أطلق مجموعة من النشطاء المغاربة حملة رقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي تدعو إلى ضرورة التدخل وحجب تطبيق "تيك توك" الشهير من المغرب، على غرار الأردن ومجموعة من البلدان الأخرى، بسبب نشر بعض مستعمليه محتويات تعتبر مسيئة وغير أخلاقية وتمس بالحياء العام في الكثير من الأحيان. وطالب فاعلون مغاربة بضرورة تطبيق قانون جديد يجرم محتوى "التيك توك" المسيء إلى صورة البلاد، معتبرين أن حب الوطن سلوك يومي من الواجب الحرص على ضمان سلامته، رافعين شعار "لا لتيك توك بالمغرب". حسن خرجوج، الخبير في التسويق الرقمي والتطوير المعلوماتي، قال أن هذه الحملة الرقمية هي مسألة "بروبغندا" فقط وليست أمرا كبيرا، خاصة أن توقيف منصة من حجم "تيك توك" وحجبها يجب أن يأخذ اعتبارات عديدة، مبرزا أن السياق الأردني جاء على اعتبار أنه يمس بالأمن العام للبلاد وأضحت هناك فيديوهات تحث على العنف والتخريب والدخول في حرب أهلية. لذلك، جاء في تلك المرحلة دور الأمن الأردني، وقام بحجب التطبيق بشكل مؤقت من خلال التواصل مع إدارة المنصة ومدها بالمعلومات اللازمة التي تفيد ذلك. وتابع المتحدث ذاته أن "الحملة التي أثيرت مؤخرا في المغرب سيظهر فيها أناس يركبون فقط على الموجة ويحبون الظهور؛ لكن لن يكون هناك أي قرار، خاصة أن هذا التطبيق لا يوجد فيه ما هو سلبي فقط بل الإيجابي فيه أكثر بكثير.. لكن كمتلقين نتوجه إلى المحتوى السلبي أكثر، ومن قاموا بهذه الحملة ذهبوا في هذا السياق وينددون بالمحتوى غير الأخلاقي". وأشار الخبير المغربي أن تطبيق "تيك توك" شبيه بالشارع فيه الجيد والسيء وكل يختار ما يريد، وبالنسبة له يرى أن ما وقع في الأردن حالة خاصة ليس مثل المغرب؛ فالأمور كانت لديهم متوجهة لاندلاع حرب أهلية، وهناك مجموعة من الأمور التي تسببت في اتخاذ هذا القرار بشكل مؤقت ريثما تهدأ الأوضاع. وأضاف أن المغرب مصادق على مجموعة من الأمور؛ من بينها حرية التعبير، وبالتالي لا يمكنه توقيف تطبيق ما دون ملاحظة المجتمع الدولي، وهذا أمر صعب ولا يمكن تحقيقه بناء على عينة من الناس. وخلص خرجوج، إلى أن هذه الحملة الرقمية هي من أجل حذف المحتوى السلبي؛ وهذا الأمر يمكن القيام به بشكل ذاتي، مشيرا إلى أنه انطلاقا من خبرته في مجال شبكات التواصل فإن "التطبيقات الاجتماعية بالمغرب لا تؤثر بشكل كبير في اتخاذ القرارات، وعندما نتحدث عن الحجب يعني أننا سنصبح مثل كوريا الشمالية والصين وبعض الأنظمة التي تتوفر على حكم معقد؛ لكن الحمد لله في المغرب نتوفر على مرونة في التعامل مع القضايا، والشعب لديه طريقة ذكية في التعامل مع ما هو مطروح عبر منصات التواصل الاجتماعي". من جهته، قال أمين البخاري، صحافي وصانع محتوى، إن مواقع التواصل فضاءات تجمع بين الصالح والطالح؛ فهي سيف ذو حدين وللمستخدم الاختيار في أخذ ما ينفعه وترك ما يضره. وأوضح البخاري، أن استخدام البعض لهذه التطبيقات بطريقة سيئة جعل الناس ينظرون إليها على أنها خطر يهدد المجتمع؛ بينما من السهل عمل "فلترة" للمحتوى الذي يريد الشخص أن يشاهده. وتابع المتحدث ذاته: "ما يروج الآن على بعض التطبيقات مثل "تيك توك" والكوارث التي يتحدث البعض عنها سبق أن حصلت ضجة مثلها في السابق وما زالت إلى حد الآن موجودة على منصة "يوتيوب" على غرار ظاهرة "روتيني اليومي" بطريق غير لائقة، مبرزا أن مواقع التواصل لم توجد فقط للمحتوى الهابط بل هناك العديد من صناع المحتوى الهادف الذي يتابعه الملايين حول العالم ويُستفاد منه. وشدد البخاري على أن استخدام البعض لهذه المواقع بطريقة غير لائقة لن يكون سببا في حجب تطبيق يستخدمه الجميع بالطريقة المناسبة له؛ فإذا كان الإنسان يريد تفادي الأمر يمكنه بكل بساطة تفعيل خيار متاح للجميع، وهو "غير مهتم بذلك النوع من المحتوى، ولن يصادفه مجددا".