احتضنت القاعة الكبرى التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات باقليم الناظور ، مساء يومه السبت 29 شتنبر 2012م أشغال ندوة من تنظيم جمعية أمزيان تحت عنوان “الحركة الأمازيغية والاستراتيجيات الممكنة”، من تأطير كل من السادة : سمير المرابط : مناضل امازيغي من الحسيمة رشيد رخا : ناشط أمازيغي (الرئيس المنتدب المكلف بالشؤون الخارجية ضمن التجمع العالمي الأمازيغي) وقد سير هذه الندوة المناضل الامازيغي والباحث الاستاذ : ياسين عمران لقد استهل هذا اللقاء بكلمة ترحيبية لكافة الحضور ، وبعد توطئة مقتضبة حول السياق العام الذي جاء فيه هذا النشاط أستمع الحضور الى العرض الذي قدمه سمير المرابط حيث أشار الى المسار التاريخي للحركة الامازيغية في المواقع الجامعية وكذا ما أسماه الضربات الاستباقية لتحجيم نضالات الأمازيغ المتمثلة أساسا في ما أطلق عليه” المجالس الاستشارية “كل هذا من أجل الحد من نضالات الأمازيغيين ان اقتضى الأمر أخذ النخب للأمازيغ . وفي مداخلة لرشيد رخا ربط ما أسماه أزمة الحركة الأمازيغية بما هو قومي ، حيث أشار الى أن القومية هي المحرك لما لها من علاقة وطيدة بما هو تنموي واقنصادي وكذا اجتماعي ، أعطي بعض النماذج من المؤسسات التي خاضت هذه التجربة في عدة مجالات وكان لهذه المشاريع الناجح والمردودية ، انطلاقا من القومية تم انشاء العديد من المشاريع الاجتماعية في أرض الأمازيغ من طرق ومدارس وغيرها ، رغم هذا فقد دعا الى الضغط أكثر من أجل تفعيل الدستور و لأجل مصالح الأمازيغ من طرف مناضلي الحركة الأمازيغية . وقد عرفت الندوة مناقشات مستفيضة تمحورت أساسا حول أسئلة كبيرة وعريضة من قبيل ماذا يريد الأمازيغ ؟ وما العمل؟…. المرابط والراخا يقاربان راهنية وآفاق الموضوعة الأمازيغية في ندوة لجمعية أمزيان بالناظور المرابط: محمد السادس كان بارغماتيا في احتواء المد الأمازيغي، والمرحلة الراهنة تقتضي فرزا سياسيا. راخا : الفكر القومي الأمازيغي هو المخرج من الأزمة الحالية، والشركات التي يملكها الأمازيغيون هي قوى اقتصادية أمازيغية. فكري الأزراق في سياق المتغيرات الإقليمية والدولية التي تطرح مسألة تحرر الشعوب وبناء نماذجها السياسية وفق خصوصياتها، دأبت جمعية “أمزيان” بالناظور على تنظيم ندوات فكرية لمقاربة موضوع الأمازيغية كقضية “تحررية” في إطار التدافع/ الصراع من أجل إثبات الذات، وفي سياق هذه الندوات نظمت يومه السبت 29 شتنبر ندوة فكرية تحت عنوان “الحركة الأمازيغية والاستراتيجيات الممكنة” أطرها كل من المناضل السابق في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية MCA، ورئيس جمعية “ثيموزغا” بالحسيمة “سمير المرابط”، و “رشيد راخا” كناشط أمازيغي ورئيس العلاقات الخارجية لمنظمة “التجمع العالمي الأمازيغي” AMA، لمقاربة راهنية النضال الأمازيغي بالمغرب، واستشراف المستقبل على ضوء المعطيات المؤثثة للمشهد السياسي المغربي بكل تعقيداته. سمير المرابط، تناول الموضوع “كملحاحية تفرضه المتغيرات الحالية إن على المستوى الوطني أو الدولي” ليتحدث عن سيناريوهات النضال الأمازيغي والتي قسمها إلى ثلاثة مراحل رئيسية 1990-2001، و 2001- 2011، والرهانات الممكنة استراتيجيا للعمل الأمازيغي انطلاقا من المرحلة الحالية، مُعرجا في ذات السياق عن العديد من تمظهرات الصراع الأمازيغي، أو النضال السياسي الأمازيغي كما أسماه، والذي “انطلق