تتوجه أنظار جل المواطنين، في هذه الفترة، إلى أسواق بيع أضاحي العيد الذي تفصلنا عنه أقل من 6 أسابيع تقريبا، وسط تخوفات من استمرار لهيب أسعار المواشي. بعد اشتعال أسواق الأضاحي، قررت الحكومة اتخاذ عدد من التدابير لضمان استقرار أسعار الأغنام ولمرور عيد الأضحى في ظروف جيدة، بداية بتشجيع المستوردين على استيراد الأغنام من الخارج لتعزيز العرض بالسوق الوطنية التي كانت تعاني خصاصا ملحوظا، ثم إعفائهم من رسوم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة، إضافة إلى تخصيص دعم مالي يقدر ب500 درهم على كل رأس ماشية مستوردة. فبعد هذا الدعم، بكم ستُسوّق هذه الأغنام؟. يقول أمين، وهو مستورد أغنام بمنطقة سيدي بطاش بإقليم بن سليمان، «ستكون الأسعار في متناول الجميع هذه السنة، فبعد تدخل الحكومة، هناك وفرة في القطيع الموجه لعيد الأضحى، بحيث لن يتجاوز ثمن بيع الأغنام المستوردة 55 درهما للكيلوغرام الواحد». وأوضح المتحدث، بأن هذه الإجراءات ستخفف عليهم عبء هذه السنة التي كانت صعبة على القطاع الفلاحي، مشيرا إلى أنه «لولا تدخل الحكومة لوصلت أسعار اللحوم إلى 150 درهما». وتابع المتحدث: «الأغنام المستوردة من إسبانيا كلفتنا تقريبا بين 50 و52 درهما للكيلوغرام الواحد، وسنسوقها ب55 درهما، أي أن ثمن الأضحية سيتراوح بين 1800 درهما و3000 درهم حسب الجودة والوزن». ومن جانبه، أوضح مراد، وهو مربي أغنام بضواحي مدينة سطات، أنه استورد حوالي 200 رأس من الأغنام الإسبانية، وبعد هذا الدعم سيسوق الأضاحي المستوردة بين 1500 درهم و2800 درهم». وقال مراد: «عندنا 3 سلالات، لكل واحدة مميزاتها،و تختلف أسعارها لكنها ذات جودة عالية، فمثلا سلالة تمحضيت يتراوح سعرها بين 2000 درهم و3000 درهم، والصردي بين 2800 و7000 درهم، والإسبانية ستبدأ من 1500 درهم». وأكد المتحدث نفسه أنه «خلافا لما يتم الترويج له حول انخفاض الأسعار في السوق الدولية، فعلى العكس من ذلك، خصوصا في هذه الفترة، الأسعار مرتفعة بجميع الدول، سيما مع تزايد طلب الدول المسلمة على الاستيراد». يذكر أن أسعار المواشي، هذه السنة، سجلت ارتفاعا بحوالي 1000 درهم في الأضحية الواحدة، وفق ما استقيناه من عدد من المهنيين في وقت سابق، وذلك راجع، وفق تعبيرهم، إلى ارتفاع تكاليف العلف بأزيد من 50 في المائة، حيث كان تسمين خروف واحد (لمدة 3 أشهر قبل العيد) يكلفهم 600 درهما، أما اليوم فبات يكلفهم 1000 درهم أو أكثر.