في إطار البرنامج الوطني للتأهيل البيئي للمدارس القروية، نظمت وزارة التربية الوطنية بشراكة مع وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، في مدينة الناظور، دورة تكوينية جهوية في مجال التربية البيئية لفائدة منشطي ومؤطري الأندية البيئية في المدارس القروية، بجهة الحسيمةتازة تاونات وكرسيف، يومي السبت والأحد 24 و25 نوفمبر 2012. تمت أشغال الدورة بقاعة فندق بابل، حيث افتتحت يوم الجمعة 23 نوفمبر 2012 على الساعة الثامنة مساء، بكلمة النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور، تم الترحيب فيها بالأستاذة المؤطرين والمشاركين وبسائر الحاضرين، والإشادة بأهمية الدورة التكوينية والأهداف التي تروم تحقيقها، من خلال الورشات والفعاليات المسطرة ضمن برنامجها. وإبراز أهمية إدماج مبادئ التربية البيئية في البرامج التعليمية الموازية وإرساء شبكة للمهتمين بالتوعية والتربية البيئية في الوسط القروي، واختتمت الكلمة بدعوة المشاركين إلى الاستفادة القصوى من الدورة، والمشاركة بفعالية في ورشاتها، لنقل خبرتهم وإثراء تجربتهم، في هذا المجال الحيوي الهام. كما ألقى ممثلو القطاعات المعنية كلمات افتتاح، تعرف بالسياق الذي تنعقد فيه هذه الدورة، والجهود الحكومية في مجال حماية البيئية والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة، مبرزين أن نجاح هذه الجهود مرتبط بترسيخ السلوك البيئي في الناشئة، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة ومواردها في النسيج الاجتماعي، وهو الدور المنوط بالمؤسسة التعليمية والذي يتولاه السادة الأساتذة بنجاح ووعي. وبعد جلسة تعارف بين المشاركين والمؤطين، وتحديد مستوى وانتظارات المشاركين، والتوافق حول برنامج الدورة ووضع خطة العمل فيها، تم عرض شريط “البيئة في صلب مستقبلنا” لكتابة الدولة في الماء والبيئة الذي يعرف بالقضايا البيئية الكبرى في العالم وفي المغرب وفقا لمنهج يوضح الوضعية الراهنة والضغوطات والاستجابات مستهدفا تمكين المشاركين من المعارف الأساسية حول البيئة والمشاكل التي تعاني منها. وبعد مناقشات مسهبة شارك فيها الحاضرون، استعرضت خلالها المخاطر التي تهدد البيئة، ودور الأندية التربوية في المساهمة في مواجهتها، والإشكالات التي تعترض سير عمل الأندية التربوية البيئية في الوسط القروي. وفي اليوم الموالي: السبت 24 نوفمبر 2012، وبفضاء فندق بابل، تواصلت أشغال الدورة التكوينية، ابتداء من الساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث توزع المشاركون على ثلاث ورشات اهتمت بتحديد المشاكل الجهوية ضمن مجموعات عمل مع مراعاة التوزيع الجغرافي والأحواض التربوية الاجابة عن ثلاثة أسئلة: ماهي المؤهلات البيئية البارزة في منطقتك؟ ماهي المشاكل الكبرى التي تعاني منها البيئة بمنطقتك؟ ماهي بعض الحلول التي تقترحها لهذه المشاكل البيئية؟ وذلك في أفق إعداد مشروع النادي البيئي انطلاقا من نتائج التشخيص الواقعي لقضايا ومشاكل البيئة بالجهة، وانجاز جذاذات تربوية متعلقة بالقضايا البيئية الجهوية مكنتهم من تقنيات التوعية حول البيئة بشكل ميسر. استعرض المشاركون في كل ورشة نتائج أشغالهم، وشارك في مناقشتها كل الحاضرين، بروح المسؤولية المعبرة عن الوعي بمشاكل البيئة ودور التربية في مواجهتها. بينما خصص يوم الأحد 25 نوفمبر 2012، لخرجة بيئية لمنطقة كوركو، للوقوف ميدانيا على الظواهر الطبيعية والاصطناعية ومدى أثر الإنسان فيها، ولأجل تعرف المواقع الأثرية (ثازوضا وغساسة) والسياحية البيئية (بوقانة، مارتشيكا، كوركو)، ومعاينة التنوع البيئي لمنطقة كوركو، من أشجار ونباتات وتربة، وأنواع الصخور، كما تمت زيارة مركز كوركو للبيئة التابع لإدارة المياه والغابات. واختتمت أشغال الدورة بكلمة ختامية توجيهية ألقاها السيد عبد العزيز عنكوري، وزعت إثرها شهادات المشاركة على الأساتذة المستفيدين من الدورة، وحقائب تربوية إعلامية تضم وثائق وأوعية معلومات حول البيئة والتربية البيئية وقضاياهما، بعد تعبئة استمارات تقييم الدورة، عبر فيها المشاركون عن تقييمهم وآرائهم ومقترحاتهم بخصوص هذه الدورة والدورات التكوينية في المجال البيئي، تعكس رغبتهم الحقيقية في امتلاك الآليات الضرورية لتفعيل مكتسباتهم من اجل بيئة أفضل في مناطق عملهم، تلك المشاكل الجهوية التي جاءت نتيجة المشاورات الجهوية لميثاق البيئة والتنمية المستدامة. أشرف على الدورة السادة عبد العزيز عنكوري مدير مكلف بتدبير الحياة المدرسية، وعبد الله يحيى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالناظور، والحسين دومي رئيس مصلحة البرامج التربوية والتكوين المستمر بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، وشارك في تأطير أشغالها الأستاذة الحمومية مهندسة بوزارة الطاقة والمعادن والبيئة، بينما أطر الخرجة الدراسية الأستاذ سعيد أزواغ، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بالناظور وفاعل جمعوي معني بقضايا البيئة.