عاد المحتجون الذين أطاحوا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الشارع من جديد أمس السبت ليتهموا مساعديه بالتشبث بالسلطة والمطالبة بزعماء جدد. واقتحم مئات سياجاً غير محكم أقامته الشرطة حول مكتب محمد الغنوشي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في تونس رافعين لافتات تطالب باخراج «رجال الطغيان» من حكومة الوحدة. ووجه الغنوشي الذي بقي في رئاسة حكومة ائتلافية تشكلت بعد فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل أسبوع، نداء مؤثراً من خلال التلفزيون الرسمي في ساعة متقدمة مساء الجمعة يدعو الى الصبر، وصوّر نفسه كضحية مثله مثل بقية التونسيين خلال حكم بن علي، وتعهد أن يتنحى عن كل نشاط سياسي بمجرد أن يتمكن من تنظيم الانتخابات. وعقد الغنوشي اجتماعات مع زملائه في الحكومة أمس، فيما خرج آلاف الى شوارع العاصمة تونس وبلدات أخرى لاظهار رفضهم لما يصفه كثيرون بأنه محاولة شكلية من جانبه لضم عدد قليل من المعارضين الأقل شهرة للحكومة. وحتى رجال الشرطة الذين كانوا من قبل أداة فظة يُخشى جانبها خلال حكم بن علي اعلنوا تغيير ولاءهم وانضم آلاف منهم لهتافات إعلان البراءة من «دم الشهداء» في تظاهرة في مدينة تونس للتعبير عن التضامن مع «ثورة الياسمين» التي قتل خلالها العشرات برصاص وهروات الشرطة. وانضم الى هذه التظاهرة عناصر من الحرس الوطني ورجال الاطفاء. وأعلنت الحكومة التونسيةالجديدة انهاء الحظر المفروض على كل الجماعات السياسية بما في ذلك المعارضة الاسلامية المحظورة. وفي برلين (ا ف ب)، نقلت مجلة «دير شبيغل» عن راشد الغنوشي زعيم حركة «النهضة» إنه يأمل في العودة «قريباً جداً» إلى تونس من منفاه في لندن. وقال الغنوشي في المقابلة التي تُنشر الإثنين: «أنا قبل كل شيء مواطن تونسي يريد العودة إلى بلاده»، موضحاً أنه «يأمل» أن تتم هذه العودة «قريباً جداً». ورداً على سؤال عن تطلعاته، أكد الغنوشي انه «ليس الخميني وان تونس ليست ايران» وانه يريد «تقديم مساهمته الفكرية في هذا المنعطف التاريخي الذي يخرج تونس من عهد القمع الى الديموقراطية». وأضاف «إننا لا نريد نظام الحزب الواحد مهما كان» ولا فرض الشريعة ان «ما تحتاجه تونس اليوم هو الحرية (...) وديموقراطية حقيقية». يذكر ان حركة الاحتجاج التونسية انطلقت بعدما احرق عاطل عن العمل نفسه، احتجاجا على تعامل قوات الامن معه. وفي الرباط، ذكرت مصادر طبية أن رجلاً حاول إحراق نفسه في حي تجاري شعبي في الدارالبيضاء الجمعة، لكنه نُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وعثر في حوزته على رسالة تعرض معاناته من مشاكل مالية واجتماعية لها علاقة بنزاع على إرث. وعُلم أن شاباً من أصول صحراوية حاول بدوره إضرام النار في نفسه في مدينة السمارة العاصمة الروحية للمحافظات الصحراوية. وفي الخرطوم، أضرم سوداني في الخامس والعشرين من عمره النار في جسده فأصيب بحروق من الدرجة الثانية. ولم تُعرف دوافع الشاب.