دفعت التصريحات التي أدلى بها وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، أمس الاثنين، خلال لقاء للأغلبية الحكومية، رجال ونساء التعليم إلى الانخراط بقوة في الإضراب التي دعت إليه إحدى التنسيقيات التعليمية ابتداء من اليوم وإلى غاية يوم الخميس. وسجل أطر التعليم بعموم الجهة الشرقية، هذا اليوم الثلاثاء، الانخراط الكبير لرجال ونساء التعليم في الإضراب، حيث انضم للاحتجاج أولئك الذين كانوا يمتنعون عن خوض الإضراب. وقال نور الدين، وهو أستاذ التعليم الابتدائي بمديرية بركان، أنه لم يكن يشارك في الإضراب خلال الأيام الماضية، "لكن تصريحات وهبي دفعته للانضمام إلى زملائه". وأوضح ذات الأستاذ: "أن ما قاله وهبي خطير وغير مسبوق، وهو تهديد واضح من مسؤول حكومي، يحيلنا على سنوات الجمر والرصاص، وهذا ما سيدفع الجسم التعليمي لرص الصفوف أكثر من أي وقت مضى". ويبدو من خلال الأرقام المسجلة بمعدد من المدن بالجهة الشرقية، أن نسبة الإضراب ارتفعت عن السابق بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل 89.43% من الأساتذة بمدينة بركان مشاركين في الإضراب، و90.07% بمدينة وجدة، و85.65% بزايو، و87.21% بمدينة الناظور. وذلك هذا اليوم الثلاثاء. وكان وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المشارك في التحالف الحكومي، قد وَجّه انتقادات حادة إلى النقابات التعليمية، بسبب الاحتجاجات المستمرة للأساتذة وإضراباتهم المتوالية رفضا للنظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، ودعم بعضها لهذه الاحتجاجات، داعيا إياها إلى الالتزام بما تتفق عليه مع الحكومة. وقال وهبي، عقب اجتماع للأغلبية الحكومية، مساء الاثنين بالرباط، في خطاب موجه إلى قياديي النقابات التعليمية: "إذا خرج أربعون ألف أستاذ في مظاهرة فهناك 280 ألفا تريد الحوار، وعلى النقابات أن تتحمل مسؤوليتها وأن يكونوا أوفياء معنا". وجاء في كلام وزير العدل: "المقلقين (يقصد الأساتذة الرافضين للنظام الأساسي)، نݣلسو معهم، وإلا سنأخذ تلك التسعة ملايير درهم التي جاء بها النظام الأساسي ونضربو فوق الطبلة حتى حنا"، ثم أضاف: "لماذا نحن مترددون واش كنحشموا. علينا أن نتحرك ومنبفاوش ݣالسين كنتفرجو".