جميعنا نعلم أحوال شوارعنا وأزقتنا منذ زمن بعيد.. فهي لم تكن يوما في مستوى آمال وتطلعات الساكنة. وبما أن الحديث عنها والدعوة إلى إصلاحها قد أصبح تقريبا غير ذي طائل أو جدوى، فإني سأقتصر هنا عن حالة واحدة يرثى لها الجبين باعتبارها تشكل خطرا يوميا قد يصل إلى حصد المزيد من الأرواح لا يتعلق الأمر هنا أيها الأحبة بكثرة حوادث السير أو غياب إشارات التشوير الطرقي.. بل إني أقصد ذلك الشارع اللعين الذي يؤدي مباشرة إلى بوابة المستشفى الحسني بالناظور. لقد عرف هذا الشارع أشغال حفر كثيرة منذ شهور خلت، ورغم ذلك فقد بقي على حالته الكارثية دون إصلاح أو تعبيد. فهل يعلم المسؤولون حجم أضراره؟؟.. هل يدركون أنه معبر لسيارات الإسعاف التي تنقل المرضى في وضعية حرجة تستلزم طريقا سليما وآمنا؟؟ هل وصل الاستهتار بأرواح المواطنين إلى هذا الحد من السيبة واللامبالاة؟؟.. عجبا للقائمين على أمورنا.. شارع وحيد يربط المستشفى الحسني بكل بقاع الإقليم يتم تركه عرضة للحفر والمطبات والمتاريس والأحجار وكل شيء غريب.. ألم يكن من الممكن تعجيل إصلاحه حفاظا على سلامة المرضى!!.. ألم يكن من الممكن مضاعفة الجهود لتهيئته أمام سيارات الإسعاف ومختلف وسائل النقل التي تأتي بالمصابين والجرحى!!.. لقد أصبح هذا الشارع طوافا يصلح لرياضة القفز على الحواجز ومراوغة الحفر أكثر مما هو صالح للعبور. أفليست هذه قمة الإهانة للمواطنين والمرضى منهم على وجه الخصوص؟؟.. كيف ستحس المرأة الحامل التي تعاني من أوجاع الولادة وهي تتقاذف يمينا ويسارا داخل سيارة إسعاف قدر لها أن تسير تارة وتتوقف تارة وتقفز تارة؟؟.. حتى الطريق الثانوية التي يمكن سلكها لبلوغ المستشفى الحسني تبقى عصية على الجميع بعدما تحولت إلى سوق لبيع الخضر والفواكه وغيرها!!.. فبالله عليكم هل هذا هو مصيرنا في هذه المدينة التي لازلنا نحبها رغم كل شيء!!.. لابد للقائمين على الأمر أن يتحركوا عاجلا قبل آجل.. لابد من مباشرة الإصلاحات ومضاعفة ساعات العمل ليلا ونهارا حتى نتجنب المزيد من الكوارث في هذا الشارع العجيب.. إنها حالة استثنائية وطارئة، ولابد من التدخل قبل فوات الأوان.