غدت جماعة ابن الطيب 60 كيلومتر شرق الناظور مرتعا خصبا للشرذمة والعصابات الخطيرة تعترض المارة وترهب السكان. بحيث أصبح المواطنون لا يأمنون على ممتلكاتهم. فلا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن حالة سرقة أو سرقات... (بيوت، محلات تجارية، سيارات، اعتراض المارة...إلخ)... ...فضلا عن عمليات أخرى يتم من خلالها اصطياد مواطنين أبرياء، كل ذنبهم أنهم يسلكون شوارع وأزقة مظلمة تنعدم فيها الإنارة، يتم اصطيادهم من قبل أفراد عصابات مدججين بأسلحة خطيرة، مستغلين الفراغ الامني الكبير بالمنطقة التي يحرس أمنها قائد القبيلة ومعه اربع من رجال القوات المساعدة لحوالي 40 ألف نسمة، بمعدل امخازني واحد لكل 10 الاف مواطن. وقد عرفت المنطقة في السنة الماضية انتفاضة شعبية بسبب تدهور الاوضاع الامنية اثر مقتل امراة عجوز وجرح زوجها جراء هجوم إجرامي على منزلها بوسط المدينة، من قبل أعضاء مدججين بأسلحة، وسرقة ممتلكاتها. ولم يطفئ نار الغضب الشعبي إلا مسؤول كبير من عمالة الناظور حل بالمنطقة ونظم لقاء مع فعالياتها لتدارس الوضع الامني. وكان من بين التغييرات التي أسفر عنها الحادث نزع قائد القبيلة وتغييره بآخر. وفي تصريح يقول رئيس جمعية بني وليشك للتنمية والثقافة والرياضة بابن الطيب، السيد محمد عليوي بأن الوضع الأمني بالمنطقة جد مقلق، وأن العصابات أصبحت تتكاثر بشكل كبير، زيادة على الانتشار المهول لمروجي ومستعملي المخدرات بكل انواعها. مما عكس الوضع على الاقتصاد المحلي، بعدما أصبح متقاعدو الجالية المغربية بالخارج ومعهم الطبقة البرجوازية يغادرون المنطقة نحو مناطق أمينة، حفاظا على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، وكذا خوفا على أبنائهم من السقوط في فخ التعاطي للمخدرات. وعن اسباب انتشار هذه الظاهرة يقول بأن المنطقة مازالت تعيش عزلة تامة، وتهميشا على جميع الاصعدة، رغم الكثافة السكانية الكبيرة. وأن انعدام فرص الشغل في صفوف الشباب وانعدام المرافق الرياضية كدار الشباب وملعب رياضي يمنح للشباب فراغا كبيرا يملؤونه في المقاهي. مما يعرضهم للسقوط في هذا النوع من المشاكل. ويحذر محمد عليوي من غضب شعبي آخر، كما يحمل المسؤولية للسيد عامل الاقليم الذي وعد بتوفير الامن، بتزويد المنطقة بالدرك الملكي. كما أن سياسته ترتكز على الاهتمام بالمدينة والمناطق المجاورة فيما تم تهميش العالم القروي والمناطق الريفية.