"مواطن مغربي من أصل كل أربعة أعلن استخدامه أحد تطبيقات توصيل الوجبات"، ما يعني أن نسبة ربع المغاربة (25 في المائة) يستخدمون أو سبق لهم استخدام تطبيق واحد على الأقل من هذه التطبيقات التي اقتحمت حياة المغاربة خلال السنوات الأخيرة قبل أن تشكل فترة الجائحة الوبائية "المسرّع" لانتشارها. وترتفع النسبة المذكورة إلى 37 في المائة بالمدن والمراكز الحضرية، خاصة أن مستعملي هذه التطبيقات يقطنون بالجهات الأكثر تعميرا بالمغرب (الدارالبيضاء-سطات، الرباط-سلا-القنيطرة، فاس-مكناس، مراكش-آسفي، وجهة الشمال). وكشفت نتائج وخلاصات دراسة حديثة، نشرتها اليوم الجمعة 29 يوليوز مجموعة أبحاث ودراسات السوق "Sunergia" في إطار سلسلتها "Market insights"، عن أبرز عادات المغاربة ومميزات نمط استهلاكهم للمنتجات الغذائية الموجهة للأكل السريع، واستهدفت معرفة أنواع وخصائص الأشخاص الذين يقبلون بكثافة على استهلاك مأكولات يتم طلبها عن بعد، والذين يرفضون أو لا يستخدمون هذا النمط في حياتهم اليومية. واعتمدت الدراسة المنجزة بين فاتح و25 مارس 2022، على "عينة مبحوثة تمثيلية للسكان المغاربة بلغ عددها الإجمالي 1005 أشخاص"، تم استجوابهم ب"شكل عشوائي مع الحد الأقصى لهامش الخطأ قُدّر ب(%3,1+/-)، في حين تم إجراء المقابلات واستقصاء آرائهم عبر نظام المقابلات الهاتفية باستخدام الحاسوب بعد التحقق (CATI)". ورغم أن معدل استخدام تطبيقات التوصيل بالمغرب يظل "كبيرا"، تسجل دراسة "سونيرجيا"، إلا أنه مقارنة بمتوسط القارة الإفريقية 2.26% (حوالي 31.8 مليون مستهلك)، لا يزال أقل بشكل معتدل من نسَب البلدان الأخرى حيث تشهد تقنيات ال"FoodTech" نموا متسارعا، لا سيما في فرنسا (46% في 2020) وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية (47 في المائة خلال 2021). واستند استطلاع آراء المستجوَبين المغاربة إلى معطيات دالّة أفرزها مؤشر "Maroc Food Index 2020′′، وهو تقرير أنجَزته "جوميا فوود" عن عادات الاستهلاك لدى المغاربة عبر تطبيقاتها لتوصيل الوجبات، خلُص إلى "طلب المغاربة وجبات أكثر في نهاية اليوم (وجبة العشاء 51 بالمائة)، بدلاً من وجبة الغداء (40 في المائة)، بمتوسط سُلة مصاريف تبلغ 130 درهماً". بينما تتمثل الوجبات الأكثر طلبًا في المغرب في "البُرغر"، ثم "السوشي" و"البيتزا". وكشفت نتائج الدراسة ذاتها عن صفات وخصائص "الذين لا يستخدمون تطبيقات التوصيل السريع للوجبات"، معتبرة أنهم في الأغلب من فئة "كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 45 عاما فما فوق (11%)، ومن المطلّقين والمطلقات (19 في المائة)، في حين ينحدرون جغرافيا من ساكنة شمال المغرب وشرقه (20 في المائة) وجنوبه (19 في المائة)، ومعظمهم في المناطق القروية والأرياف (7 في المائة)، وينتمون في معظمهم إلى طبقة اجتماعية مهنية متواضعة"، حسب وصف الدراسة. ويتبين من خلاصات الدراسة أن السوق المغربية تتقاسمها مجموعتان عالميتان رائدتان في مجال توصيل الوجبات السريعة، هما الشركة الإسبانية "غلوفو" (glovo) بنسبة استعمال بين المستخدِمين المغاربة تصل 58 في المائة، والشركة النيجيرية العملاقة "جوميا فود"، التي تتحكم في 41 بالمائة من استعمالات المغاربة (لاسيما فئة الشباب من 18 إلى 24 عاما). كما استنتج معدّو الاستطلاع أن "تواتر استخدام هذه التطبيقات يكون من حين لآخر (مناسَباتياً) في 7 من أصل 10 حالات، ومنتظِماً في حالتين من كل 10، ونادرا جدا في الحالات المتبقية، خالصين إلى أن أهم "موانع وعوائق عدم استعمال باقي المغاربة لتطبيقات التوصيل السريع تتمثل في تفضيل حوالي الثلث لإعداد الأكل المنزلي، بينما يفضل ثُلث المستجوبين الذهاب واقعيا إلى محلات الأكل، في حين نسبة 23 بالمائة منهم صرحت بعدم تغطية تلك التطبيقات لمناطق سكناهم". وقالت الدراسة إنها تعطي للفاعلين في هذا المجال، الذي يدمج الصناعة الغذائية بالتقنيات الحديثة، "رؤية حول آفاق استخدام تطبيقات التوصيل في المغرب، وبشكل أكثر تحديدًا من حيث الموانع (نقص أو عدم المعرفة بها يشكل 8%)، ما يمنح سبل تفكير في كيفية تطوير التكنولوجيات الغذائية في علاقتها بأنماط الاستهلاك اليومي".