دخلت القناة الأولى المغربية أسبوعها الثاني ضمن برنامج أساروك لإعداد وتصوير روبورطاجا شاملا ومعمقا حول الآثار التاريخية لجماعة آيث شيشار ، بكلا المرحلتين ما قبل الإستعمار وما بعده، مركزة على المباني التاريخية التي ما تزال قائمة ضمن البنايات العسكرية الإسبانية بالدرجة الأولى وشركاتها المعدنية، ثم بقايا المواقع الاثرية التاريخية المذكورة في المراجع التاريخية لأخيار المؤرخين الأروبيين والامازيغيين على رأسهم العلامة إبن خلدون في كتابه ” العبر ” ، نذكر منها المدينة التاريخية ” إغساسن ” التي ياتي دورها ضمن البرنامج غدا الأربعاء ، هذه المدينة التي نزل بها الغازي العربي عبد الرحمان بن معاوية بن هشام بن عبد المالك الملقب بصقر قريش في طريقه إلى الأندلس، والتي أيضا نزل بها عبد الله الأحمر بعد فراره من الأندلس هاربا من الملوك الكاثوليك وجيوشهم الجرارة التي استعادة حكمها على أرضها ” الأندلس ” بعد غزو إسلامي طال لثمانية قرون شارك فيه الأمازيغ وقائدهم طارق ميس نزياد، وبعض الأسر العربية بقيادة موسى بن نصير تحت يافطة أجمع علماء المنطق في العالم على أنها كانت عنوانا باطلا لخيانة تاريخية عظمى . ومن بين المواقع الأثرية التي ستحضى بزيارة القناة ضمن البرنامج نفسه، هو الموقع الأثري المشهور بالمنطقة ” ثزوضا ” فوق جبل سيذي احمذ الحاج ” كوركو ” ، هذا الموقع ذي 600 متر ارتفاع على سطح البحر ، اعادت بنائها الدولة المرينية الامازيغية والتي سمته بهذا الإسم حيث كانت عبارة عن منطقة استراتيجية من أجل المراقبة والدفاع . هذا الموقع أيضا تواجد فيه الملك النوميذي ” ملك مملكة نوميذيا الأمازيغية بشمال أفريقيا الأمازيغي ” الملك يوغرطن ” ويوغرطن ” معناها شخص ” عالي الشأن ” أو ” شخص عظيم ” حسب تركيبة الثقافة الأمازيغية ، وهذا الملك الذي حارب الرومان عند موقع ثازوضا ، اخذ من هناك أسيرا إلى روما بعد أن تمت غلبته والإستيلاء على الذهب الذي جمعه في الموقع من قبل الرومان . ثم نظيف عن الموقع ، العثور على إحدى أنواع المعادن التي إكتشفها بالموقع علماء الآثار كاحدى المعادن العائدة للإمبراطورية الرومانية، ليبقى دليلا قاطعا وملموسا على تواجدهم بالمنطقة وغيرها مما يجاورها من المناطق التي كانت تتبنى خيار المقاومة المسلحة ضد الرومان ، وناخذ في هذا الصدد كمثال ، القائدة المورية ” للا ثمسمانت ” التي هزمت الرومان بمنطقة إنعلا حاليا حيث يتواجد مدفنها وأحد الهياكل المؤرخ للحقبة. أنشطة اليوم 16/10/2012 ضمن البرنامج ” أسراك / assarag ” إقتصرت على الثكنة العسكرية ” Castillo de taxdirt ” المتواجد بالجماعة بين دوار ثجذارث ودوار أدراوراغ وبجانب غابة أخندوق التي تعبرها الطريق الرئيسية 6202 ، هذا الكاستيو الصغير بني من قبل القوات العسكرية الإسبانية عام 1923 بعد أن هدأت المناوشات والمعارك ” معركة ثجذارث بتاريخ 20 سبتمبر 1907 ، وهي معركة الفرسان بامتياز وقد عرفت ثلاثة حملات للفوج الرابع مشاة فرقة 21 للصيادين بقيادة ألفونسو 12 ، في مقابل 1500 مقاوم ريفي اجبروا الجنرالات الثلاث ( alfonso 12 / general Tovar / teniente coronel jose cavalcante ) على الإنسحاب نحو مليلية بعدما عجزوا عن صد التحرشات التكتيكية للريفيين ضمن استراتيجية حرب المجموعات الصغيرة والمحددة من الأفراد ” إصطلاحا حرب العصابات ” التي تمكنت من دحر أكثر من 50 جنديا فارسا رغم كل الآلاف من العساكر المتربصة بالمنطقة، ورغم وجود ثلاثة قيادات عسكرية عليا تم توشيح صدورها باللورييادا ، الميدالية العسكرية العليا بإسبانيا إستحقاقا على إنسحابهم الإنهزامي من المنطقة، ودائما حسب مفهوم العسكرية الإسبانية للتوشيح بالأوسمة . اللقاء الذي جرى بالقرب من الكاستيو ، حضره كل من رئيس الجماعة الذي وعد بتقديم الملف لوزارة الثقافة بهذا الصدد، إلى جانب الفاعل الجمعوي حسن لحشايشي الذي أورد في تصريحه نبذة قيمة عن المعلمتين الأثريتين ” إغساسن وثازوضا ” ، والفاعل الجمعوي عبد الواحد اوراغ كاشفا الغطاء عن معلمة فرخانة ” قصبة فرخانة / قصر مولاي اسماعيل ” ، بالإضافة إلى عبد ربه متحدثا باسم جمعية هذون حول إهتماماتها بالآثار التاريخية بالمنطقة عامة طالبا الوزارة الوصية بحماية هذه الآثار التي تتعرض يوميا للتخريب وضرورة تحفيظها وإدراجها ضمن التراث الوطني . البرنامج سيبث لاحقا بالقناة ضمن برنامج أسروك