وقع المغرب عقدا مع شركة Elbit Systems الإسرائيلية بقيمة 70 مليون دولار، من أجل تطوير قدراته في مجال الحرب الإلكترونية واستخبارات الإشارات، الأمر الذي يأتي في سياق إعداد القوات المسلحة الملكية للجيل الجديد من الحروب في ظل اعتماده بشكل كبير على الآليات الإلكترونية الحديثة في مجال التسليح بما في ذلك الدفاعات الجوية التي أصبحت منظومة الطائرات المسيرة عن بُعد جزءا رئيسيا منها. ووقع المغرب هذا العقد في يونيو، وفق ما أكده موقع Military Africa المتخصص في الشؤون العسكرية، مبرزا أن الأمر يتعلق باتفاق سيجري تنفيذه على مدى سنتين ونصف، ويشمل تزويد المملكة بحلول Alinet للحرب الإلكترونية واستخبارات الإشارة، والتي تقوم على وحدات ذكاء الإشارة وتدابير الدعم الإلكترونية والتدابير الإلكترونية المضادة، بالإضافة إلى أنظمة القيادة والتحكم. وتضمن هذه المنظومة استجابة عملية فعالة للتهديدات الجوية والبرية بتوفيرها نظاما إلكترونيا للمعارك والتقاط صور أرضية وجوية، كما يشمل العقد إجراءات إلكترونية مضادة للاختراقات والهجمات، وحسب أورين الصباغ، المدير العام لشركة Elbit Systems تُعتبر أنظمة Alinet من الأنظمة الاستخباراتية المتطورة والمصنفة، لأنها تجمع بين ذكاء الإشارات والمعلومات الكهرو مغناطيسية على مستوى الرادارات. ويُستخدم Alinet لضرب الدفاعات الجوية للعدو من خلال البحث عن إشارات والرادار والراديو التي بإمكانها تحديد المواقع مثل مراكز القيادة، ويمكن دمج تلك المعلومات مع أنظمة الطائرات المسيرة عن بُعد، على غرار Bayraktar TB2 وHAROP التي يملكها المغرب ويستخدمها في ضرب ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية عند محاولاتها اختراق المنطقة العازلة في الصحراء، وذلك دون الحاجة للمراقبة المباشرة من الدرونات. وسبق للمغرب أن وقع مع إسرائيل مذكرة تعاون بشأن الأمن السيبراني وأمن البيانات، ما كان مقدمة لاقتناء المملكة تقنيات عسكرية متطورة، علما أنه في نونبر من العام الماضي وقع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، أول اتفاق للتعاون الأمني بين بلد عربي والدولة العبرية. ويأتي التحرك المغربي في مجال الحرب الإلكترونية، بعد أن حصلت الجزائر، فشي شتنبر الماضي، على النظام الصيني CEW-03A وأضافت له لاحقا النظامين الروسيين Krashuka-4 و Avtobaza الروسيين، علما أن الجزائر، التي تحضتن مسلحي "البوليساريو" على أراضيها، تعد المزود الرئيسي للجبهة للأسلحة والمعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية.