المسيح الدجال يهاجم الناظوريين من مليلية مليلية مرة أخرى كلما قررنا في الريفي فتح إحدى الملفات الساخنة على الساحة المحلية إلا و وجدنا جيراننا الإسبان معنيين بها و لو بدرجات متفاوتة... منذ أشهر خلت أبلغني الزميل محمد عليوي أنه لاحظ عدة مرات نساء يتجمعن عند باب جمعية معينة بمليلية و يتسلمن بعد خروجهن منها كيسا مملوءا بالمواد الغذائية و ظهر بعد التحري أن الأمر يتعلق بجمعية تنصيرية يتزعمها شخص من جنسية أمريكية سبق و أن إشتغل بالناظور عدة سنوات قبل أن تتخلص منه المخابرات المغربية عبر السعي لإدخاله لمليلية ثم إغلاق الحدود في وجهه... و إستمر هذا الشخص الذي سبق و كان يكتري مقرا بشارع الجيش الملكي بالناظور للتغطية على عمله التنصيري في مهاجمة الناظوريين من مليلية عبر إعطاء دروس وعظ تبشيرية خصوصا للنساء اللواتي يقصدن مليلية مقابل مواد غذائية تتكون غالبا من الأرز و الحليب... هذا في الوقت الذي تعج فيه المدينة السليبة بالجمعيات التبشيرية التي توزع الكتب و التسجيلات الصوتية و المرئية بالأمازيغية الريفية على المهاجرين المارين عبر المدينة في موسم العبور و كذا عبر تسريبها للناظور بطرق مختلفة و كلنا يتذكر فترة التسعينات التي عرفت إنتشارا مهولا لشريط فيديو يتضمن فيلما عن قصة المسيح ساهم في دبلجته بعض الشباب الذين كانو يقطنون بحي لعري الشيخ و إختفوا بعدها عن الأنظار بعد هجرتهم لإسبانيا... و مع مرور الأيام إنتبه الخطباء بالناظور للأمر أيضا فخرج أحدهم بصرخته الشهيرة المستنكرة لحملة التنصير التي تتعرض لها منطقة الدريوش و كانت آخر تمظهرات الهجمة التبشيرية ما ذكره ناظوري مسيحي للريفي في حوار سابق نشر على صفحات الجريدة من إنخراط بعض الشباب الريفي المهاجر الذي تعرض للتنصير في العمل التبشيري بالمناطق القروية بالإقليم خاصة بتمسمان ... و مؤخرا فقط إنتبهت الدولة المغربية لخطورة الأمر و بدأت وزارة الاوقاف في الأسابيع الاخيرة حملة تحسيسية حول خطورة الظاهرة و هو ما انخرطت فيه أيضا نظارة الأوقاف بالناظور و ذلك عبر الخطب المنبرية و الوعظ الديني... و لكن الحملة المغربية لن توقف قناطير السلع التي تخرج عدة مرات في الأسبوع من مليلية في سيارات رجالات التبشير المسيحي المتمسحين بغطاء السياحة و الذين يتوجهون نهاية كل أسبوع لعدد كبير من المناطق القروية بالناظور و يقدمون لساكنتها المهمشة و الفقيرة الأرز و الحليب مقابل الإستماع لوعظهم التبشيري عبر مترجم من شباب مليلية المتنصر أو الإستماع للتسجيلات المسموعة التي تبشر بالمسيح المنقذ... إن كل ما ذكرناه يؤكد للعين المجردة أن هاته الحملات المنظمة و المدعومة ماديا من الكنائس الاوروبية تشتغل بشكل ذكي و تقصد جمهورا مستعدا للإستماع تحت ضغط إغراءات الهدايا العينية و إغماض العين عن هذه الهجومات التنصيرية بدعوى الثقة في ترسخ عقيدة المواطن الريفي خطأ يجب ألا نقع فيه فالأمية التي تجتاح ثلاثة أرباع سكان المناطق القروية بإقليم الناظور إضافة للفقر و الإقصاء الإجتماعي و البعد عن المركز طريق معبدة أمام المسيح الدجال لنشر دعواته التنصيرية... إن