من داخل قاعة بحي أكدال بالعاصمة الرباط، يتابع المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات مستجدات الحرائق في كل تراب المغرب، والغرض استباق الخطر والتنسيق مع الوحدات الميدانية لمراقبة تطورات النيران. عمل خلايا مختلفة تتفرق بين اللوجستيك والتموين وتتبع العمليات والتخطيط والإعلام وتحليل المخاطر؛ كل هذا يسيره مهندسون مغاربة بأحدث التقنيات التكنولوجية المتخصصة. نظام الإعلام أساسي داخل المركز، فمنه تسجل وتتابع كل الحرائق بالتراب الوطني، من خلال التوصل بوثيقة من مختلف الأقاليم تبرز موعد اندلاع الحريق والمساحة المشتغلة، وكذلك مدى تواجد فرق الإطفاء في الأماكن المناسبة. ومن خلال نظام الإعلام يمكن إعداد تقارير شاملة وطنية أو جهوية أو كذلك موضوعاتية حول الحرائق المندلعة، كما يمكن من تحيين المعلومات تقنيا دون الحاجة إلى تدخلات يدوية مستمرة. نظام تحليل المخاطر هو الآخر يعمل على منح المركز معطيات عن الجماعات التي شهدت حرائق على امتداد السنوات العشر الماضية، ويتابع خريطة ضغط النار بدقة، ويمنح توقعات حول الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح، ونقاط الماء القريبة من الحرائق. ويمكن لهذا النظام تحديد مناطق الخطر، وبالتالي التواصل مع الميدان للاستعداد جيدا، والخروج من الثكنات قبل اندلاع الحريق؛ كما يبرز بالملموس إمكانية انتشار الحريق ومستويات الخطر (المتوسطة والعالية، والعالية جدا). ومباشرة بعد الاطلاع على المعطيات تتم عملية التواصل مع الوحدات في الأقاليم، مع تحديد إحداثيات النار وقرار إمكانية التواصل مع القوات المسلحة للاستعانة بالطائرات أو الاكتفاء بقوات التدخل في الميدان. وبالإضافة إلى النظامين المذكورين، تأتي وحدة اللوجستيك والتموين، ومنها تتم متابعة موقع سيارات الإطفاء وحركيتها، مع ضمان التواصل معها بشكل مباشر، والحصول على معطيات كافية بشأن الحريق؛ فضلا عن بعث أقرب فرق المساعدة. وفي السياق ذاته، يمكن نظام التخطيط من التنسيق الجماعي واستطلاع وضع الحرائق عبر الأقمار الاصطناعية، ويبرز أماكنها التي لا تتم ملاحظتها بشكل عادي. ومباشرة بعد الاطلاع تبعث وحدات صوب مكان الحرائق، مع تسجيل ما يجري في الميدان بالضبط. وإلى جانب الوحدات، يشتغل المركز بطائرات درون تم اقتناؤها هذه السنة، وتعمل على أخذ صور مباشرة من الميدان، وتستكشف المجالات الوعرة للاطلاع على الحرائق؛ كما تتوفر على كاميرا حرارية تراقب نقاطا مشتعلة لا تظهر للعيان.