سنة 1990 مع تأسيس التيار الأمازيغي داخل أسوار الجامعة المغربية” ليتحدث عن النضال الأمازيغي عوض “الحركة الأمازيغية” مُعتبرا أن المرحلة تقتضي تصحيح المصطلحات لضرورات سياسية ومفاهيمية لأجل عدم الخلط بين النضال الأمازيغي والمخزن الأمازيغي. وعرج في ذات السياق عن الكثير من المحطات التي برز فيها الصراع الأمازيغي في المعادلة السياسية، منها محطة إنطلاق “النضال السياسي الامازيغي في 1990″ والتي شكلت عقدة للنظام المخزني –حسب المرابط دائما- الذي حاول القضاء على المكون الأمازيغي، كما سبق أن فعل الحسن الثاني عندما واجه الأمازيغ بالسلاح في محطة نهاية الخمسينات ومنتصف الثمانينات. وأيضا محطة اعتقالات 1994 والتي اعتبرها جس نبض الأمازيغ على مستوى الشارع من جهة، ومحاولة إسكات الأصوات الأخرى من جهة ثانية، وبالتالي إيقاف المد الأمازيغي على مختلف المستويات ومحاصرة النخب الأمازيغية التي كان بمقدورها توجيه الصراع نحو الأفضل. كما عرج في ذات السياق على محطة 2000- 2001 التي كان فيها النضال الأمازيغي في أوج قوته، والتي نهج خلالها الملك محمد السادس سياسة بارغماتية لاحتواء الأصوات الأمازيغية من خلال تأسيس “المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية” IRCAM، ليخلص إلى أن المرحلة الراهنة تقتضي فرزا سياسيا وإيديولوجيا واضحا، معتبرا أن هذا الفرز هو المدخل لفهم مجموعة من المبادئ، وتحديد موقع النضال الأمازيغي سياسيا وإيديولوجيا، ليوجه في نفس السياق انتقادا لاذعا لأحمد عصيد الذي اعتبره بأنه يبحث عن سبل إعادة الشرعية لنظام سياسي تآكلت شرعيته، من خلال استضافة وجوه متطفلة على الحركة الأمازيغية تدافع عن الأطروحة الرسمية للدولة. وأكد في الوقت نفسه على “أننا لا نعترف بالدستور، ونحن ليست مهمتنا تنزيل دستور غير ديموقراطي رفضناه سابقا”. رشيد راخا، تناول الموضوع بصفته “قوميا أمازيغيا” وليس “مناضلا أمازيغيا” كما أشار إلى ذلك في بداية الندوة، ليتحدث عن الأزمات المتعددة التي تعيشها الحركة الأمازيغية، والتي تجعل دائما سؤال كيف يمكن الخروج من المأزق يطفو على السطح، مُعتبرا أن الفكر القومي الأمازيغي هو المخرج من الأزمة، بحكم عدم وجود قوة سياسية أمازيغية، قائلا :”نحن كأمازيغ لا نساوي شيئا سياسيا، رغم أن الأمازيغ هم المتحكمون في اقتصاد البلاد” مُعتبرا أن بعض الشركات التي يملكها السوسيون هي قوى اقتصادية أمازيغية. ليعرج عن الإنتهازية في صفوف الحركة الأمازيغية، وأشار إلى وزير الداخلية الحالي “امحند العنصر” الذي اعتبره أكبر انتهازي أمازيغي، مضيفا “ألوفات الإنتهازيين هم المناضلين الأمازيغيين الذين غيرو جلدهم بمجرد تغير وضعيتهم الاجتماعية”، ليؤكد أن القومية الأمازيغية هي الضمانة من أجل التطور الأمازيغي، فهي “مجموعة بشرية تدافع عن مصالحها فقط” وتركز على المصلحة أكثر من التركيز على الإيديولوجية. راخا، في مداخلته وجه الكثير من الانتقادات لكوليج أزرو، واعتبر أن بعض الشركات التي يملكها السوسيون، وشركة اتصالات المغرب، والبنك المغربي للتجارة الخارجية، وزيت واد سوس، وكتبية، وجودة، وكسكس داري، هي قوى اقتصادية أمازيغية، وبالتالي –يقول راخا “نحن مجبرون على التعامل معها من منطلقات قومية”، واعتبر أن مؤسسة الإركام هي منفعة كبرى للأمازيغية اعتبارا لإصدارها الكثير من الكتب بالأمازيغية تحمل قيم الحداثة التي يشترك فيها الأمازيغيون مع الغرب.