الدجال الذي ينتظره النصارى لإنقاذهم و نشر عقيدتهم بعد نزوله من السماء موجود اليوم في مليلية و يخطط بذكاء لنشر عقيدته بين البسطاء من الناظوريين... مسيح دجال مجهز بالتكنولوجيا الحديثة و الاموال اللازمة لتنفيذ مخططاته و إن لم يتمكن من تحصيل نتائج فورية فإنه يشكل حلقة في عمل إستراتيجي يركز على هز إيمان و عقيدة البعض لتهييئهم نفسيا لتقبل المراحل المقبلة... إن وجود مخططات خفية عن أغلبنا لا يعني انها غير موجودة أو غير مؤثرة بل يعني أنها مخططات ناجحة لحد الآن لإنها خارج أضواء المجتمع لذا فعلى كل فرد في هذا المجتمع تحمل مسؤولياته و أن يعلم أن معظم النار من مستصغر الشرر و على الجهات الأمنية أن تراقب بدقة وفود السواح المليليين الذين يتجولون بحرية بين المناطق القروية بالناظور في إطار إستراتيجية محكمة لصد هاته الهجمات التنصيرية و على المسؤولين عن القطاع الديني بالمنطقة الخروج من المدار الحضري و توسيع وجودهم بالإقليم و الخروج من مكاتبهم و تكثيف أنشطتهم في الميدان ليضمنوا قرب الوعظ الديني من كل بسطاء هذا الإقليم الذي إن كانت أميتهم و فقرهم نتاجا لسيرورة مجتمعية متأثرة بالتهميش التاريخي الذي عرفته منطقة الريف فإنهم اليوم بحاجة لمن يساعدهم على المحافظة على أمنهم الديني... ألم يقل عمر بن الخطاب لو كان الفقر رجلا لقتلته... رجاء إن لم تستطيعوا قتل الفقر إكتفوا فقط بمساعدة الفقراء على الحفاظ على دينهم... كتب: محمد أوسار التنصير بالمغرب منذ الأزل منذ الأزل، كانت جميع الحملات العسكرية التي تقودها الدول المسيحية في اتجاه مختلف مناطق الحملات مصحوبة بالعديد من المبشرين المسيحيين الذين يستغلون التوسعات العسكرية التي كانت تقوم بها هذه الدول من أجل الدعوة إلى اعتناق الدين المسيحي، وهي الممارسات التي صاحبت العمليات الإمبريالية الكبرى التي قادها الغرب المسيحي خلال القرن التاسع عشر بإفريقيا وآسيا. ومنذ سقوط المغرب في براثن الاستعمار الفرنسي إثر توقيع معاهدة الحماية يوم 30 مارس 1912، نشطت البعثات التنصيرية بمختلف مناطق المغرب في محاولة لطمس هويته الدينية، غير أن الحركة الوطنية تمكنت من التصدي لهذه العملية والحفاظ على الوحدة الدينية للمغرب، ورغم مرور ما يقارب نصف قرن على استقلال المغرب، فإن هذه البعثات لا تزال نشيطة إلى درجة كانت مثار سؤال شفوي طرح بالبرلمان المغربي يوم ثاني يونيو 2004 من طرف الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية التابع لحزب الاستقلال، وهو السؤال الذي جاء جواب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يحمل بين طياته اعترافا بوجود هذه الظاهرة، التي تقول مصادرنا أن هناك ما يفوق 150 مبشرا يشتغلون اليوم بين ظهرانينا سواء داخل البعثات الدبلوماسية أو في إطار بعض الجمعيات التنموية خاصة بالقرى والبوادي، حيث تعد المناطق بالجنوب والأطلس والريف مجالا خصبا للقيام بعملهم مستغلين في ذلك ظروف الفقر والبطالة التي يعيشها قطاع واسع من المواطنين، مما يطرح العديد من الأسئلة حول مدى خطورة ترك المجال لدعاة التنصير على ثوابت المغرب، وطبيعة