حصلت شركة "إيلبيت سيستيمز" الإسرائيلية بصفقة تزويد الجيش المغربي بقاذفات صواريخ PULS بقيمة 150 مليون دولار، بما يشمل صواريخ أخرى بعيدة المدى، وهي الخطوة التي أعلنت عنها الشركة يوم أمس الثلاثاء بعد يوم واحد من الرسالة التي كشف عن مضامينها الديوان الملكي المغربي، والتي أخبر من خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الملك محمد السادس باعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء. وتحدثت الشركة في بيانها عن المغرب بشكل ضمني، حيث قالت إنها اتفقت مع "زبون دولي" لتزويده بصواريخ PULS، وصواريخ أخرى بعيدة المدى موجهة بدقة عالية لمدة 3 سنوات، ومن المعروف أن المغرب هو البلد الذي دخل في مفاوضات مع إسرائيل مؤخرا من أجل الحصول على هذه الترسانة التي تسمح بإطلاق صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر. وكانت شركة "إلبيت سيستيمز" الإسرائيلية قد قرر الانتقال من من بيع المغرب أسلحة وأنظمة دفاعية متطورة إلى دخول عالم الاستثمارات في الصناعات الدفاعية على أرض المملكة، بعد أن قررت تدشين فرعين لها لإنتاج الأنظمة الدفاعية، أحدها سيكون بمدينة الدارالبيضاء، وفق ما تم الإعلان عنه في يونيو الماضي، أياما بعد توصل المملكة وإسرائيل لاتفاق يقضي بتزويد الجيش المغربي براجمات الصواريخ PULS. وكان رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب شاي كوهين، الذي انتهت مهامه قبل أيام، قد أكد ذلك في تصريحات نقلتها شبكة i24، حيث أورد أن "إلبيت سيستيمز" تعتزم تدشين أول فرعين لها في المملكة للاستثمار في مجال إنتاج الأنظمة الدفاعية، دون تحديد قيمة أو موعد إطلاق هذا المشروع، مبرزا أن أحد الفرعين سيكون بمدينة الدارالبيضاء، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل. وفي ماي الماضي، تحدثت تقارير متخصصة في المجال الدفاعي عن حصول المغرب على نظام الصواريخPULS من شركة "إلبيت سيستيمز"، مبرزة أن القوات المسلحة الملكية توصلت به بالفعل وشرعت في تشغيل النظام المعتمد على الشاحنات العسكرية التشيكية الصنع "تاترا" ذات الدفع السداسي كمنصة حاملة للصواريخ، وذلك بعد أن أتمت الرباط الصفقة بشكل مؤكد في فبراير الماضي. وبذلك حصل المغرب على قدرات نوعية من خلال نشر نظام الصواريخ المذكور، حيث يبلغ مداه 300 كيلومتر ويتمتع بالقدرة على إطلاق عدد كبير من الصواريخ الموجهة، مع تحديد الأهداف بكفاءة ودقة عاليتين، وعبر هذا النظام يمكن التحكم في النطاق المستهدف عبر نظام تحديد المواقع العالميGPS وفق ما كشف عنه تقرير لموقع "ديفينسا" الإسباني المتخصص في الشأن العسكري. وسبق للمغرب أن عقدا مع شركة "إلبيت سيستيمز" بقيمة 70 مليون دولار، من أجل تطوير قدراته في مجال الحرب الإلكترونية واستخبارات الإشارات، الأمر الذي يأتي في سياق إعداد القوات المسلحة الملكية للجيل الجديد من الحروب في ظل اعتماده بشكل كبير على الآليات الإلكترونية الحديثة في مجال التسليح بما في ذلك الدفاعات الجوية التي أصبحت منظومة الطائرات المسيرة عن بُعد جزءا رئيسيا منها. ووقع المغرب هذا العقد في يونيو 2022، وفق ما أكده في نونبر الماضي موقع Military Africa المتخصص في الشؤون العسكرية، مبرزا أن الأمر يتعلق باتفاق سيجري تنفيذه على مدى سنتين ونصف، ويشمل تزويد المملكة بحلول Alinet للحرب الإلكترونية واستخبارات الإشارة، والتي تقوم على وحدات ذكاء الإشارة وتدابير الدعم الإلكترونية والتدابير الإلكترونية المضادة، بالإضافة إلى أنظمة القيادة والتحكم. وتضمن هذه المنظومة استجابة عملية فعالة للتهديدات الجوية والبرية بتوفيرها نظاما إلكترونيا للمعارك والتقاط صور أرضية وجوية، كما يشمل العقد إجراءات إلكترونية مضادة للاختراقات والهجمات، وحسب أورين الصباغ، المدير العام لشركة "إلبيت" تُعتبر أنظمة Alinet من الأنظمة الاستخباراتية المتطورة والمصنفة، لأنها تجمع بين ذكاء الإشارات والمعلومات الكهرو مغناطيسية على مستوى الرادارات.