في هذا السياق، فإن جبهة العمل الأمازيغي بالجهة الشرقية عموما، إذ تستحضر السياق العام الذي تمر به بلادنا، وكذا السياسات العمومية الداخلية التي تسطرها الحكومة الحالية من أجل تنمية البلاد، مع استحضار كل النوايا الحسنة في خدمة الوطن والمواطن، فإنه لا يمنع من تسجيل بعض الملاحظات التي تربط تلك السياسات بملفات جد مهمة في توطيد لحمة الأمة المغربية، على رأسها ملف الأمازيغية الذي يعرف تأخرا في كثير من المجالات، وهو ما يقتضي العمل الجاد والمسؤول من أجل تجاوز الحيف والأعطاب التي خلفتها الحكومات السابقة، خاصة وأن الحكومة مقبلة على سن قانون المالية للسنة المقبلة، وهو ما يتطلب إنصافا لملف الأمازيغية أن تخصص له ميزانية محترمة، وتسن تدابير استعجالية للتنزيل السليم والفعلي لمقتضيات الدستور المرتبطة بترسيم الأمازيغية على مستوى جميع المؤسسات. في هذا السياق فإننا نعتبر أن ملف الأمازيغية بحمولته السياسية و الثقافية يحتاج إلى تدابير وطنية تستحضر أهمية هذا الورش في توطيد ثوابت الأمة المغربية وترسيخ الاختيار الديمقراطي لبلادنا. إضافة إلى ذلك، لابد أن ننبه إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه العديد من مناطق الجهة الشرقية بشكل عام والريف بحمولته التاريخية بشكل خاص، الأمر الذي يقتضي تمكينها من الاستفادة من الأوراش التنموية الكبرى التي تعرفها بلادنا، وأن تؤخذ بعين الاعتبار سواء في مشروع ميزانية 2023 وكذا في مشروع القانون الاطار بمثابة ميثاق جديد للاستثمار. بناء على ما سبق، تؤكد جبهة العمل الأمازيغي بالجهة الشرقية، أن: • الجبهة جزء لا يتجزأ من مسار الحركة الأمازيغية بالمغرب، اختارت العمل من داخل المؤسسات، مع الاحترام التام لكل الخيارات الأخرى التي تعمل من أجل خدمة القضية الأمازيغية؛ • وجود الجبهة ليس بغرض تأثيث المشهد السياسي أو الحزبي، بقدر ما تسعى إلى المساهمة بشكل فعال في بلورة أفكار ومشاريع تخدم القضية الأمازيغية والترافع من أجلها؛ • ملف الأمازيغية في حاجة ماسة إلى جرأة سياسية جادة لتفعيل أوراشه وتحصينه من أي حسابات سياسية ضيقة؛ • جبر الضرر لمناطق الريف خاصة بالعالم القروي، لن يكون إلا عبر مشاريع تنموية هادفة تخرجها من العزلة والفقر التي تعيشها؛ وختاما، ترحب جبهة العمل الأمازيغي بالجهة الشرقية بأي نقاش جاد ومسؤول من طرف مختلف الفاعلين السياسيين، الجمعويين والحقوقيين حول آليات الاشتغال والترافع لخدمة القضية الأمازيغية، ورفع التهميش عن مناطق الريف ورد الاعتبار لها لما تحمله من ماض بطولي مشرف.