الإجراءات التي تقوم بها الحكومة للحفاظ على الوحدة المذهبية التي تتعرض اليوم لهجوم تنصيري كاسح مدعم من طرف الإمبريالية العالمية التي أصبحت اليوم تتمسح بمسوح “العولمة”. فما هي الدوافع التي تدفع اليوم بعض المغاربة إلى اعتناق المسيحية، وما هي استراتيجية الدولة في مواجهة خطر التنصير، وكيف يتم استقطاب غير المسيحين المغاربة للتنصير، إلى غير ذلك من الأسئلة التي نحاول النبش في بعض جوانبها. وصايا المسيح “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر”، ثم “اذهبوا إلى العالم و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، فمن آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن” ... المقولة الأولى جاءت في إنجيل متى، والثانية وردت في أنجيل مرقس على لسان المسيح. و تشكل المقولتان معا روح مبررات ومقومات نشر تعاليم الإنجيل في كل أنحاء العالم والدعوة إلى ما جاء به. ومن هذا المنطلق خرجت البعثات التبشيرية في اتجاه مختلف البقاع داخل الكرة الأرضية بغية تنصير المجتمعات غير المسيحية وبالتالي نشر المسيحية. ويعتبر المغرب أحدى المواقع بالقارة السمراء التي تواجد بها المسيحيون ونشطت على ترابها البعثات المسيحية. وتجدر الإشارة دون التوغل عميقا في التاريخ أنه كان لإضعاف المغرب في وجه القوى الأجنبية في نهاية القرن التاسع عشر دور هام في إفساح المجال في وجه هذه البعثات قصد نشر تعاليم الميسحية، إذ استقر أنصارها في بعض المواقع وأسسوا بها خلال فترة الحماية الفرنسية مراكز خاصة بهم.. ولا يستبعد كما تشير إلى ذلك بعض الدراسات أن تكون هذه البعثات قد لعبت دورا في تهييئ الأجواء لقدوم المستعمر اعتبارا لجدلية الديني والسياسي.. لكن بعد حصول المغرب على الاستقلال تقلص نشاط الحركة التنصيرية بفعل عدة عوامل منها الدور الذي لعبته الصحافة الوطنية وخصوصا جريدة العلم في فضح مخططات هذه البعثات ومطالبة الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة قصد الحد من خطورتها.. وعلى الرغم من ذلك استطاعت هذه الحركة أن تتغلغل في العديد من الأوساط الاجتماعية وتكسب أنصارا لا يعرف رقمهم الحقيقي إلا من قبل الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية، معتمدة في ذلك على وسائل متعددة لاصطياد الراغبين في اعتناق المسيحية. فما هي، إذن، طبيعة الآليات والوسائل التي يتم الاعتماد عليها في الاستراتيجية العملية لهذه البعثات؟ ومن هي الفئات الاجتماعية الأكثر استهدافا؟ ثم أين تتجلى خطورة هذه البعثات على المجتمع؟ وأخيرا كيف تتعامل السلطات مع أنشطتها؟ إنها مجموعة من الاستفهامات الكبرى التي سنحاول ملامسة الإجابة عنها . خطط الحركات التنصيرية لم تعد الحركة التنصيرية ومؤسساتها العالمية تقتصر في عملها على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والرياضية في المناطق الاجتماعية المتخلفة، على ترويج خطاب لا يعادي الاسلام والمسلمين ويعد معتنقي المسيحية بنهاية تنعم فيها أرواحهم بالطمأنينة والسعادة الأزلية، وهو ما يعني النجاة من عذاب القبر وما إلى ذلك من عذابات يوم