[email protected] يظهر جليا أن حرب ما قبل الدستور الجديد بين الياس وعبد الإله أو بين من دخل اللعبة الكبرى من أضيق فجاج الريف المهمش، وبين من خرج من جلباب التطرف ليلبس لباس المخزن المزركش،مازالت مستمرة ونتساءل ،هل هي حرب سياسية بين حزبين يختلفان إلى حد التناقض ؟أم أنها حرب شخصية بين شخصين يتنافسان لكسب صداقة الملك ؟أم أنها حرب تاريخية بين ابن الريف المجاهد الذي تذوق مرارة الفقر والإقصاء الممنهج وبين من وضع يده في يد حزب تآمر على الريف وجرائمه ما زالت منقوشة بغازات الفسفور؟ أم أنها حرب انتخابية بين من يريد إثبات ذاته ولم شمل حزب دخل عرابه إلى القصر وبين من لا يريد الرجوع إلى المعارضة بعد أن استلذ طعم الحكم وقد يسعى إلى التحكم ؟. نظن أننا لا نجاوب الصواب عندما نقر بتفوق ذكاء الريفي الياس على ابن المدينة عبد الاله، سياسياعلى الأقل ،إذ أن كيف لرجل لا يحتل أي منصب سياسي أو إداري في الدولة أن ينغص على رئيس حكومة حياته السياسية؟ نتساءل مرة أخرى ماذا لو كان العمري رئيسا للحكومة؟ هل سيفسد عليه بنكيران حلاوة السلطة؟لكن قبل ذلك هل يمكن أن يسير حكومة المغرب يوما ما ابن الريف البدوي؟وإذا حدث هل ستفتح ملفات ريف1958 1959؟ أم أن ما لم يفتح مع الاشتراكيين حول بنبركة والمانوزي وآخرون، لم يعرف المغاربة بعد كيف قضوا نحبهم، وما لم يفتح لحد الآن في عهد الإسلاميين حول مغرب 16 ماي و وأراضي احباس المملكة التي تضل لغزا لا يزعم احد التفكير في فك طلاسمه،سيضل حبيس الدوائر المغلقة حتى إشعار آخر؟ اليوم وبعد مجموعة من التحولات السياسية في المغرب لابد من إعادة قراءة المشهد السياسي بموضوعية وتاريخانية لا تقبل التأجيل ،لان مستقبل الوطن لا يمكن أن يكون رهينة لأشخاص، بل لا بد أن يصنعه المغاربة باختياراتهم الديمقراطية. وقبل الاختيار لا بد من التفكير في الجواب عن السؤال الكبير أي مغرب نريد أن نبني ؟ هل مغرب المؤسسات أم مغرب أشخاص؟