ضمن القوانين الأساسية لعدد من المؤسسات البنكية يوجد فيها ما ينص على تخصيص نسبة مئوية من أرباحها لفائدة إقامة مشاريع اجتماعية في المناطق التي تنشط فيها. وبما أن مدينة الناظور هي دائما تشكل الاستثناء في كل شيء، فإنه في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من هذه المؤسسة البنكية أن تبادر بدورها لإنشاء مشروع اجتماعي بهذا الإقليم إنصافا على الأقل لمغاربة العالم الذين يتعاملون معها والذين تشكل فيهم ساكنة إقليمالناظور نسبة هامة، تفاجأنا فيها حينما أرادت تفعيل هذا البند الرامي إلى إبداء اهتمامها بما هو اجتماعي حيث عمدت قبل سنوات إلى استغلال هذه الأموال المخصصة للأعمال الاجتماعية في اقتناء عقار يقع بطريق زايو لتشييد ناد كبير يضم مجموعة من الملاعب و المرافق الأخرى. وبعد إتمام عملية الاقتناء وما تتطلبه من إجراءات، اصطدمت هذه المؤسسة البنكية المعنية بوضع قانوني مغاير لهذا العقار حيث أنه يعتبر منطقة صناعية لا يسمح فيها ببناء مثل هذه المشاريع الاجتماعية. هكذا إذن وقعت المؤسسة البنكية في ورطة كبيرة أو فيما نسميه في عاميتنا ب"الحصلة" أو "الوحلة"!!!.. فالأمر يعني أموالا طائلة تم ضخها في اقتناء هذا العقار ولكن بدون جدوى!!... وهنا من الواجب علينا أن نتساءل أيها الأحبة: من يتحمل مسؤولية هذا الخطأ الفادح الذي وقعت فيه مؤسسة كبيرة يفترض أنها تتوفر على أقسام قانونية وأطر تواكب الأمور من بدايتها إلى نهايتها؟؟... هل تمت استشارة المصالح المعنية وعلى رأسها الوكالة الحضرية قبل الاقتناء لمعرفة رأيها بشأن وضعية العقار؟؟.. هل تجميد أموال جاءت من نسبة الأرباح المخصصة للأعمال الاجتماعية في عقار مجهول المصير سيبقى مبررا لعدم التفكير في إنشاء مشاريع اجتماعية أخرى على غرار ما نعاينه في كل ربوع بلادنا رغم أن الناظور تعرف نشاطا أكثر حيوية لهذه المؤسسة مقارنة بباقي الأقاليم؟؟... أيها الأحبة، إن الكثير من العاملين داخل هذه المؤسسة البنكية الكبيرة أحيلوا على التقاعد دون أن يتمكنوا من رؤية هذا النادي المزعوم الذي وعدوا به منذ أعوام عديدة.. فهل سيستمر الحال على ما هو عليه من وعود لا نرى لها أثرا على أرض الواقع؟؟.. هل ستبقى ساكنة الناظور مجرد مصادر للدخل في نظر مسؤولي هذه المؤسسة دون أن تكون من حقهم الاستفادة من رؤية أي مشروع اجتماعي هادف؟؟.. لقد هرمنا كما قالها المواطن التونسي.. لقد هرمنا دون أن تحين تلك اللحظة التاريخية التي نسعد فيها بإنجاز اجتماعي لهذه المؤسسة البنكية التي هي حقا كبيرة في أرقام معاملاتها ولكنها تبدو غير ذلك في أمور أخرى.