الحشر والحساب، بل عمدت إلى استخدام آليات تواصلية حديثة من نشرات ومطبوعات متقدمة وأشرطة مسموعة ومرئية وإنشاء محطات للراديو والتلفزيون.. كما لجأت إلى تنظيم مؤتمرات وملتقيات إقليمية وعالمية استدعت إليها خبراء في العلوم الإنسانية المتطورة قصد ايجاد الآليات الكفيلة بضمان الإمتداد و الإنتشار لحركتها على نطاق واسع.. وفي ذات السياق أحدثت مراكز للبحوث والدراسات ومعاهد علمية بغية إنتاج دراسات تعنى بالإسلام والمسلمين وبأوضاعهم الاقتصادية والسياسية، كما هو الحال بالنسبة إلى مركز دراسات الإسلام في إفريقيا الذي يوجد مقره بنيروبي في كينيا والمركز النصراني للدراسات في الباكستان ومعهد الشرق الأدنى للاهو ببيروت في لبنان.. إلخ. وتعتمد هذه الحركة في تمويل أنشطتها داخل مختلف المواقع الدولية على هبات وتبرعات وإعانات حكومية وأيضا على مساعدات بعض الكنائس من خلال استثمارات عينية ومالية ضخمة، كما هو الحال لدى الفاتيكان والكنيسة الإنجليكانية. فالحركة التنصيرية، إذن، طورت أساليب وسائل نشر تعاليم الإنجيل والتعريف بالمسيحية، ذلك فالتبشير الفردي أو الوعظ فقد أهميته لفائدة أساليب أكثر حداثية و نجاعة تميز مجتمع المعرفة والتواصل كالاتصال الجماهيري سواء المكتوب أو السمعي البصري، ويمكن حصر وسائل التنصير في الاتصال المباشر العلني، ويأخذ هذا النوع شكل الوعظ والإرشاد سواء الفردي أو الجماعي داخل الكنيسة وخارجها.. وفي الاتصال المباشر المستتر، وهو الاتصال الذي يأخذ طابع السرية في نشر تعاليم المسيحية، ثم في وسائل الاتصال الجماهيري والذي ينطلق من إنتاج الصحف والمجلات ليصل إلى إنتاج الأفلام، وإلى جانب هذه الوسائل المشار إليها هناك الوسائل العسكرية والسياسية وتلك المتعلقة بتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية وكذا الرياضية والترفيهية..إلخ الجمهور المستهدف تضع الحركة التنصيرية نصب أعينها فئة الشباب خاصة منه ذلك الحالم بالهجرة إلى الضفة الأخرى، فقد لعبت البعثات الكنائسية الإيطالية في تونس على سبيل المثال دورا في جر شباب من تونس إلى تعلم وإجادة اللغة الإيطالية قصد السفر إلى إيطاليا والعمل بها داخل مؤسسات تم الاتفاق بينها وبين الكنيسة. نفس الأسلوب تم نهجه مع شباب جزائري، قبايلي على وجه الخصوص، مغلوب على أمره اجتماعيا، اعتنق المسيحية تحت شعار البحث عن تحسين أوضاعه الاجتماعية.. ظهير تنصير البربر وتجدر الإشارة إلى أن الحركة التنصيرية ومنظماتها تنشط بمختلف مواقع المملكة، لكن تبقى مدن الشمال والأطلس المتوسط هي المناطق التي تعرف حركة متنامية لأنشطتها لأسباب متعددة، فقرب الأولى جغرافيا ووجدانيا من أوربا وطبيعة ثقافة الثانية، وهي الأمازيغية سهل على أنصار هذه الحركة تحقيق مراميهم، إلا أن هذه الرؤية تظل بعيدة كل البعد عن الواقع، وهي مرتبطة أساسا بالنظرة التي حاولت الحركة الوطنية بالمغرب ترسيخها، منذ ظهور ظهير 16 ماي 1930 المسمى من قبلها ب “الظهير البربري”، داخل المجتمع المغربي، وتظهر هذه النظرة بشكل واضح في بعض الكتابات التي تعادي الأمازيغية و الأمازيغيين، إذ حاول