لكونها تعد إحدى أهم المواقع الإيكولوجية الوطنية ذات المؤهلات السياحية والخصائص الطبيعية الجذابة٬ حظيت بحيرة مارشيكا٬ الواقعة عند الواجهة المتوسطية لمدينة الناظور٬ باهتمام خاص يتجلى في تنفيذ مشروع طموح لتهيئة واستثمار موقع البحيرة٬ بإشراف وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا٬ التي انخرطت٬ منذ إحداثها٬ في تنفيذ استراتيجية واضحة المعالم٬ ومضبوطة الأهداف في أفق سنة 2025٬ هدفها جعل هذه المنطقة٬ الرطبة ذات الخصائص البيئية المتميزة٬ أيقونة الشريط الساحلي المتوسطي للمملكة. وتتجلى الأهمية البالغة لهذا المشروع٬ الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ اليوم السبت بالناظور٬ مراسم تقديم تصميم التهيئة الخاص به٬ في كونه سيساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة الشرقية عموما وقطب الناظور الكبير بشكل خاص٬ لاسيما من خلال تثمين الإمكانيات والمؤهلات السوسيو-اقتصادية للجهة٬ وكذا المساهمة في خلق الثروات٬ وإحداث مناصب الشغل٬ وحماية وتثمين الموارد الطبيعية٬ والحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة٬ إضافة إلى تثمين الواجهة البحرية المتوسطية في احترام تام للمحيط البيئي والجغرافي والثقافي للمنطقة. ويرتقب أن يساهم مشروع تهيئة وتنمية البحيرة٬ الممتدة على طول 25 كلم٬ في إحداث نحو 80 ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة٬ أي ما يشكل 18 في المائة من العدد الإجمالي لساكنة الإقليم الذي يقدر ب505 آلاف نسمة. ويهم هذا المشروع إنجاز سبعة مشاريع كبرى على مساحة تقدر بحوالي ألفي هكتار٬ وتشمل مدينة أطالايون٬ ومدينة الشاطئين٬ والمدينة الجديدة للناظور٬ وخليج النحام٬ ومارشيكا الرياضية٬ ومروج مارشيكا ثم قرية الصيادين. وتتوزع الاستثمارات المالية التي يتطلبها إنجاز هذا المشروع٬ والتي تصل قيمتها إلى 46 مليار درهم٬ والمرصودة انطلاقا من شراكات تجمع بين القطاعين العام والخاص٬ ما بين الإقامات السكنية (13 مليار و637 مليون درهم)٬ والوحدات الفندقية (ثلاثة ملايير و349 مليون درهم)٬ والتجهيزات والخدمات (ثلاثة ملايير و124 مليون درهم)٬ والبنيات التحتية الأساسية (ثمانية ملايير و264 مليون درهم)٬ إلى جانب الاستثمارات غير المباشرة الناجمة عن تطور المشروع (17 مليار و586 مليون درهم)٬ حيث تشمل أشغال المشروع إنجاز ملاعب للغولف٬ وفضاءات مخصصة للرياضات المائية والفروسية٬ ووحدات فندقية٬ وإقامات سكنية فاخرة٬ وموانئ ترفيهية وأخرى للصيد. وينتظر أن يتم إنجاز مختلف عمليات تهيئة وتنمية المواقع السياحية السبعة ببحيرة مارشيكا٬ وفق برنامج زمني مضبوط٬ وعلى مراحل محددة بدقة٬ علما بأن القائمين على إنجاز هذا البرنامج يتطلعون إلى تحويل بحيرة مارشيكا٬ التي تعد ثاني أكبر بحيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط٬ إلى قطب سياحي يتمتع بجاذبية كبيرة للسياح المغاربة والأجانب٬ إلى جانب تثمين مؤهلاتها الإيكولوجية من خلال إحداث محمية للطيور تعتبر الأكبر من نوعها في حوض البحر الأبيض المتوسط. ويتضمن برنامج تهيئة وتنمية مدينة أطالايون٬ التي تعد موقعا بحريا يزخر بمؤهلات سياحية فريدة٬ والتي ستمتد على مساحة تفوق 452 ألف متر مربع٬ إحداث 650 فيلا بطاقة استيعابية تصل إلى 4225 سريرا٬ و2230 شقة سكنية (8920 سريرا)٬ وثلاث وحدات فندقية (740 سريرا)٬ إلى جانب أروقة ومحلات تجارية ومرافق اجتماعية وثقافية