هاجمت وزارة الخارجية الجزائر المغرب متهمة إياه بمحاولة "إفشال" القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر يومي 1 و2 نونبر 2022، وذلك بعد تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة من القاهرة، والتي قال فيها إن القمة المقبلة يجب أن تنعقد "على أساس الالتزام بالمسؤولية بعيدا عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز". وبعد 24 ساعة على إعلان الرئاسة الجزائرية إيفاد مبعوث شخصي للرئيس عبد المجيد تبون إلى المغرب، من أجل توجيه الدعوة إلى الملك محمد السادس بشكل رسمي لحضور القمة العربية، خرج عمار بلاني، الذي تصفه خارجية الجزائر بالمبعوث الخاص المكلف بدول المغرب العربي وملف الصحراء، بتصريحات يتهم فيها المملكة بمحاولة إفشال القمة بعد أن تقرر تنظيمها بشكل نهائي. ووصف بلاني تصريحات بوريطة ب"المزايدات السخيفة" بأنها "رسكلة للخطاب المعتاد الذي يخفي حالة الإحباط والخيبة التي أصيب بها المغرب بعد فشله في محاولات تأجيل موعد انعقاد القمة العربية"، على حد تعبيره، مبديا أسفه تجاه ما صدر على لسان "بوريطة" متهما الرباط بممارسة ما وصفها "الأساليب القذرة والحسابات الضيقة". ويوم أمس، وخلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية، قال بوريطة إن السياق الدولي والعربي يسائل القمة المقبلة لتنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيدا عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز، وتوطيد الثقة اللازمة، والتقيد بالأدوار الخاصة بكل طرف. وأضاف وزير الخارجية أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، حرص على الانخراط في صلب العمل العربي المشترك، سواء من داخل الأجهزة الرئيسية لجامعة الدول العربية، أو من خلال الهيئات المتفرعة عنها، والذي تجسد في احتضان المملكة المغربية لسبع قمم عربية، ساهمت في جمع الكلمة العربية وإعطاء زخم جديد للعمل العربي المشترك. ودعا بوريطة لقراءة موضوعية لواقع العالم العربي، المشحون بشتى الخلافات والنزاعات البينية، والمخططات الخارجية والداخلية الهادفة إلى التقسيم ودعم نزعات الانفصال وإشعال الصراعات الحدودية والعرقية والطائفية والقبلية، واستنزاف المنطقة وتبديد ثرواتها، وفق كلامه، لافتا إلى أن الإشكال الرئيسي يكمن في غياب رؤية مشتركة واضحة لمواجهة تلك التحديات، بما يحافظ على أمن الدول واستقرارها ووحدتها الترابية والوطنية.