أصحابها التركيز على الجانب الديني في قراءتهم لظهير 16 ماي1930، واصفين إياه بكونه ظهيرا لتنصير البربر بعدما سكتوا إزاء التمييز بين الشريعة والعرف، وهذا الطرح أشار إليه بشكل أو بآخر الإستقلالي أبو بكر القادري في سلسلة حواراته مع إحدى اليوميات المغربية. وما يثير الاستغراب في هذا الباب أن أصحاب هذا الطرح يغضون الطرف على سبيل المثال عن حالة محمد بن عبد الجليل أخ الاستقلالي عمر بن عبد الجليل الذي اعتنق المسيحية وترقى داخل الفاتيكان، ورغم دعوة الملك الراحل محمد الخامس إياه إلى العودة إلى دينه وبلده فقد ظل متمسكا باختياره الديني. كذلك تنشط هذه الدعوات التبشيرية في المناطق الاجتماعية المتدهورة، حيث يستغل ممثلوها هذا الوضع المتردي بهذه المناطق قصد تقديم الخدمات الاجتماعية اللازمة وبالتالي التقرب أكثر من المستفيدين من هذه الخدمات قصد تمسيحهم.. فما هي إذن، الخطورة المحتملة لهذه البعثات التبشيرية؟ صمت الدولة أكيد أن أجهزة الدولة على معرفة دقيقة بتحركات وأنشطة هذه البعثات، فلا بد أنها تعرف عنها كل شاردة وواردة، إلا أنه من الصعب عليها مواجهتها لاعتبارات عديدة أولها أن تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ما فتئت تتهم المغرب في السنوات الأخيرة باعتقاله لشباب اعتنقوا المسيحية.. ومن شأن ذلك أن يشكل نقطة سوداء في سجل المغرب الذي لازالت الانتهاكات و الخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان لم تهجره بعد.. ثانيها أن المغرب تربطه علاقات جيدة بالفاتيكان، وأي سلوك صادر عن المغرب من هذا القبيل سيجعله في تعارض مع دعواته المتكررة إلى الحوار والتسامح والتعايش بين الأديان وما شابه ذلك من القيم الإنسانية النبيلة.. وثالثها أن تعنيف هذه الحركة من شأنه أن يثير هذا الموضوع الذي لازال بدوره ينتمي إلى مجال المسكوت عنه، وأن هذا الأمر قد يدفع البعض إلى الإعلان عن تعاطفه مع أنصار هذه الحركة بالمغرب فضلا عن التضامن الدولي الذي قد تحظى به. مما لاشك فيه أن إثارة هذه المسألة داخل قبة البرلمان بالمغرب مؤشر دال على درجة خطورة المد المتواصل لحركات التنصير داخل شرائح المجتمع، ذلك أن الرسائل والمطبوعات المكتوبة باللغات الثلاث : الأمازيغية، الفرنسية والعربية لم تعد تأتي من الخارج بل من الداخل (الرباط..)، كما أن اللقاءات أضحت شبه علنية في المنازل والفيلات.. و لعل خطورة هذا المد قد تظهر سياسيا أولا في ضرب الوحدة الدينية للمغرب على اعتبار الأهمية المركزية للعامل الديني بالنسبة إلى النظام السياسي، فهذا الأخير لم يسمح بالتعددية داخل الدين الإسلامي بعد اعتماد المغرب رسميا المذهب المالكي كمذهب موحد.. ثانيا في تشكيل جالية مسيحية شأنها أن تشكل قوة سياسية ضاغطة، مما قد يؤدي إلى إنتاج سيناريو مماثل الأقباط بمصر الذين يعرف الجميع مشكلتهم الحالية مع الحكومة المصرية، وثالثا في إمكانية استخدام المسيحيين بالمغرب كحصان طروادة من قبل القوى الدولية المتسترة وراء الكنيسة على اعتبار أن اختلاف الأديان يعني أوتوماتيكيا اختلاف الولاءات.. كتب: سعيد شرامطي/بني انصار