، تحيي الأمل في موسم فلاحي جيد". وأكد بلبصير، أن هذه التساقطات ستؤدي إلى "انتعاشة مهمة في الحركة الفلاحية بمختلف أقاليم الجهة، خاصة في الزراعات الخريفية، كالحبوب، التي تغطي ما يناهز 520 ألف هكتار، منها 36 ألف هكتار بالزرع المباشر". وأضاف المدير الجهوي للاستشارة الفلاحية بجهة فاس-مكناس أن الأمطار المسجلة تمثل "فرصة كذلك للمديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية لمواصلة حث الفلاحين وتحسيسهم من أجل بذل المزيد من المجهودات لضمان محصول جيد، كمحاربة الأعشاب الطفيلية وتطبيق برنامج عقلاني للتسميد الآزوتي، أخذا بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة لكل زراعة". كما أشار بلبصير إلى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تواصل إنجاز برنامج توزيع الأسمدة الأزوتية المدعمة بمختلف نقط البيع المنتشرة بمختلف أقاليم الجهة، معتبرا أن التساقطات الأخيرة "ستمكن كذلك من إنعاش حقينة السدود والفرشة المائية"، ومشددا على أن وضعية المراعي والزراعات العلفية ستعرف بدورها تحسنا.